اخبار محليةصحيفة 4 مايو
اجتماع #مجلس_العموم_الجنوبي للمجلس الانتقالي الجنوبي .. حدث تاريخي مهم يعزز أسس الديمقراطية والشراكة الوطنية ويشرك الجميع في صناعة القرار
4 مايو / استطلاع : مريم بارحمة
يترقب شعب الجنوب في الداخل والخارج حدث تاريخي مهم سيشهده الجنوب ولأول مرة منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، فبعد استكمال البناء التنظيمي والهيكلي ستنطلق وقائع اجتماع مجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي يوم الثلاثاء 2 يناير 2024م، الاجتماع يأتي في منعطف محوري ومهم من تاريخ نضال شعب الجنوب ويعد تأكيداً على إصرار وحرص قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإشراك قوى المجتمع الجنوبي بمختلف توجهاتهم في العملية السياسية خلال مرحلة بناء الدولة ومناقشة القرارات المصيرية.
ويرى مراقبون وسياسيون أن انعقاد مجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي بهذا التوقيت يحمل ابعاد ودلالات سياسية عميقه ليس للداخل وحسب بل للعالم اجمع، بأن الجنوب وبالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي فوضه شعب الجنوب ، يجسد الشراكة الوطنية نحو استعادة الدولة الجنوبية القادمة بالواقع العملي، ويؤكد على الرؤية الوطنية الشاملة للمجلس وسياسته الثاقبة.
فما دلالات انعقاد اجتماع العموم في هذه اللحظة المحورية المهمة من تاريخ نضال شعب الجنوب من وجهة نظر النخب السياسية الجنوبية؟ كما أن اجتماع مجلس العموم يأتي بعد نجاح مؤتمر الحوار الجنوبي، فما أهمية الاجتماع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الجنوبي على ارض الواقع وتعزيز اللحمة الجنوبية والتماسك الداخلي، وطرح قضية شعب الجنوب كقضية سياسية بامتياز في اي تفاوض لإنهاء الحرب واحلال السلام ؟ وهل اجتماع مجلس العموم سيكون محطة لتقييم ما تم تنفيذه في السنوات السابقة للمجلس وتقييم المستجدات التي تشهدها الساحة بالجنوب والوضع في اليمن؟ وهل سيقف الاجتماع على الأوضاع الداخلية للجنوب وتقييم عمل المجلس سياسيا وعسكريا وأمنيا وعمل الحقائب الوزارية؟ وما هي التوقعات حول مخرجات نتائج اجتماع مجلس العموم؟ لتسليط الضوء على هذه التساؤلات ألتقينا بنخب سياسية جنوبية وخرجنا بهذه الحصيلة:
-لا سلام بدون حل قضية الجنوب
لكشف دلالات انعقاد اجتماع العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه اللحظة المحورية المهمة من تاريخ نضال شعب الجنوب، يتحدث الأستاذ عبد الناصر الجعري، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلا:” مما لا شك فيه أن انعقاد أولى جلسات مجلس العموم الجنوبي تكتسب أهمية قصوى من منطلق الظروف التي تعيشها البلد والمنعطفات الخطيرة التي وصلت إليها بعد تسع سنوات من الحرب ضد جماعة الحوثي، وفي ظل تكالب كثير من القوى المحلية والاقليمية والدولية على محاربة قضية شعبنا الجنوبي في انجاز مشروعه الوطني باستعادة دولته الجنوبية المستقلة”.
-ابعاد سياسية عميقة
بينما الأستاذ سالم أحمد صالح بن دغار، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي يقول :” إن دلالات انعقاد مجلس العموم أو الهيئة العمومية للمجلس الانتقالي كثيره في هذا التوقيت الدقيق والحساس، ويحمل ابعاد ودلالات سياسية عميقه جدا ليس للداخل وحسب بل للعالم اجمع بأن الجنوب وبالحامل السياسي له قد تمكن من استكمال البناء التنظيمي والهيكلي للمجلس الانتقالي على طريق تحقيق اهداف وطموحات شعبنا في التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية التقدمية والعصرية”.
