المقالات

خيارات المرحلة أمام الجنوبيين

بعد سنوات من النضال الدؤوب وجدنا انفسنا اليوم في مرحلة بين النصر واللانصر.. وامامنا ثلاثة خيارات.. وفي مرحلة حساسة ما حدث فيها ليس مثل ما كان قبلها، خاصة تلك التغييرات الجذرية والتطورات الهامة..

الاول: خيار الولوج الى داخل السلطة لمواصلة مشوار الثورة عن طريق انتزاع القرار الاداري ومن ثم السياسي والاقتصادي الذي يخصنا كاجتهاد للانتقال بثورتنا من مربع الجمود الى مربع الحراك الجنوبي الحقيقي والانطلاق من داخل السلطة في الجنوب لاستكمال هدف الاستقلال من خلال استغلال الفرصة التاريخية وانتهازها وفقا للمتغيرات الجذرية التي حدثت. مع التركيز على الهدف الذي لا بديل ولا تراجع عنه.

الثاني: البقاء بعيدا عن القرار الاداري والسياسي والاقتصادي الذي يخصنا ومنحه لجهات اخرى تقف ضدنا وضد شعبنا واظهار انفسنا في مرحلة حساسة اننا عاجزين على ادارة شؤوننا.

الثالث: العودة الى اسلوب ثورتنا الاول في المسيرات والمطالبات والمناشدات والتي لا يستمع لها احد والبقاء في نفس الدائرة التي لم نستطع خلال ثمان سنوات ان نخرج منها ولو بقيادة موحدة او تنسيقية.

من هنا يمكنني التأكيد ان المرحلة التي نعيشها مرحلة ثورية بامتياز.. وان ذهاب قيادات في مسار اخر للثورة لا يعني الا ان تعدد المسارات هو الضمان للوصول للهدف المنشود..

واجزم اننا اليوم ان لم نستغل الفرصة لاعادة بناء مؤسساتنا واعادتها للحياة وفقا لاهداف ثورتنا.. لن نكون قادرين في مرحلة قادمة على فعل ذلك.

اشعر وادرك حجم التخوفات التي يظهرها البعض من هذه الخطوة وخطورتها على مستقبل ثورتنا التحررية.. لكن بالمقابل علينا معرفة ايجابيتها في مسار ثورتنا المجيدة.

وانا هنا اشعر وادرك بحجم الاعاقات الكبيرة التي تعترض مسار من اختاروا النضال من داخل السلطة في الجنوب وهي بالفعل طريق شاقة ومليئة بالعقبات.. بل والخطيرة.. لكنني اجزم ايضا ان تكامل مسارات الانطلاق المتعددة ومواصلة المسير سيحقق هدفنا.

الجنوب بحاجة الى ان يكون قياداته المخلصيين الثوريين داخل السلطة وخارجها وفي معارضتها وكذا بحاجة ماسة لبقاء الصوت الجنوبي المرتفع كي يكون الحصن الذي يحمي توجهات بقية المسارات.

اليوم يمكنني ان اقول ان من اختاروا مسار الانخراط في السلطة بالجنوب.. انما اختاروا ذلك بعد ان رأوا ان جيش وامن ومعسكرات الاحتلال غادرت الجنوب مهزومة منكسرة.. وان من تبقى من خلايا الاحتلال في الادارات ومفاصل الاقتصاد سيتم التضييق عليهم يوما بعد اخر من قبل قياداتنا التي اختارت مسار النضال من داخل السلطة بالجنوب.. لاستكمال الهدف.

الصراع سيشتد.. والمواجهة ستكون عبر القرار وصراع التنفيذ داخل مفاصل الادارات والاقتصاد والتوجهات السياسية. وستصل المرحلة الى مدى تنفيذ الاغتيالات بين قياداتنا الداعين والساعين لاقامة وايجاد الدولة والقانون وبين عصابات اللا قانون واللادولة.

ما يجتاجه الجنوب اليوم حقا وما ينقصه لدعم مسارات توجهات الثورة الجنوبية وتحقيق هدفها.. هو المسار السياسي الخارجي والدولي.. وهذا ما يجب ان يتوفر بشكل عاجل لعدم ترك ثغرة مهمة قد تبتلع كل المسارات الاخرى وتعيد الجنوب الى المربع الاول. .. ايضا بقاء الصوت الجنوبي عاليا المؤكد على السير وعدم التراجع عن هدف استعادة استقلال دولة الجنوب.

(ملحق…)

الاستقلال لا يعني التحرير.. والدليل ما نعيشه اليوم من تردي للخدمات بل وانقطاع رواتب الموظفين جراء العوائق المفتعلة التي وصعها لنا الاحتلال عبر اذنابه في العمق الاداري والاقتصادي.

الاستقلال له اساس يجب ان يبنى عليه.. الاستقلال يعني البناء واعادة المؤسسات وخوض المواجهات لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي وانتزاع قراريهما.. هذا في حالة اعتبرنا ان التحرير هو تحرير الارض جغرافيا وتطهيرها من تواجد انظمة واجهزة الاحتلال.

واعتقد شخصيا ان للاستقلال شروطا عامة ابرزها.. الاعتراف الدولي ودول المحيط بان هناك دولة مستقلة لدى قيادتها القدرة على القيادة والتحكم في الاقتصاد وحماية حدودها واراضيها ومياهها الاقليمية وحفظ كيانها وصون حقوق مواطنيها وتوفير الخدمات لهم.. بل وان يكون فيها شعب يعرف مصالحه ويحميها ويقف الى انجازاته ومكتسباته الوطنية.

وسيكون من غير المجدي الحديث عن الاستقلال لاي دولة طالما لم تستطع نيل ثقة جوارها ودول العالم ولم تقف مع قيادة ثورتها لانتزاع قرارها الاداري والاقتصادي والسياسي.. الا ان تكون دولة الامر الواقع المحاصرة من كل جانب.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى