مهندس معركة تحرير العاصمة عدن وتولى قيادتها
الشهيد جعفر .. رمز البطولة والوفاء
في مثل هذا اليوم السادس من ديسمبر وقبل ثمان سنوات ، إرتقى القائد الفذ اللواء جعفر محمد سعد شهيداً ، هو وستة من مرافقيه في عملية إرهابية غادرة وجبانة استهدفت موكبه بمنطقة التواهي، و دون شك ، لن تنسى العاصمة عدن والجنوب بشكل عام صنيع اعماله الوطنية و النضالية العسكرية والسياسية ، إذ كان مهندس وقائد عملية تحرير عدن، من المليشيات الحوثية وشهيد امنها وبنائها . اما الجنوب فقد كان وسيظل الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، في ذاكرة ووجدان وضمير شعبنا ، واحد اعظم وأشجع قادته المخلصين المحنكين ، ورمزا من رموز قواتنا المسلحة الجنوبية ، الذين دونت لهم الحياة العسكرية النضالية في سجل تاريخنا رمزية القائد القدوة في الحنكة والاخلاص والتفاني والتضحية .
في ذكرى استشهاده الثامنة وضعت قيادتنا العليا ممثلة بالامين العام للمجلس الانتقالي الاستاذ فضل الجعدي ومعالي الاستاذ احمد حامد لملس وزير الدولة محافظ العاصمة عدن ومساعد الامين العام الاستاذ عبده النقيب ورئيس الهيئة الشبابية المهندس نزار هيثم، اكليل من الزهور امام اللوحة التذكارية بموقع إستشهاد اللواء والقائد الجسور محافظ العاصمة عدن الاسبق جعفر محمد سعد، فيما حفلت وسائل اعلامنا الجنوبية ومواقع التواصل الاجتماعي بذات الذكرى الاليمة، واستطاع شعبنا ان يواجه وجع تلك الذكرى وجرحها العميق ، بجعلها فرصة لاستذكار مناقب وقيم رمز وطني عاش حياته نزيهاً متواضعاً صارما فدائيا مبادرا ، ووهب نفسه للدفاع عن وطنه الجنوب وعاصمته عدن ، استحضار مواقفه المشهودة والاستثنائية في البذل والعطاء والتضحية والفداء، واستلهام الدروس في الحنكة القيادية والبطولة من مآثره التي تعمقت في نفوس ووجدان ابناء شعبنا الجنوبي وفي طليعتهم ابطال القوات المسلحة والامن .
إن دلالات إحياء ذكرى استشهاد القائد البطل اللواء جعفر محمد سعد على الصعيد الرسمي والشعبي ، تتجلى في وفاء شعبنا وقيادتنا لمن سبقونا في بذل الروح والاستشهاد ، وتتجلى ايضا في عظمة ما صنعه الشهيد القائد من صنائع ملحمية أبرزها قيادة معركة تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية ، وفي ما قدمه من نموذج قيادي عسكري وسياسي شجاع وحكيم وذا نظرة ثاقبة وقلب جسور، و شخصيته وطنية فذة مثلت عنوان للصمود والنصر .
هندس الشهيد جعفر محمد سعد معركة تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية وتولى قيادتها عقب التحرير وفي اصعب مرحلة واستطاع ان يحول التحديات الى نجاحات ، ويوم استشهاده خط بدمه الزكي الطاهر إتجاه وهدف معركة عدن التالية التي لا نهوض بدونها ، معركة فرض الامن ومكافحة الارهاب، وكان من جملة الوفاء له وللعاصمة عدن ، أن من خلفوه في المهمة وعلى رأسهم الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، حملو اكفانهم في اكفهم حتى اجتازوا تلك المعركة، بغزير من دماء ابطال قواتنا الامنية والعسكرية ، ونفذوا عمليا مشروع وطوح الشهيد جعفر محمد سعد إزاء العاصمة عدن ، رغم إدراكهم يقينا ان ذات المشروع الوطني قد يتم وأده مجددا بإغتيالهم كما وأد بإغتيال مهندسه اللواء جعفر محمد سعد، الذي قالها وبصراحة وقبل ان تطاله يد الغدر والارهاب : ” لن اتردد لحظة واحدة ان افضح وبالاسم من يريد عدن ان تفشل ”
وخلاصة القول ، ضرب الشهيد جعفر محمد سعد أروع الصور والأمثلة في الوفاء لوطننا وعاصمتنا عدن ، وكان الواجب ومنذ لحظة إستشهاده ، الوفاء له بمواصلة ما بدأه و تجسيد نهجه، اما إحياء الذكرى السنوية لإستشهاده فهي محطة من محطات تخليده كقائد استثنائي مثّل رحيله خسارة كبيرة على الوطن الجنوب.
المصدر