اخبار محليةالأمناء نت

تقرير خاص لـ"الأمناء" يكشف حقيقة محاولات الإخوان والحوثيون استثمار دفاعهم عن القضايا العربية لاستهداف الجنوب

تقرير خاص لـ”الأمناء” يكشف حقيقة محاولات الإخوان والحوثيون استثمار دفاعهم عن القضايا العربية لاستهداف الجنوب

(الأمناء/ تقرير – سالم لعور:)

من ملحَدة الجنوبيين وسفك دمائهم في 94م إلى صهينتهم في العام 23م

فتاوى التكفير الإخوانية – الحوثية تعود إلى الواجهة مجددًا

التاريخ يعيد نفسه.. اختلف الزمان لكن المكان يظل ثابتًا

إعلام الإخوان يسوق فتوى تكفير جديدة بأن “الجنوبيين صهاينة”

الطبل في غزة والشرح في الجنوب!

 

عانى أبناء الجنوب قيادةً سياسيةً وعسكريةً وأمنيةً وشعباً قبل وبعد حرب صيف عام ١٩٩٤م من العمليات الإرهابية وجرائم القتل والإبادة والتشريد والإقصاء والتسريح… تلك الحرب البشعة التي شنها نظام صنعاء الكهنوتي على الجنوب مسنودًا بميليشيات حزب الإصلاح الإخواني والقوى الإرهابية القبلية والدينية المتطرفة التي كان نظام صنعاء يجندها ويرسلها إلى أفغانستان.

هذه الجرائم البشعة جاءت نتاجًا لحملات الفتاوى التكفيرية التي ابتدعها مشائخ علماء الدين وأخطبوطات الإرهاب الديني السياسي المتطرف في شمال اليمن وشمال الشمال، ما دفع قيادات وأبناء الجنوب ثمن تلك الفتاوى التكفيرية والتحريض الإعلامي اللذين وظفتهما قوى الشر الإخوانية الإرهابية لإضفاء الشرعية الدينية على استباحة دماء أبناء الجنوب، أكانوا عسكريين أو مدنيين، بشتى الطرق والوسائل المتاحة لعناصرها الإجرامية لسفك الدم الجنوبي سواء بتنفيذ أعمال الاغتيالات أو التفجيرات والمفخخات التي تشهدها كل مدن ومحافظات الجنوب وفي مقدمتها العاصمة الجنوبية عدن.

 

اليدومي اعتبر الحرب على الجنوب وقتها دفاعًا عن وحدة الأمة والمسلمين

هكذا التاريخ يعيد نفسه في أحداث متكررة وإن اختلفت في الزمان لكن المكان يظل ثابتاً بالنسبة لقوى تحالف إرهاب الهضبة الزيدية الشمالية اليمنية، وشمال الشمال بكهوف مران وصعدة، والمتمثلة في حزب الإصلاح (الإخوان) والحوثيين الذي وإن اختلفوا في قضايا جزئية إلا أنه يجمعهم الغزو والعدوان على الجنوب.. هذه القوى الإرهابية عُرفت بعدائها للجنوب وتحت مظلة الفتاوى التكفيرية وتتخذ في حالات كثيرة هدفاً لاستثمار القضايا العربية والقومية ذريعة لإصدار تلك الفتاوى لتنفيذ مخططاتها الجهنمية.

ولم تبدأ الحرب على الجنوب صيف 1994 إلا بعد فتوى إخوانية شهيرة أصدرها عبدالوهاب الديلمي، القيادي الإخواني وعضو الهيئة القيادية العليا لحزب الإصلاح، أما عبدالمجيد الزنداني فقد كان قائدًا من قادة الحرب التي أطاحت بالجنوبيين واستباحتهم للناهبين، كما يمثل علي محسن الأحمر قائد الحرب الميداني، ويعد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قائد المليشيات القبلية التي اجتاحت الجنوب، ففي استعراض سريع لصحيفة الصحوة، الناطق الرسمي لحزب الإصلاح «جماعة الإخوان» خلال عام 1994م، لا يكاد يخلو عدد من أعدادها من مادة مصوبة تجاه الجنوبيين، حرب الإخوان على الجنوب بدأت بتكفير الجنوبيين واستباحتهم، وانتهت بالسيطرة عليه وتحويله إلى مناطق مغلقة للجماعة.

اليدومي – رئيس حزب الإصلاح حاليا – اعتبر الحرب وقتها دفاعًا عن وحدة الأمة والمسلمين، ودعا للوقوف صفا واحدا في إطار الحرب على الجنوب.