-تتويج أهداف قضيتنا
بدوره الدكتور حسين مثنى العاقل، عضو الجمعية الوطنية وعضو هيئة التدريس بجامعة لحج، يقول :” انه اليوم المشهود في تاريخ مسيرة نضالات شعبنا الجنوبي، بانعقاد هذا الحدث العظيم الذي يمثل الدلالة الفاصلة في تتويج أهداف قضيتنا ورسم معالم الدولة الجنوبية المستقلة فوق مساحة أرضنا الممتدة من حدود سلطنة عمان بالمهرة شرقا إلى ارخبيل جزر حنيش في جنوب البحر الأحمر. اليوم يصنع مجلسنا الانتقالي حدثاً مهيباً واستحقاقاً عادلاً ويتوج عظمة تضحيات شهدائنا الأبرار وجرحانا الأبطال. فما أروع سعادتنا وفرحتنا الغامرة ونحن نوطد أهدافنا المشروعة في عاصمتنا السياسية عدن الحبيبة بميلاد عمرا وعصر جديد تنتهي فيه الهيمنة والاستبداد اليمني المتخلف”.
-تعزيز أسس الديمقراطية
ولمعرفة أهمية الاجتماع العموم في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الجنوبي على أرض الواقع وتعزيز اللحمة الجنوبية والتماسك الداخلي، وطرح قضية شعب الجنوب كقضية سياسية بامتياز وأساس لأي تفاوض لإنهاء الحرب واحلال السلام، بدوره الأستاذ صلاح صالح احمد الشيبة، رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي مديرية حبان محافظة شبوة، يتحدث قائلا:” أهمية انعقاد مجلس العموم الجنوبي بعد نجاح مؤتمر الحوار الجنوبي؛ لتعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية بمشاركة المكونات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني الذي جمع أبناء الجنوب بكافة أطيافهم لتدشين مرحلة سياسية مختلفة في الشراكة وكما يؤسس لمرحلة جديدة من العمل السياسي الجنوبي عن طريق استعادة الدولة الجنوبية بنظام فدرالي جديد، وأهمية هذا الحدث تكمن أنه جاء استكمالا للبناء التنظيمي لهيكل المجلس الانتقالي الجنوبي، وتجربة حديثة تنتهجها رئاسة المجلس نحو تعزيز أسس الديمقراطية وإشراك الجميع في صناعة القرار”.
-خطى ثابتة نحو بناء المؤسسات
بينما تقول الدكتورة أمنه صالح عوض الشهابي، عضو هيئه المرأة بالهيئة المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي :” أولاً اجتماع مجلس العموم من هيئة رئاسة المجلس والجمعية الوطنية والمجلس الاستشاري يُعد حدثاً تاريخياً مهم يدل على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسير بخطى ثابته نحو بناء دولة المؤسسات التي تعتمد على اللامركزية والمشاركة المجتمعية لكل ابنا الجنوب من كل الأطياف السياسية والمكونات ومنظمات المجتمع المدني التي شاركت في اللقاء التشاوري في الحوار الجنوبي والذي كانت من مخرجاته ميثاق الشرف الوطني والرؤية السياسية للمرحلة الراهنة وبناء دولة مدينة دولة المؤسسات”.
حدث تاريخي في مرحلة مفصلية
ويتحدث الأستاذ سالم صالح الدياني، عضو فريق الحوار الوطني الجنوبي قائلاً:” يمثل انعقاد مجلس العموم الجنوبي حدثاً تاريخياً في مرحلة مفصلية من تاريخ الجنوب الحديث، وبدون شك جاء كنتيجة لمخرجات اللقاء تشاوري الجنوبي؛ مما يمهد لتنفيذ ما اتفق عليه في اللقاء التشاوري على أرض الواقع، ويُعد حدثاً كبيراً وستكون نتائجه ايجابيه على توحيد الصف الجنوبي هذا على الجانب الداخلي، أما بالنسبة لشأن الخارجي فهو يوجه رسالة مفادها أن شعب الجنوب أصبح أكثر تماسك ووحدة وطنية لنيل الاستقلال”.
-المعطيات على الواقع
ولمعرفة هل سيكون الاجتماع محطة لتقييم ما تم تنفيذه في السنوات السابقة للمجلس وتقييم المستجدات التي تشهدها الساحة بالجنوب والوضع في اليمن، تقول د. أمنه الشهابي:” نعم اتوقع ذلك؛ لان المعطيات على الواقع تقول ذلك منها هيكلة المجلس الانتقالي، وإشراك كل القوي الوطنية الموجودة في الساحة إلى قوام المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك اعاده بناء الاتحادات الوطنية واستعادة أمجادنا التي طمست خلال سنوات الوحدة”.
-قضية شعب الجنوب ومفاوضات السلام القادمة
ويضيف أ. الشيبة :” أهم القضايا الرئيسية التي ستكون مطروحة في اجتماع مجلس العموم هو الوضع السياسي، والوضع المعيشي، والوضع الخدمي، الذي يعيشه الجنوب، بالإضافة إلى نتائج عملية هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي وهيئاته، وسيناقش الاجتماع المفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ودول الإقليم، والتي ينتظر ان تضع لقضية شعب الجنوب إطار خاص في مفاوضات عملية السلام الشاملة القادمة، بالإضافة الى عدد من القضايا المهمة ذات العلاقة بالجنوب وشعبه”.
-الدفع بقضية الجنوب للأمام
ويؤكد أ. الدياني بقوله :” سيقف المشاركون القادمون من مختلف الجغرافية الجنوبية أمام عدداً من الوثائق التصحيحية والتقييمية التي وقفت بمسؤولية أمام عمل المجلس في الفترات السابقة وسيتم اثرائها بنقشات، والاتفاق على آليات معزِزه لحضور المجلس في إطار صفوف الجماهير؛ مما يودي بدفع بقضية شعب الجنوب إلى الأمام في أي تسويات سياسية قادمة”.
-مسؤولية تاريخية
ولمعرفة الملفات التي سيتناولها اجتماع مجلس العموم، يقول أ. بن دغار:” في الحقيقة والواقع هذا الاجتماع للهيئة العمومية هو في الاصل اجتماع تأسسي يؤكد على استكمال البناء التنظيمي والهيكلي للمجلس الانتقالي الجنوبي كما قلنا سلفا وفي ذات الوقت جاء تزامنا مع منعطف تاريخي هام يتشكل في المنطقة برمتها والإعلان عن خارطة طريق للسلام الأمر الذي سيضع هذه الهيئة التشريعية العليا للمجلس أمام مسؤوليه تاريخيه تحتم على الهيئة مناقشة كل القضايا والمستجدات الذي تهم البلد وتدفع بقضية الجنوب إلى الامام”.
-قرارات مصيرية
ويوضح أ. الجعري قائلاً :” الظروف المعقدة التي نعيشها محلياً واقليمياً ودولياً تحتم على مجلس العموم الجنوبي أن يقف امامها بجدية ونقاش مستفيض للخروج بقرارات مصيرية، ولعل أبرزها خارطة الطريق التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ .. وقد سبق للأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي في أكثر من لقاء ومع قيادات ونخب الجنوب خلال جولته في عدد من محافظات الجنوب أن اوضح موقف المجلس الانتقالي من تلك المبادرة أو التي أعلنها المبعوث الاممي كما اصدرت هيئة الرئاسة بياناً اوضحت فيه موقفاً صريحاً من هذه المبادرة التي ينبغي أن تعرض وتنال النقاش المستفيض من كافة القوى، وان لا ينحصر عرضها على اطراف معينة، وان تكون قضية شعب الجنوب هي القضية المحورية والمرتكز الاساس على أي طاولة تفاوض قادمة في اطار حل أزمة اليمن من أجل تحقيق سلام مستدام واستقرار”،
مضيفا:” فمن المعروف أن شعب الجنوب يبسط يديه على كافة اراضيه وحدوده وبالتالي فان أي تجاوز من قبل أي قوى أياً كانت لهذا الأمر ومحاولة طمس هذه الحقيقة أو التقليل من اهميتها لن يعمل على خلق أي فرصة سلام أو استقرار.
