اخبار محليةالأمناء نت

المناضل «اديب العيسي»: في الذكرى (18) للتصالح والتسامح … هل تصالحنا وتسامحنا فعلاً.؟

المناضل «اديب العيسي»: في الذكرى (18) للتصالح والتسامح … هل تصالحنا وتسامحنا فعلاً.؟

(كتبه| أديب العيسي :)

لقد مثلت عاصمتنا الحبيبة عدن مكاناً للتسامح والتعايش الاجتماعي على مر العصور، حيث تعايشت فيها كل الأقوام والأجناس، ولما كانت عدن المدينة المحورية والعاصمة السياسية للجنوب فقد تصادمت فيها القوى السياسية في الفترة الماضية وهي مسالة طبيعية ، وبالتالي فإن مسألة التعايش فيها مسألة ضرورية وعلينا الانتباه إلى أن هناك من يعمل على تغذية صراعات الماضي اليوم. 

إننا اليوم وفي الذكرى (18) للتصالح والتسامح الذي يصادف تاريخ 13 يناير، ندعوا الجميع إلى ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح, الذي يعزز تطلعات الشعب الجنوبي الشجاع، والعمل على نشر ثقافة السلام ، لأن ان انتصار قضيتنا المحورية (القضية الجنوبية) لا يأتي إلا بوحدة الصف الجنوبي، فالمصالحة والمصارحة والوفاق هما أساس هذه اللحمة المنشودة .

أن مسألة التسامح والتصالح هي اساس ديمومة التعايش والاستقرار في عدن، وبالتالي منها تنطلق أفق الحياة في كل مناطق ومحافظات الجنوب، التي تدعم مشروعية قضيتنا العادلة .

إن الدعوة للتسامح والتصالح ونشر ثقافة السلام هي دعوة أخلاقية فالإنسان بطبيعته متسامح مع أخيه الإنسان، إذ أن التعايش المجتمعي يحتم علينا أن نتعايش معا، وقيمة التسامح أو التصالح تتجسد في ديمومة الحياة المجتمعية، الهادئة والآمنة والمستقرة ، بعيداً عن التعصب وتفويت الفرص على من يتربص بشعبنا وقيادتنا الجنوبية ممثلة بالاخ القائد عيدروس الزبيدي، الذي حقق الكثير والكثير لأجل الجنوب ، ولا ينكر جهوده إلا جاحذ..

لطالما كان هدف التصالح والتسامح الذي دشنته جمعية ردفان والعواذل من العاصمة عدن ابعد واسمى مما عبر عنه سياسيو الجنوب وقتها ، واهم واعمق مما تداولته الصحف حينها ودونته المذكرات السياسية، وهو ايضاَ انقى من ضمائر من استغلوه كشعار ولم يطبقوه كمبدأ وهدف راسخ، على أساسه المتين في لحظتها يبنى الوطن الجنوبي الجديد الذي يتسع لكل وبكل أبنائه، لكنني واحداً من أبناء هذا التاريخ وعمري الحقيقي الان هو 18 عاماً اما عمري السياسي فيزيد ضعفين، غير انني وانا واحداً ممن أمن عن ظهر قلب بهذا التاريخ وبهذا الشعار، ويحتفل كل عام بهذه الذكرى، إلا انني أرى اننا ما زلنا حتى هذه اللحظة نطبق المشروع الجنوبي الاسمى كشعار ولم يتحول بعد إلى تطبيق عملي يسير عليه الجميع، ولهذا اتسائل بلغة الجميع، هل تصالحنا وتسامحنا بكل صدق ؟ ام ان القاعدة الراسخة والهدف الاسمى والاجمل والاهم في ثورة الحراك اصبح مجرد شعار اسمه التصالح والتسامح مع وقف التنفيذ.

ومع كل ذلك سأظل متمسك بمبادئ واحلام شعبي وتطلعاته للجنوب حاضن لكل ابناؤه وجميع انتماءاتهم السياسية، واحذر كل الساسة الجنوبيين من إعادة الجنوب إلى الصراعات التي اضاعت الوطن والشعب.

إن التسامح والتصالح الشعبي وتجسيده بِـ (الوفاق السياسي الجنوبي) هو قارب النجاة للوطن والشعب وأمن واستقرار الجنوب..إننا نريد مؤسسة عسكرية بطبعها الوطن ونريد مؤسسة أمنية بشكلها الوطن.

اننا وعبر هذه المساحة نطالب جميع القوى السياسية الجنوبية بالعودة إلى أرض العاصمة عدن والعمل على تشكيل حكومة وطنية جنوبية على أرضنا وبين شعبنا… فما الذي يمنع ذلك..؟

أخيراً نعبر عن احترامنا لقيمة الحوار في الوصول إلى السلام وتقديرنا لكل من رعى ويرعى هذا الحوار والحوارات السابقة وتقديرنا للدور المتميز والجهود المبذولة من قبل الأخ القائد عيدروس الزبيدي في تسهيل حصول التوافقات بين كل الأطراف الجنوبية، ولكننا ؤكد ان الأخذ بالملاحظات السابقة هي الارضية الصالحة لمفاوضات مثمرة وناجحة تجد مخرجاتها فرصة حقيقية للتطبيق على أرض الواقع، ولا زلنا نطالب بحوار جنوبي مبني على الشراكة الحقيقية ، وليست حوارات بنظام اتبعني.

ويبقى السؤال: بعد 18 عام من عمرها …هل تصالحنا وتسامحنا فعلاً.؟

رحمة الله على جميع شهداء الصراعات السابقة ورحمة الله على شهداء الثورة الجنوبية بكل مراحلها.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى