اخبار محليةصحيفة المرصد

اليمن.. المكان الصحيح لاستعادة أمريكا قوة الردع

تطرق الكاتب والمؤرخ مايك كوتيه إلى سياسات الرئيس جو بايدن التي ساهمت في تآكل الردع الأمريكي على مدى سنوات، الأمر الذي مكن الحوثيين من استهداف الملاحة والشحن في البحر الأحمر.

وشرح الكاتب في مجلة “بروفيدنس” الأمريكية أن الردع، وهو القدرة على منع الأعداء من التحرك ضد طرف عن طريق الإكراه أو التهديد، وكان دائماً الدعامة الأساسية للسياسة الدفاعية.

وبحسب الكاتب، فإن قوة الردع لا تقل أهمية أبداً عن القوة العسكرية، إذ من الممكن أن يتغير الوضع العسكري والسياسي لأي دولة في لحظة، وهنا تصبح قوة الردع السلاح الأول لحماية أمن هذه الدولة.

ما هو جوهر الردع؟
وبحسب الكاتب، فإن ردود الفعل الضعيفة على الهجمات لا تؤدي إلا إلى تشجيع الأعداء على مواصلة التصعيد، مما سيؤدي حتماً إلى نتائج أسوأ.

ويشير الكاتب إلى أحداث الحرب العالمية الثانية، حين سُمح لألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان الإمبراطورية بالتهام الأراضي والسيطرة على جيرانها دون أي رد من الغرب الديمقراطي، وبحلول الوقت الذي تم فيه بذل جهد جدي، كان الوقت قد فات لتجنب حرب كارثية.

وتعرضت مصالح أمريكا مؤخراً كما تعرض حلفاؤها في مختلف أنحاء العالم لهجمات مباشرة، ولم تتلقَّ هذه التهديدات سوى ردود فعل باهتة، بحسب الكاتب.

واتخذ البيت الأبيض مساراً دبلوماسياً، ويقلل هذا من الردع الأمريكي ويمنح الأعداء مطلق الحرية لمهاجمة المصالح الغربية.

الطوباوية مع إيران
وأضاف كوتيه أن التعامل بنجاح مع مثل هذه الحقبة المضطربة يتطلب نهجاً قوياً يرتكز بشدة على المصالح الوطنية لتجنب كارثة سياسية أكبر حجماً.

وبحسب الكاتب، فإن الافتقار إلى الردع مشكلة متكررة بشكل مؤلم في الشرق الأوسط، إذ عزز استرضاء البيت الأبيض لإيران من أجل تجديد الاتفاق النووي، جهود الملالي الرامية إلى زعزعة استقرار المنطقة، وهاجمت مجموعة واسعة من الجماعات الوكيلة لإيران الأمريكيين بشكل مباشر عشرات المرات، لكن الضربات الانتقامية القليلة لم تكن ذات أهمية، والآن تتعرض المصالح الاقتصادية والجيوسياسية الأمريكية في البحر الأحمر للتهديد من قبل واجهة إيرانية أخرى غير مردوعة: الحوثيين.

هكذا عزز بايدن قوة الحوثيين
وخلال عهد إدارة بايدن، ازدادت قوة الحوثيين بمساعدة عظيمة من السياسة الأمريكية، ولمواجهة هذه القوة الخبيثة، قامت الولايات المتحدة بنقل سفن حربية عدة إلى المنطقة، لكن هذه السفن أصبحت أهدافاً للحوثيين.

وفق الكاتب، حتى عندما يفشل الحوثيون في إصابة أهدافهم، هم يحققون نجاحاً آخر، فكل مقذوف من مقذوفاتهم يكلف جزءاً صغيراً من تكلفة الصواريخ الاعتراضية.

وقال الكاتب إن الحوثيين يفرضون، بالتعاون مع إيران، تكاليف مالية كبيرة على القوات البحرية الأمريكية.

ضمادة على جرح رصاصة
وأعلنت الولايات المتحدة مؤخراً عن عملية “حارس الازدهار” لردع هجمات الحوثيين، وفي الأيام التي تلت الإعلان، واصل الحوثيون هجومهم متسببين بتجنب معظم الخطوط العالمية الرئيسية طريق البحر الأحمر.

ويوم الجمعة الماضي، ردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أخيراً بعد أشهر من التردد والتأخير، وكان رد فعل الحوثيين يتسم بالتحدي، إذ تعهد المتحدث باسم الجماعة بعدم السماح للضربات بأن “تمضي بدون رد أو دون عقاب”، وبالفعل كانت هناك عمليات إطلاق أخرى من اليمن، مما يدل على أن الحوثيين ما زالوا غير مردوعين.

ووفق الكاتب، لن تقلل هذه الضربات الرمزية إلى حد كبير من التهديد الطويل الأمد الذي يشكله المتمردون.

مشكلة الحوثيين.. المكان المثالي للبدء
ودعا كوتيه إلى وجوب عدم السماح للردع الأمريكي بأن يتآكل أكثر، مضيفاً أن هناك حاجة إلى تغيير جذري في السياسة الأمريكية إذا أرادت واشنطن إعادة بناء ردع حقيقي، ومشكلة الحوثيين هي المكان المثالي للبدء.

وقال الكاتب إن واشنطن تحتاج إلى العزم والتحرك والثبات، ويجب على القوات البحرية في المنطقة الرد بشكل مباشر وغير متناسب على جميع هجمات الحوثيين، وهذا يعني شن ضربات قوية ومتكررة على قواعدهم، بهدف القضاء على إمكاناتهم لشن تلك الهجمات، وينبغي ألا تكون الضربات الرمزية هي الهدف، يجب أن يؤدي الرد الأمريكي إلى تدهور البنية التحتية العسكرية للحوثيين بشكل كبير بحسب الكاتب.

وتابع الكاتب “ينبغي أيضاً إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب، ويتحتم أن يكون واضحاً لإيران أنها لم تعد قادرة على الإفلات من التصرف عبر وكلائها بدون مواجهة مباشرة”.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى