اخبار محليةصحيفة 4 مايو

مع وحدة الضم والفيد .. المرأة في الجنوب كيف كانت وأين أصبحت

4 مايو/ استطلاع / نوال باقطيان

احتلت المرأة الجنوبية مكانة عظيمة قبل الوحدة اليمنية عام ١٩٩٠م ولعبت دورا محوريا في نيل الاستقلال وحملت على عاتقها مهام ارساء دعائم دولة اليمن الديمقراطية الشعبية ،كما اسهمت بالدفع بعجلة التنمية ومنحت كافة حقوقها ،متصدرة بذلك المشهد السياسي والنضالي والثقافي والسياسي فتقلدت العديد من المناصب.

لكن على الرغم من هذه المكانة التي تبوأت فيه تعرضت المرأة الجنوبية لاشكال من التمييز ضدها فهمشت واقصيت من جانب الحكومة اليمنية مستندة بأهمية مكانتها ومهامها الأسرية .

وتغولت ظاهرة التمميز ضد المرأة الجنوبية بعد تعرض الجنوب للحرب من قبل المليشيات الحوثية واشتدت ممارسات التمييز ضدها واقصيت وهمشي من المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي متعللة بظروف الحرب

متجاهلة بذلك أهمية دور المرأة في المجتمع وجميع الاتفاقيات الدولية التي اعتمدتها الامم المتحدة لضمان حقوق المرأة ورفع المظالم عنها ومن ضمن هذه الاتفاقيات القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٧٩م
ولمناقشة هذه الظاهرة وضعت العديد من الأسئلة المتعلقة بذلك على كوكبة من الاعلاميات والناشطات فكان هذا الاستطلاع :

– تعزيز النظرة القاصرة تحاه المرأة

ترى الأستاذة نادرة عبد القدوس / كاتبة صحفية وباحثة ومدرسة للصحفيين / رئيسة مؤسسة بيت الاعلاميات في الجمعية الوطنية

لقد مرت خمسة عقود على عام المرأة العالمي الذي انبثق عن المؤتمر العالمي للمرأة في المكسيك عام ١٩٧٥م من تاريخ ١٩ يونيو حتى ٢يوليو. وكان اول مؤتمر دولي للمرأة تعقده هيئة الامم المتحدة ، وقد تم انعقاد المؤتمر لتذكير العالم بأن التمييز ضد المرأة مازال مستمرا ويمارس في كثير من الدول، حتى تلك الدول التي تدعي الديمقراطية .

مضيفة رغم ذلك وماتلتها من مؤتمرات دولية لحقوق الإنسان واعلان المواثيق والمعاهدات الدولية بهذا الشأن وفيما يخص المرأة ، الا ان وضع النساء في العالم خاصة وفي البلدان العربية والأفريقية مازال مزريا، وليس ذلك بغريب ،حيث أن الحروب والصراعات تعتبر من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تدمير البنية التحتية في المجتمعات وبالتالي تتوقف عجلة التطور فتنهار الأوضاع الاقتصادية والعيشة والاجتماعية وينتشر الفقر والجوع والمرض.

مشيرة إلى أن الموروث الثقافي والعادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية في كثير من هذه البلدان دورا كبيرا في تخلف المجتمعات وتعزيز النظرة القاصرة تحاه المرأة .

منوه وهذا ما حدث بعد اعلان الحرب على الجنوب من قبل الإنقلابيين على اتفاقية الوحدة التي ابرمت بين النظامين السياسيين (جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية عام ١٩٩٠م ) وبعد حرب عام ١٩٩٤م واحتلال الجنوب ،تم تدمير البنية التحتية في كل مجالات الحياة في ج . ي . ش التي شهدت منذ الاستقلال الوطني حتى عام ١٩٩٠م تطورات كبيرا في وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي والتعليمية والثقافي ،حيث كانت تتواجد المرأة في مختلف مجالات العمل ،ونالت حقوقها كاملة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية

مبينة الا انه رغم ذلك التطور فإن المرأة الجنوبية لم تنل حظها الوافر من الوصول إلى مواقع صنع القرار في كثير من المؤسسات الحكومية ، عدا سلك القضاء حيث وجدت القاضية ووكيل نيابة وفي مجلس الشعب الأعلى، كما تم تعيين السيدة عايدة علي سعيد نائبا لوزير الثقافة عام ١٩٨٤م وكانت تعطى الفرص للرجل اكثر من المرأة في مواقع صنع القرار حتى وان كان يقل عنها في المستوى التعليمي والاكاديمي والكفاءة والخبرة العملية

واشتدت مشهديات التمييز في حياة المرأة الجنوبية بعد الحرب المذكورة انفا والتي غيرت كثيرا من المفاهيم والاخلاقيات والتي مازلنا نعيش آثارها السلبية حتى اليوم ،ومازادتها إعلان الحرب الثانية على الجنوب في مارس عام ٢٠١٥ م من قبل مليشيات الحوثي .

واوضحت ” انا شخصيا تعرضت للتمييز في للعمل، فرغم شهادتي الجامعية( ماجستير صحافة) والتي نلت عليها درجة امتياز ورغم خبرتي في مجال الصحافة والتي تربو على خمسة عقود الا ان التمييز طالني وطال زميلاتي اللواتي حملن نفس المؤهل والكفاءه “.

وتابعت قائله :” ولقد واجهنا هذا التمييز بالعمل الدوؤب في مجال المهنة ونثبت وجودنا من خلال اتقان عملنا وتقديم الرسالة الاعلامية كما يجب وكثيرا ما موادنا الاعلامية ما تحدث صدى واسعا في المجتمع ،افضل مما يقدمه زملائنا الصحفيين ،وهذه شهاده للتاريخ ،والبعض منهم لم يتمتع باخلاقيات المهنة ، ومنهم من لم يكمل دراسته الجامعية وكان يشغل منصبا قياديا في الصحيفة التي نعمل فيها وعندما تم تكليفي بقيادة مؤسسة وصحيفة ١٤ أكتوبر في يناير ٢٠١٥م وجدت عدم القبول من عددمن الشباب من موظفي المؤسسة ،بل وتمت عرقلة العمل باساليب شتى ،وتم استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمحاربة، بضخ الشائعات والاكاذيب زورا وبهتانا والتي طالتني وطالت افراد اسرتي ،ولكني صمدت وتغاضيت عن كل ذلك رغم وقوف وزير الإعلام معهم وعدم استخدام سلطته في محاسبتهم والمتابعة وتحسين وضع المؤسسة التي كانت تعاني توقف الميزانية التشغيلية لذلك ارتايت تقديم اعفائي من منصبي إلى محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي وإصرار على ذلك رغم دعمه لي ومذللا لكثير من الصعوبات ،ولم يكن ذلك قرار ضعف مني بل انه جاء عن قوة وادراك للمرحلة المزرعة التي كان الجنوب يعيشها”.

موضحة ان البلد الذي يعاني ويلات الحروب والصراعات والفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ،حتما سيعاني أمراض اجتماعية شتى ، لذلك نحن كمثقفين وكنظمات مجتمع مدني يجب علينا التعاضد والتكاثف من أجل استعادة السيطرة على المشاكل والأزمات في المجتمع والتعاون مع المؤسسات الأمنية والعسكرية بالذات لاستباب الأمن وتقويض عوامل انهيار الأخلاق والقيم الإنسانية وهذا يتطلب منا كقوة ناعمة زيادة جرعات التوعية الصحية والديني والثقافية بين الشباب من الجنسين كما يجب إشراك المؤسسة التربوية والتعليمية في هذا الجانب.

مؤكدة والأهم من ذلك اننا نؤكد ان لم يتم التغيير المنشود في ظل أزمة( الا دولة ) التي نعيشها اليوم لذلك نحن نطالب وسنظل نطالب باستعادة دولة الجنوب وبناء الدولة المتقدمة الفيدرالية التي ستحمي الإنسان وسترتقي به بسن القوانين واللوائح المنظمة لحياته والحماية لحقوقه.

تمييز نوعي :

وترى نور علي صمد/ إعلامية حقيقة لقد كان للمرأة الجنوبية دورا فاعلا ومؤثر ، لكون المرأة الجنوبية باع طويل على مجالات الحياة دون استثناء والتي منحها اياها الدستور والقوانين التي كانت سارية المفعول إنذاك حيث تبوأت المرأة الجنوبية مناصب قيادية عليا في كل مؤسسات الدولة المختلفة .

وقالت ” لكن العقود الثلاثة الاخيرة همش دور المرأة الجنوبية بدرجة اساسية واقصيت من المناصب العليا مما اثر على حياة كثير من القيادات النسوية الفاعلة والمؤثرة في مجتمعنا ،الاان قيام المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي استعادت المرأة الجنوبية مكانتها التي افتقدته. .

منوهه لم أتعرض لأي تمييز ولكن شعرت ان هناك تمييز نوعي في مجال عملي فيما يتعلق بتغطية الفعاليات والمناسبات العامة والخاصة حيث يتم حصري بمجال فعاليات المرأة والطفل فقط ولقد كنت أرى ذلك امر طبيعي نظرا لهيمنة الرجل على صناعة القرار.

مشددة ومن اجل معالجة هذا التمييز لابد من زيادة نشر الوعي بين اوساط المجتمع باهمية حقوق المرأة وتبذ العنف والتهميش والإقصاء ضدها .

متابعة وهذا لن يتأتى الا من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءه والمكتوبة ،وعبر منابر الجامعات والمدارس ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر مفاهيم ومبادئ أهمية مشاركة المرأة في كل مجالات الحياة واعطاها حقوقها كاملة.

مضيفة وان يكون لصناع القرار دور فاعل وايجابي ومؤثر بدرجة اساسية حتى نستطيع القضاء أشكال التمييز والتهميش ضد المرأة حتى تصبح شريكة فعالة في المجتمع إلى جانب أخيها الرجل في عملية البناء والتنمية .

سياج حماية :

وترى جيهان عبد الحكيم / صحفية ورئيس تحرير راديو لنا تقوم المرأة في بلادنا بانتزاع حقوقها لاداء واجباتها المجتمعية الاعتيادية بالرغم من تقدم العالم وتوقيع اتفاقية بلادنا المواثيق الدولية لتمكينها السياسي لكنها تقبع في مربع الوجود في الساحة السياسية محاولة فرض نفسها ،فهي لا تتمتع بالتمكين السياسي في مواقع صنع القرار وهذه نتيجة طبيعة كونها لم تصل بعد إلى مرحلة الحصول على حقوقها كافة .. فالبتالي تعاني المرأة ، الأمرين للوصول إلى حقها ابتدأ من منزلها انطلاقا إلى حقوقها في التمكين السياسي الحقيقي.

مضيفة وبالنسبة لي كمرأة ناشطة في المجال الاعلامي فقد تعرضت لأغلب انواع التمييز والتعنيف المجتمعي سواء في مواقع التواصل الاجتماعي اومن قبل صناع القرار في بعض المواقع الوظيفية كونهم لا ينظرون الي قدراتي كأمرأة مساهمة ومشاركة بشكل فعال في المجتمع وفي وظيفتي.

وتابعت ” وهنا اتضح ان المرأة في بلادنا حتى وان انتزعت حقها في التمكين الوظيفي وصنع القرار تواجه من لا يستجيب لهذه القرارات انتقاصا منها وهنا تظهر الأهمية القصوى في توعية المجتمع اولا بدور المرأة في شتى جوانب الحياة حتى يكون وعي المجتمع سياج يحمي المرأة ويساندها في حصولها على حقوقها دون انتقاص ويستجيب لكل جهودها المجتمعية.

موضحة وقد بدأت بنفسي بإطلاق برامج تهتم بالمرأة ودورها بشكل مباشر وغير مباشر من خلال برامجي الإذاعيه التي تناقش المواطنين في كينونة المرأة وأهمية قيامها بدورها في مختلف المجالات وصولا إلى تمسكينها الإداري ومجتمعها .

أدوار نمطية :

وترى الأخت حنان الشعيبي / صحفية ورئيسة منظمة رفقا التنموية

مازالت المرأة إلى الآن لم تمنح جميع حقوقها الإنسانية والمرأة مازالت تعامل كمستضعفة ،يغير من نجاحها بعض الرجال وللأسف قلة من النساء اللواتي لا يمتلكن ادراك واسع بأن نجاح المرأة نجاح لهن جميعا

تتابع المجتمع ينقصه التوعية باهمية دور المرأة بكل الجوانب الحياتية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا

عندها نرى تطور المجتمعات وسرعة عجلة التنمية ونكتشف ميزة هذا المجتمع في دعم وتشجيع المرأة كمربية ومعلمة وسياسة تمتلك رؤية واضحة بنوع البرامج والمشاريع التي يحتاجها المجتمع لينال ازدهار أسوة بالمجتعات المتقدمة

مضيفةوالمعالجة لهذه الظاهرة هي تظافر الجهود بين المؤسسات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة بالتوعية المجتمعية من خلال العديد من الوسائل وتوفير مزيد من الفرص وعدم تأطير ادواردهن بالادوار النمطية لذا مازلنا بحاجة للتوعية والعلم والمعرفة التي لا تنتهي

حقيبة وزارية :

وترى الأخت سحر هادي / مهندسة ان التمييز ضد المرأة موجود للاسف في أغلبية المجتمعات ،وهو مناهض لحقوق المرأة ،ويعمل على منع تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في الجانب العلمي والاقتصادي ،والوصول إلى مراكز صنع القرار وغير ذلك .

تتابع شارحة واي مجتمع يمارس التمييز على افراده ان ذلك ينعكس على التنمية والازدهار وتقدم الشعوب ،فاقصاء وتهميش النساء دليل على وجود خلل.

مضيفة يتسبب هذا الخلل بكثير. من المشاكل لذلك نجد انتشار الأمية بنسبة اكبر بين الفتيات ،وغياب المرأة من المناصب القيادية وتهميش المرأة في عملية بناء السلام .

مشيرة إلى أن أغلبية النساء يتعرضن للتهميش والتمييز وازادت حدة هذه الظاهر نتاج لمعانتهن مع وتيرة الحرب المتصاعدة لسنوات ،فقد سلبت الحرب حقوقا ،كانت مكتسبة للمرأة في ظل الفساد والا دولة لا أعتقد أن هناك مراعاة لحقوق النساء

واكبر دليل على ذلك هو عدم حصولهن على حقيبة وزارية في الحكومة الحالية .

موضحة فالحديث عن ضرورة وجود المرأة وان يكون لهن دور في هذه المرحلة شي مرفوض بحجة الحرب والتميز ضد المرأة في مجال العمل مستشري ولكننا نتعامل معه بالصبر انطلاقا من عدم ديمومة هذا الوضع ويزول لا محاله.

منوهه إلى وعي المجتمع يحتاج لوقت طويل والعمل على إصلاحه يحتاج لمزيد من الوقت ،وهذا صعب في ظل الظروف الراهنة ،لكننا نأمل دوما بوجود عدالة اجتماعية تتمثل بمشاركة الجميع دون إقصاء أو تهميش

الشريعة الإسلامية:

وتقول الأخت ابتسام عبد اللطيف / مديرة قسم المتابعة الاعلامية اولا اشكرك على هذا الاستطلاع اللطيف تحوز المرأة مكانة عظيمة في المجتمع وذلك من خلال اعطائها حقوقها في المشاركة سواء في الجانب الاسري أو الاجتماعي أو الثقافي والساسي ،فهي نصف المجتمع لذا تساهم في الدفع بعجلة التنمية في المجتمع بمشاركتها الفعالة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل

مضيفة وهي العنصر الأساسي في المجتمع وعلى ضؤ هذه المكانة منح المجتمع حقوقها كاملة بما يتناسب تعاليم ديننا الحنيف وبما يتناسب وظيفتها البيولوجية

كما عمل المجتمع على تمكينها وظيفيا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا إيمانا بقدراتها

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى