من يتعمد تعذيب عدن ؟
في 2018 وصلت الى ميناء الزيت بالعاصمة عدن محطة طاقة كهربائية تعمل بالغاز مقدمة من دولة الامارات، تم الاتفاق مع الحكومة وقتها ان تقوم هيئة الهلال الاحمر الاماراتي بتركيب المحطة في الحسوة، والحكومة ستقوم بنقلها من ميناء الزيت.
وافقت الحكومة وقامت هيئة الهلال الاحمر بالبدء بالمسوحات الميدانية في الحسوة لتركيب المحطة واستعانت بشركة هندية.
بعد اسابيع تحججت الحكومة عن صعوبة نقل المحطة وان نقلها يكلف ثلاثة مليون دولار .
هيئة الهلال الاحمر الاماراتي تعهدت بدفع نص الكلفة مقابل ان تقوم الحكومة بدورها وتنقل المحطة، مع ان الحكومة تدفع شهرياً اضعاف اضعاف هذا المبلغ لشركات الطاقة المؤجرة ولشراء الوقود .
استمرت مماطلة الحكومة وعرقلتها عملية النقل، حتى حدثت احداث اغسطس 2019 في عدن وما تلى ذلك من انسحاب هيئة الهلال الاحمر الاماراتي التي قامت بإعادة نقل المحطة الى الامارات رفضاً تركها في العراء بسبب تأثرها بالصدى والرطوبة في ظل رفض الحكومة نقلها.
ومؤخراً دعمت دولة الامارات عدن بمحطة كهرباء بقدرة 120 ميجا تعمل بالطاقة الشمسية وبداء نقل المعدات الى موقعها في بير أحمد ولكن الى اليوم المشروع معرقل ولم يتم التنفيذ ويبدو ان هناك من يسعى لإفشاله كما افشلوا محطة 120 ميجا . 120 + 120 ميجا كانت ستعزز كهرباء عدن بـ 240 ميجا لكن هناك قوى شر لا تريد لعدن خير، وفشل كبير من السلطة المحلية والانتقالي في ايقاف هذا العبث .
نعلم ان هناك من يريد عدن ان تغرق في الفوضى وهذا الكلام قلناه منذ 2015 وكررناه طوال السنوات الماضية، لكن اين دور السلطات المحلية والمجلس الانتقالي والاجهزة الامنية والاستخباراتية في وقف هذا العبث.
كل المؤشرات تؤكد ان هناك قوى تتعمد تعذيب عدن وهذا لم يعد خفي على احد بل صار مشروع يتم العمل عليه منذ تحرير هذه المدينة، لكن العجز في مواجهة هذا المشورع هو الكارثة بذاتها.
صحيح انتصرت عسكرياً على الحوثي والارهاب، ولكن الفشل الاداري كفيل بضياع كل التضحيات التي قدمت في الجانب العسكري.
بالمختصر عدم الاستعانة بالكوادر الوطنية المخلصة، والاستعانة بشلة من المنافقين والفاشلين هو احد اسباب الفشل في مواجهة مشاريع اغراق عدن في الفوضى والأزمات .
المصدر