قد لا يكون الكثير من الجنوبيين يعرفون تفاصيل الحرب الإخوانية على الجنوب، لكن ما حصل بعد انتهاء الحرب التي قادها صالح وبتجييش وتحشيد الإخوان «حزب الإصلاح»، قام علي محسن الأحمر وعبدالمجيد الزنداني وقادة الجماعة بفرض السيطرة على مفاصل الثروة وتقاسموها مع نظام عفاش، ومنذ ذلك الحين تنتهج جماعة الإخوان نهجا عدائيا للجنوب ولكل الجنوبيين وتتعامل معهم إما كضحايا يجب أن يخضعوا لسطوتها أو وقودًا لمعارك الجماعة وأجنداتها وجبهاتها.

 

استثمار آخر للقضايا العربية لاستهداف الجنوب

واتهم نشطاء وسياسيون جنوبيون إعلام تنظيم الإخوان في اليمن باستثمار الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء غزة للإساءة للمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه اللواء عيدروس الزبيدي، وإذكاء فتاوى التكفير بحقهم كما حدث في حرب صيف 1994م.

هذا الاتهام جاء على خلفية تداول وسائل إعلام الإخوان ونشطائهم مزاعم نقلًا عن وسائل إعلام عبرية مفادها أن الزبيدي أبدى استعداده التعاون مع إسرائيل مقابل دعم انفصال الجنوب.

 

تسويق حرب غزة لاستهداف الجنوب

بثت قناة العالم الإيرانية تقريراً بعنوان “هؤلاء يحاربون أنصار الله.. عيدروس يعرض خدماته على إسرائيل” قالت في سياقه:

“فبعد أن أعلن اليمن عن منع مرور السفن المتجهة للكيان الصهيوني في البحر الأحمر، بغض النظر عن جنسيتها والجهة التي تديرها، إذا لم يدخل قطاع غزة الغذاء والدواء، وهو إعلان قد تم تنفيذه عمليا قبل هذا، عندما احتجزت القوات اليمنية سفينة “إسرائيلية” خلال مرورها في البحر الأحمر، الأمر الذي أصاب الكيان الإسرائيلي وحلفاءه الغربيين في مقتل. فلم يجد نتنياهو إلا أن يستنجد بأمريكا وحلفائها الغربيين للتصدي للقوات المسلحة اليمنية، وفي حال لم تتدخل أمريكا والغربيون، ستتولى “إسرائيل” الأمر!”.

واستطردت قناة العالم في سياق بثها: “المضحك أن الخبراء يرون أن خيارات الكيان محدودة جدا في التعامل مع اليمن، لذلك استنجد نتنياهو بأمريكا وفرنسا وبريطانيا، ولكن كما أكدت بعض التقارير فإن السعودية طلبت من أمريكا ضبط النفس في ردة الفعل إزاء الإعلان اليمني، خشية أن يرد اليمن على أمريكا في الداخل السعودي، وهو ما لا تحبذه القيادة السعودية، لذلك لم يجد الثنائي الأمريكي الإسرائيلي من خيار أمامه إلا اللجوء إلى عملائهما في داخل اليمن، ممن كانوا يوصفون يوما بـ”الشرعية” و”المقاتلين ضد التمرد الحوثي”، وفي مقدمة هؤلاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي”.

وعلى سياق آخر يكشف الموقع الداعم للحوثيين بمهاجمته لمن وصفهم بـ”العفافيش” في إشارة إلى طارق صالح بخبر عنوانه: “الاحتلال يكشف عن حليف جديد لخوض معركته ضد صنعاء وهذا هو الثمن!”.

وقال: “في ذات السياق كشف كيان العدو الإسرائيلي، الاثنين، قراره بشأن من سيمثله في معركته على اليمن”.

 

ردود أفعال:

أشار رئيس مركز سوث 24 للأخبار إياد قاسم إلى تناقضات إعلام الإخوان في تناوله لأحداث غزة، وقال: “عندما يستند إعلام توكل وحزب الإصلاح لحديث الإعلام الإسرائيلي، ويتخذ من تصريحات صحفيين إسرائيليين، لم تصدر عن المجلس الانتقالي الجنوبي، كدليل موثوق. فهل ما يقوله الإعلام الإسرائيلي بحق حماس وغزة وشعبها أيضا صحيح، وأدلة يمكن تصديقها واستخدامها في إعلامكم؟”.

