لماذا لا تشمل خارطة السلام إعادة تشغيل المؤسسات الاقتصادية في عدن ؟
إعلان الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، عن أن الأطراف المختلفة تعهدت بالالتزام بوقف شامل لإطلاق النار، يطرح عدداً من التساؤلات حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه ذلك التعهد وإلى أين يمكن أن يفضي
وستشمل الخريطة، إلى جانب الالتزام بتنفيذ وقف شامل لإطلاق النار، “دفع جميع مرتبات موظفي القطاع العام، وإعادة صادرات النفط، وكذا فتح الطرقات في محافظة تعز وأجزاء أخرى من البلاد، والاستمرار في تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة، الواقعين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين”
الخاسر الأكبر
يقول المحلل السياسي ورئيس مركز مسارات للاستراتيجيات والإعلام باسم فضل الشعبي، إنه “لا جديد فيما أعلنه المبعوث الأممي اليوم فيما قيل إنها خريطة طريق جديدة، كون النقاط المشار إليها معروفة مسبقاً، ولا توجد تفاصيل أكثر ولا آلية للتنفيذ”
ويرى الشعبي في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “ما أُعلن عنه، يخدم الحوثيين بدرجة رئيسة، كونه يمنحهم هيمنة وقدرة للتحكم بالمرحلة الانتقالية القادمة في اليمن”، لافتاً إلى أن الشرعية، وفق ما أعلنه المبعوث الأممي، “ستكون خارج اللعبة، وسيقتصر دورها فقط على الحضور، للتوقيع على الخطوات المُعلنة”، على حد تعبيره
وأوضح الشعبي أن “الجنوب يبقى هو الخاسر الأكبر، حيث لا توجد ضمانات بحل حقيقي للقضية الجنوبية، ولا حتى إعادة تشغيل المؤسسات الاقتصادية في عدن، كـ(مصافي وميناء ومطار عدن)، كما هو الحال مع ميناء الحديدة ومطار صنعاء”
ومضى قائلًا: “كلنا مع السلام وإعادة تطبيع الحياة في البلاد”، مستدركاً: “ولكن وفق حل شامل، يحقق التوازن بين الجميع، ويضع حداً للمشكلات التي أوصلت اليمن إلى هذا الوضع، لا أن يتم إعادة إنتاج مشكلات جديدة، تقف عائقاً أمام مستقبل جديد آمن للبلد، وتعيد الجميع للمربع الأول، وربما إلى ما هو أسوأ”
إعلان صحفي
وقال الكاتب الصحفي سام الغباري: “هذا مجرد إعلان صحفي، يثبت مواقف الأطراف من الخريطة، حيث إن المبعوث الأممي انتهى من التحقق من مواقف الأطراف، وأنها هي نفسها الخريطة التي سُلّمت له، وبالتالي كان إصدار هذا البيان تمهيداً لبدء الجهود الأممية في هذا السياق”
وأضاف : “كما أن هذا ليس اتفاقاً، وإنما ما يشبه تسلُّم الأمم المتحدة رسمياً جهود الوساطة، انطلاقاً من الأرضية التي هيأتها خريطة الطريق المقدمة من الأشقاء”
وأشار الغباري إلى أن “مهمة المبعوث الأممي، لا تزال شاقة عليه إلى الآن، أن يُكيّف هذه الخريطة مع قيم الأمم المتحدة، وأن يضع لها آليات تنفيذية، ومن ثم طرح مسودتها للأطراف وإقناعهم بالتوقيع عليها”
وكان البيان الأممي، قد نوه إلى أن التزام الأطراف اليمنية، جاء عقب “سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، وكبير مفاوضي الحوثي محمد عبد السلام”
المصدر