هجرة الأفارقة (القسرية ) إلى اليمن في زمن الحروب الأسباب والآثار.. دراسة تحليلية وميدانية
* الاشكال :
لقد عانى اليمن التحديات المصاحبة للهجرة، لأنّ ظاهرة الهجرة من وإلى اليمن ، وواحدة من أعقد الظواهر الاجتماعية التي تتصل أبعادها بكلّ جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
حيث أدّت كثرٌ من العواصف والاضطرابات السياسية والحروب في المنطقة إلى عودة الكثير من المهاجرين اليمنيين العائدين أو النازحين إلى اليمن، كما حصل في تسعينات القرن الماضي، عندما عاد ما يقرب من مليون مهاجر يمني من دول مجلس التعاون الخليجي، بسبب موقف اليمن المؤيد لنظام صدام في اجتياح الكويت، فضلاَ عن النازحين والعائدين من البلدان الإفريقية (الحبشة والصومال)، بسبب الحروب الدائرة هناك، ولم تتوقف تلك الهجرات والنزوح حتى اليوم. تأتي الهجرة القسرية القادمة إلى اليمن من الدول الافريقي المهاجرة لتضيف بُعدَا جديدَا، لإلى جانب التحديات الاخرى التي يواجهها المجتمع ، لتزيد من عوامل التوتر في المجتمع، وتضاعف من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ولا سيما في المدن التي استقربها معظم هؤلاء المهاجرين.
إذ تزايدت مشكلة الهجرة القسرية الوافدة إلى اليمن القادمة من الدول الافريقية وتحديدا إلى المدن الساحلية كمدينة عدن، إذ يلحظ وجودهم فيها بصورة ملفتة، حيث ينتشرون في شوارعها وأحيائها المختلفة، وصارت من أهم المشكلات التي تواجهها السلطات الحكومية وسكان المدينة. هذا ما دفعنا لبحث هذه الظاهرة الملفتة في المجتمع اليمني وغياب تناولها بالبحث والدراسة.
* الهدف من الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على مشكلة الهجرة القسرية القادمة إلى اليمن من جوانبها المختلفة، من خلال التعرف إلى اتجاهات المهاجرين، وخصائصهم واوقات تدفقهم، والاقارب من معرفة أعدادهم الحقيقية، والكشف عن أبرز المشكلات التي تخلفها هذه الظاهرة في المجتمع اليمني، ولا سيما في المدن التي استقر فيها هؤلاء المهاجرون، كحالة مدينة عدن؛ بوصفها أكثر المدن اليمنية التي استقبلت أعدادً كبيرة من تلك الهجرات.
وتسعى الدراسة المنشودة للإجابة عن التساؤلات الآتية:
1. ما الدوافع التي تؤدي بالمهاجرين القسريين من إفريقيا إلى اليمن؟ ما انعكاساتها على المجتمع؟
2 . كيف يمكن معالجة هذه الظاهرة والتخفيف من مخاطرها على المهاجرين أنفسهم والمجتمع بعامة؟
* مبررات الدراسة :
تكمن أهمية اجراء هذه الدراسة في أنّها تُعدّ من الدراسات النادرة التي عرضت هذه الظاهرة في مجتمع الدراسة. لذا فإن رصد وتحليل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي رافقت الهجرة القسرية، وما ترتب عليها من مشكلات مختلفة سيكون له الأثر الأكبر والأهمية في المساعدة للوصول إلى آليات قائمة على استنتاجات وتوصيات تساعد على وضع المعالجات لهذه الظاهرة، وإعادة الاستقرار في المجتمع التي عصفت به حركة التغيرات الناتجة عن ضخامة حجم الهجرة بعامة والهجرة القسرية بخاصة.
* منهجية الدراسة:
لطبيعة وخصوصية الظاهرة وتعدُّد الأسباب والعوامل المؤثرة فيها سنستعين بعدد من الآليات المنهجية كالمنهج التحليلي الوصفي في تحليل عوامل وأسباب الظاهرة وآثارها، وتفسير نتائج الدراسة الميدانية ،وكذلك الاستفادة من المنهج الاستقرائي في تفسير واستقراء واقع الظاهرة وإشكاليتها والتدخُّلات المحيطة بها، للوصول إلى استنتاجات وتوصيات نحاول من خلالها تقديم تصوّرٍ في معالجتها.
* خطة الدراسة :
سوف تشمل الدراسة على جانبين هما :
أولا:,المقاربة النظرية :
وهي التي تبحث الظاهرة بابعادها المتداخلة (ثقافية، وتاريخية، واجتماعية، ونفسية واقتصادية، وأمنية)، وتنوع مستوياتها وما تنطوي عليه من متغيرات تتعلق بعدد من العوامل والمخاطر المصاحبة للهجرة ومجموعة العقبات التي تنطوي عليها بسبب الظروف القسرية التي اجبرتهم على ذلك.وما تتضمنه الهجرة القسرية في الاجتياز غير القانوني للحدود. بالاستفادة من الاتجاهات النظرية المفسرة للهجرة القسرية.
ثانيا: المقاربة الميدانية (التطبيقيه):
تتمثل رصد التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي حدثت في المجتمع بسبب تلك الهجرات وما ترتب عليها من حدوث مشكلات مختلفة، سيكون له أهمية في المساعدة للوصول إلى آليات قائمة على استنتاجات وتوصيات تساعد على إعادة الاستقرار في المجتمع التي عصفت به حركة التغيرات الناتجة عن ضخامة حجم الهجرة القسرية. عبر المقابلات المعمقة التي تم اجرائها مع الاشخاص والموسسات ذات العلاقة بالظاهرة هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى القيام باجراء الدراسة على عينة عشوائية من المهاجرين وفق استبيان واضح يوزع عليهم يتضمن عدد من الاسئلة التي تجيب على تساولات الدراسة وتحقق اهدافها.
* بعض المراجع التي تم الاطلاع عليها يمكن الاستاد. منها حتى الان:
1. جمال محمد صالح الجعبي ، أزمة اللاجئين وأثرها على تطبيق الحلول الدائمة، دراسة ميدانية عن شوون اللاجئين باليمن ، رسالة ماجستير ، جامعة صنعاء مركز تطوير الإدارة العامة ، 2016م.
2. صلاح الدين حافظ ، صراع القوى العظمى حول القرن الإفريقي، مطبوعات عالم المعرفة، الكويت ، 1982 م.
3. عبد الله بن عبد العزيز اليوسف، أساليب التطوير في البرامج والمناهج التدريبية لمواجهة الجرائم المستحدثة، الطبعة الأولى، الرياض، مركز الدراسات والبحوث، 2002م.
4. عبد الحكيم العفيف، الاكتئاب والانتحار؛ دراسة اجتماعية تحليلية، الطبعة الأولى، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية.
5. عمران أبو حجلة ، حالات فوضى-الآثار الاجتماعية للعولمة- مراجعة هشام عبد الله، الطبعة الأولى، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،1997م.
6. ألفن توفلر ، صدمة المستقبل، ترجمة محمد علي ناصف، مصر، دار النهضة العربية، 1992م.
7. فضل عبدالله الربيعي ، الهجرة والتغير الاجتماعي في بناء ووظائف الاسرة اليمنية، دار عبادي للنشر ، صنعاء، 2010م.
8. قيس النوري ، الاغتراب؛ اصطلاحاً و مفهوماً و واقعاً، عالم الفكر، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المجلد العاشر، العدد الأول،1979م.
9.
المصدر