أما الإعلامي صلاح بن لغبر فأكد أن المزاعم التي نشرتها قناة بلقيس تمثل كذبا سطحيا لا يستند إلى مصدر أو دليل أو بيان رسمي، معتبرا ما تم تداوله انعكاسا لحالة الإفلاس والفشل الذي يعانيه حزب الإصلاح والهزائم التي تكبدها تنظيم القاعدة التابع للجماعة الإخوانية على يد قوات المجلس الانتقالي على الأرض.

وأضاف: “للزبيدي حسابات رسمية وسكرتير إعلامي، وللانتقالي مواقع رسمية وناطق باسمه، ومعروف عن الرجل شجاعته، وعندما يريد أن يقول شيئا فهو لا يتردد ولا يخاف، وعندما يريد أن يفعل فهو لا يلقي بالًا لنعيق الغربان، أنتم وحدكم الجبناء أيها الإخوان”.

الإعلامي وضاح عطية اتفق مع طرح المحامي غالب، وقال: “إعلام الإخوان اليوم يسوقون فتوى تكفير جديدة ضد الجنوبيين بعد أن فشلوا في فتوى أن الجنوبيين شيوعيين، اليوم لديهم فتوى أن الجنوبيين صهاينة!”.

وأضاف: “ينشرون أخبارًا – كذبًا وزورًا- باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، وهدفهم تكفير شعب الجنوب والتحالف مع الحوثي وداعش لغزو الجنوب”. لافتا إلى أن المجلس الانتقالي لديه متحدث رسمي ووسائل إعلام معبرة عنه وعن سياسته ونهجه، وأي أخبار تتعلق بالمجلس يجب أن يتم أخذها من هذه المصادر وليس من مواقع ممولة من الإخوان.

وقال الصحفي الجنوبي أياد غانم: “جعير ونهيق إعلام إخوان اليمن ممثلة بقناة بلقيس الفضائية هذه الأيام واستغلالهم لأزمة فلسطين بمحاولات النيل والتشكيك بمواقف الجنوب، قيادةً وشعبًا وقوات جنوبية، ممثلة بأحد فرسان العرب الزعيم الذي مرغ أنوف الحوثي وكسر أيدي إيران والمتخادمين معها، ملهم وصانع النصر لمبادئ العروبة، القائد عيدروس الزبيدي، الذي يحمل مبادئ ثابتة تجسد معاني الانتماء والدفاع عن عقيدة وقضايا الشعوب والأمة من بينها قضية الشعب الفلسطيني، ومحاولات خرفان الإخوان في قناة بلقيس التشويه بسيادة الرئيس القائد الزبيدي وبشعب الجنوب الملتف حوله وإلصاق به وبشعب الجنوب ما لم يكن فيهم، وإصدار فتوى التصهين”.

العميد ركن/ ثابت حسين قال: “وما زالت الألفاظ الواردة في فتوى التكفير الصادرة في صيف 1994، كما هي متداولة حتى اليوم “عصابة الردة” “الملحدين” أكثر من مجرد مصطلحات، ما زالت تعيش في وجدان اليمنيين الشماليين على اعتبار أن الفتوى لم تنقض حتى وإن استنكرها كبار علماء بلاد الحرمين آنذاك الشيخان عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين، ووافقهما في الاستنكار الأزهر الشريف، غير أن ذلك الاستنكار لم يؤثر أو يغير من واقع الفتوى وتأثيرها، حتى أن «الحوثيين» برغم الخلاف العقائدي والطائفي المزعوم، وجدوا فيها شيئاً من الذرائع، وهم يعاودون غزو عدن والجنوب في العام 2015، فهي فتوى توفر الحوافز الكاملة للقتلة ليمارسوا القتل حاملين معهم صكوك دخول الجنة”.

الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي والمهتم بشؤون الإرهاب صالح علي الدويل قال: ” كان إخوان اليمن يتمنون “لحظة راهنة” تعيد خطابهم للواجهة فجاءت اللحظة الغزاوية فأخذ ذبابهم وإعلامهم يدعمها بمهاجمة الجنوب، وكانت مهمتهم الخطاب الديني التحريضي وخلق الأكاذيب وفتاوى تكفيرية واستخدام المنابر المساجد في حربهم ضد الجنوب، فظلوا في هذا الدور وما استوعبوا المتغيرات الزلزالية محليا وإقليميا”.

إعلام الإخوان اليوم بعد أن سوقوا أن الجنوبيين شيوعيون ثم دواعش  يسوقونهم صهاينة وأنهم متعاونون مع إسرائيل ضد غزة بتغريدات ومقاطع إعلامية من قنواتهم  لعلهم بذلك يلاقون قبولا حوثيا وداعشيا يحالفهم لإعادة غزو الجنوب.

 



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى