الجبالية والهنود في عدن… الجنوب العربي والهند علاقات في عمق التاريخ

 علاقات الجنوب العربي بالهند قديمة جدا تعود إلى عهود الحضارات القديمة التي دونتها النقوش الحميرية العربية الجنوبية القديمة في سبوتا ( شبوة ) عاصمة مملكة حضرموت الكبرى إلى جانب مشاركات وفود من كلدان واشور والروم والصين   .. 

وفي العصر الحديث خلال العهد البريطاني في الهند والجنوب العربي كانت عدن ولاية هندية اي_ تتبع اداريا التاج البريطاني في حكومة الهند. 

وكان للهنود جالية كبيرة في عدن في قطاعات التجارة والصرافة والبنوك والإدارة وبعد استقلال الهند زار المهاتما غاندي عدن والتقى بالجالية الهندية في عدن وقال بوضوح لأعضاء الجالية الهندية أن عدن مدينة عربية جنوبية وليست للهند وامامكم خيارين أن تبقوا فيها وانصهروا في النسيج الاجتماعي لعدن والجنوب أو تعودوا إلى وطنكم الهند وفعلا البعض بنسبة قليلة بقي في عدن والمكلا مواطنين جنوبيين لهم كامل الحقوق وعليهم كامل الواجبات..

فهم عكس الجالية اليمنية التي تصر أن “عدن التي اقتطعتها بريطانيا من سلطنة لحج عنوة عام1839م وعاصمة دولة الجنوب المستقلة منذ عام1967” أرض يمنية تتبع محافظة تعز اليمنية.

والتاريخ يسعفنا بعظمة الهند وتاريخها في الحضارات القديمة فقد كانت تلك العلاقات ممتدة إلى عهد مملكة حضرموت الكبرى ماقبل الميلاد وكانت وفود الهند تشارك في الاحتفالات الملكية التي ذكرتها النقوش الحميرية الجنوبية في عاصمتها شبوة (حصن النود) أو العقلة حاليا.. والهند اليوم أمست دولة كبرى متقدمة علميا وتكنولوجيا ودولة صناعية ونووية بل ووصلت الفضاء.

*- الباحث/علي محمد السليماني