ولذلك ينبغي على المبعوث الاممي والامم المتحدة والقوى الاقليمية والدولية والمحلية أيضا إدراك هذه الحقيقة وغيرها من الحقائق بأن لإسلام بدون حل قضية شعب الجنوب حلا عادلا بما يرضي طموحات وآمال شعب الجنوب واضع تحت هذه العبارة مئة خط وخط .. فمرتكز السلام وانهاء حالة الصراع واللاستقرار في اليمن بل والمنطقة ينطلق من ملف قضية شعب الجنوب ماعدا ذلك هي مجرد اوهام ومحاولات ترحيل للازمات”.
-قرارات تنتصر لشعب الجنوب
ولتعرف على توقعات مخرجات نتائج اجتماع مجلس العموم، يقول أ. الدياني: ” أتوقع أن يخرج مجلس العموم بعدد من القرارات والتوصيات التي تنتصر لشعب الجنوب على مختلف المستويات أكانت سياسية أم اقتصادية، فكما تعلمون شعبنا ضاق ذرعاً من الممارسات المنهجية التي تمارس عليه من قبل الترويكا اليمنية والتي وصلت إلى عهد غير مسبوق في تاريخه، سياسيا سيجدد المجتمعون في عدن مطالب شعب الجنوب وتجديد الثقة المطلقة لرئيس القائد عيدروس الزبيدي في كل تحركاته التي يقوم بها داخلياً وخارجياً”.
– تأسيس مداميك دولة الجنوب
ويردف د. حسين العاقل :” نحن جميعا على ثقة ويقين بأن مخرجات نتائج هذا الاجتماع المصيري والمحوري لشعبنا الجنوبي، سوف تخرج بنتائج عملية وموضوعية تأسس مداميك دولتنا المدنية والحضارية وبها نستنشق عبير أمجادنا وأصالة تاريخنا العريق والحديث والمعاصر”.
– تطلعات وثقة
بدورها د. أمنه تضيف:” اتوقع الكثير والطموحات أكبر، ولكن ثقتنا بالمجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي كبيرة، أن توحيد الجهود الجنوبية في استعاده الدولة وبناء مؤسساتها وإشراك كل أبناء الجنوب في صنع القرار من خلال حكومة وطنية تؤمن بالديمقراطية والحوكمه والمشاركة المجتمعيه هذه اهم ما يتطلع إليه أبناء الجنوب اليوم”.
-الرئيس الزبيدي يترجم الأقوال إلى افعال
فيما يقول أ. بن دغار :” في الحقيقة لا يمكننا التكهن بمخرجات هذا الاجتماع التاريخي والمهم، ولكن يمكننا الجزم بأنه سيكون من اهم مخرجاته التأكيد على ما جاء في خطابات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بعد عودته من الخارج والنزول إلى عدد من المحافظات للقاء بهيئاتها القيادية وللتعريف بمستجدات الاوضاع وما ينبغي على الجميع من عمل في هذه المرحلة”.
– تعزيز الجبهة الداخلية للجنوب
ويؤكد أ. الشيبة قائلاً:” تعزيز الجبهة الداخلية الجنوبية من خلال امتلاك خطط عمل واضحة ومشتركة؛ لترسيخ عوامل الثقة أساسها تحقيق وحفظ المصالح العليا للجنوب، مع السعي الدائم لإيجاد حلول سياسية مستدامة للقضايا الداخلية الجنوبية”.