اخبار محليةعدن تايم

التسول عبر منصات التواصل.. حيل وهمية للحصول على المال

لا تختلف طرق التسول عبر منصات التواصل الإجتماعي عن طرق التسول التقليدية في المعنى والمضمون، ولكن الاختلاف يكمن في الأدوات المستخدمة. ففي السابق، كان المتسولون يتجمعون في المساجد والشوارع والأماكن العامة، يرتدون ملابس رثة ويتصنعون إعاقات مختلفة، ويمدون أيديهم للمارة. ولكن الآن، يقومون بذلك من وراء شاشات هواتفهم، باستخدام البريد الإلكتروني والرسائل النصية لنشر قصص مؤثرة غالبًا ما تكون مزيفة، وسيناريوهات مبتكرة تدعي الفقر والمرض وتخدع الضحايا بحاجتهم الماسة للمساعدة في العلاج أو تلبية احتياجاتهم الأساسية، والأكثر حزنًا استغلال البعض الدين الإسلامي لتحقيق هذه المكاسب والحصول على المال بطرق غير مشروعة.

تتعدد أنواع طرق التسول من أشخاص الى آخرين وتختلف من ثقافة مجتمع إلى آخر:

*عبر رسائل نصية*

عملت تطبيقات الدردشة والرسائل النصية على تسهيل ممارسة التسول، حيث يقومون بإرسال رسائل نصية تطلب المساعدة المالية، ويدعون بالفقر والمرض لإيهام الضحايا بحاجتهم الماسة للمساعدة في العلاج أو تلبية احتياجاتهم الأساسية.
بشير التعزي هو أحد ضحايا هذه الظاهرة، صرح قائلاً: “تلقيت رسالة من شخص يطلب المساعدة المالية لشراء ملابس العيد لأطفاله. قمت بالاستجابة لطلب المساعدة بسرعة وتعاطف، ولكنني أخبرته أنني سأقوم بشراء الملابس بدلاً من تقديم المال. ومع ذلك، اكتشفت الخدعة بعدما رفض المتسول تزويدي بمعلومات عن عدد الأطفال وأحجامهم ونوع الملابس التي يرغبون فيها، سواء كانت للذكور أو الإناث أو لكلاهما معًا.

*تسول بانتحال شخصيات المشاهير*

يقوم المتسول بإنشاء حساب وهمي على منصات التواصل الاجتماعي مطابق للحساب وصورة الشخصية المشهورة. يدعي أنه يقوم بأعمال خيرية، مثل إنقاذ المشردين أو المرضى أو الحالات الاجتماعية المتعاطفة. وبفضل مصداقية هذا الشخص وشعبيته، يتمكن المتسول من جذب تعاطف الناس وأموالهم، قبل أن يكتشف الناس خداعه.
يقول وليد علي: كنت اتابع شخصاً مشهوراً على منصة فيسبوك، ذات يوم تفاجأت أن هناك حساب جديد بإسم الشخص نفسه يجمع تبرعات يقول بأنها لأسر متضررة ، أثارني الفضول فقمت بمراسلة الحساب الرسمي لكي اتأكد من المصداقية فإذا به ينفي أنه يمتلك حساب آخر وأن هذا الشخص منتحل شخصيته للكذب على المتابعين وجمع المال.

*إستغلال الأحداث*

قد يستغل المتسول حدثًا عامًا مثل دعم القدس أو الفيضانات، وينشئ حسابًا لجمع التبرعات للمتضررين “الوهميين”. كما أنه قد يقوم بإنشاء بعض الحسابات للأشخاص الذين تعرضوا لحادثة نالت تعاطفا عالميا، وانتحال شخصيتهم. ويتم ذلك عن طريق تنزيل صور ومقاطع فيديو لهؤلاء الأشخاص ومن ثم كسب تعاطف الناس لجذب أموالهم. وهذا ما نلاحضه منذ بداية طوفان الأقصى وكثرة الحسابات بإسم القدس.

*أسبابه*

يقول الأستاذ السابق في علم النفس محمد الخضر إن بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وانتشار ثقافة البذخ وتوسع الفجوات الاجتماعية والطبقية، وبسبب عوامل اجتماعية وسياسية وغيرها، يحاول بعض الأشخاص مواكبة نمط الحياة الجديد بطرق مختلفة، ومنها التسول عبر منصات التواصل.
وأشار إلى أن هذا التسول أصبح مهنة لبعض الأشخاص، حيث يمكنهم كسب المال دون أن يقوموا بأي جهد. وعندما يتعين على المتسول الاختيار بين مساعدات غذائية ذات قيمة وأموال تكون قيمتها أقل من ثمن المساعدة الغذائية، فإنه يختار على الفور المساعدات المالية.
ويضيف محمد: المتسولون المحتالون المحترفون يجيدون استخدام العبارات والكلمات الجميلة والقوية، بينما المتسول المحتاج لا يستخدم مثل هذه العبارات لأنه قلق أو خجول ومتردد. كما أن المتسول المحتال عادة ما يكون لديه مهارة في اختيار مكان استراتيجي جيد للتسول. ومن خلال ذلك يحصل على عوائد جيدة، بينما المتسول المحتاج لا يفكر في الاختيار، فرغبته هي الاختباء والابتعاد عن الأنظار، فيختار المكان المناسب لأنه نظرًا لعادات وتقاليد المجتمع فإنه لا يحب الناس معرفة شخصيته، ويسعى دائمًا إلى التنكر، لتجنب التعرف عليه أو اكتشافه. غالبًا ما يكون راضيًا عن تلبية احتياجاته الصغيرة.

مكافحة التسول

”خالد احمد“ ضابط في البحث الجنائي يقول أنه يجب مكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشارها وذلك بتعزيز الوعي بين المستخدمين حول خطر التسول الرقمي وكيفية التعرف عليه وتجنب الوقوع في فخه. يمكن تحقيق ذلك من خلال توعية الناس عن طريق حملات إعلامية وتثقيفية تركز على أنماط التسول الرقمي المشتركة وعلامات التحذير التي يجب أن يكون المستخدمون على دراية بها.
ويضيف خالد: تعزيز التشريعات والقوانين المتعلقة بهذه الظاهرة وتشديد العقوبات على المرتكبين. بمعاقبة الأفراد الذين يستغلون الناس عبر الإنترنت ويتلاعبون بمشاعرهم للحصول على أموال بطرق غير قانونية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُشجع الشركات ومقدمو الخدمات الإلكترونية على اتخاذ إجراءات أمنية قوية لحماية المستخدمين من هذه الأنشطة غير المشروعة. وعلى المستخدمين أنفسهم أن يكونوا حذرين عند التعامل مع الإنترنت.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى