المقالات

حضرموت من احتلال المادي إلى اغتصاب اللامادي .. يا قلب لاتحزن

*السدة:*
*يوم الباخمري لبلاد الوعول*
*يوم الوعل لبلاد القرود*

الاختلاف الذي تراه بين خطاب إعلامي وآخر على نقيضه أو منافس له ، يعود – حسب ما يقول الراسخون في هذا المجال – إلى مصطلح “التنميط” (Labeling) الذي هو أداة المحرر ، ومن خلفه وسيلة اتصاله بالجمهور ، لوصف الأشياء وتسميتها بالقدر الذي يحقق الفهم المطلوب.
ولكن يغدو ” التنميط ” إشكالياً وشيطانياً حتى ، كلما تم استخدامه في إكساب الأسماء والأشياء والأحداث المختلفة وصفاً ما دون إثبات، بهدف التأثير في مركزها القانوني والمعنوي، لتحقيق أهداف ومصالح معينة.
هذا ما تمعن في ممارسته الوزارات والمؤسسات والمراكز الثقافية ووسائل الإعلام اليمنية جميعها مع الجنوب على العموم وحضرموت على خصوص الخصوص ، حفاظاً على “وحدة” ما أنزل الله بها من آية منسوخة.
فنراهم ينسبون إلى يمنهم أجمل مافي حضرموت وينسبون إلى حضرموت أقبح مافي يمنهم.
فاليمن وأعني باليمن (جغرافيا المملكة المتوكلية ) التي اشتهرت في التاريخ ببلاد القرود – واثبتت ذلك عدة مصادر – وروي عن عمر قوله لكعب الأحبار اليمني : لتتركن الحديث عن الأُوَلْ، أو لألحقنك بأرض القردة.
يمن القرود صار يرمز لنفسه بالوعل الحضرمي ، وحضرموت التي هي في الأساس بلاد الوعول أصبح رمزها الباخمري. لليمن يوم الوعل بينما لحضرموت يوم الباخمري الذي يظنه سقلان البلد من ملامح الهوية، رغم أنه سواحلي .. مندازي!
والعسل الذي كان حضرميا، من زمان، بات يسمى العسل اليمني في الأسواق الخارجية والإعلام ، محليا أو خارجياً – وكل مراسلي وسائل الإعلام الخارجية يمنيون من تعز غالباً- والأعجب أن هناك وسائل إعلام حضرمية تسمي عسل بلادها بالعسل اليمني.
ويقدم الغناء الحضرمي في القنوات العربية بوصفه غناءً يمنيا ويتم تكريس هذا التوصيف عبر المسابقات العربية المعنية بإكتشاف المواهب، فالمؤسسات اليمنية، رسميةً وغير رسمية، لا تسمح لرُبع حضرمي أو نصف جنوبي أن يخوض غمار هذه المسابقات الغنائية إطلاقاً، كأنهم تواصوا على ذلك ، فجميع الذين قدمتهم جمهورية الإمام يحيى حميد الدين إلى المسابقات الغنائية التي ترعاها وتبثها الفضائيات العربية مثل ال mbc، ينتمون لتعز اليمنية، بلاد المراسلين.
وفي الوقت الذي يقدم فيه اليمنيون الغناء الحضرمي على أنه يمني، نجدهم يسلطون الضوء واللسان على رقصات دخيلة على حضرموت وتقديمها على أنها تمثل كل تراث حضرموت.

*الصالة:*
*”سعودة” لاوعي أطفال حضرموت*

نظم متحف المكلا المتعاون مع منتدى أسعد الكامل اليمني بالتنسيق مع مكتب الثقافة وبرعاية القوينص بانخر الصغير مسابقة رسومات الأطفال في يوم الوعل اليمني حسب وكالة أنباء سبأ الرسمية.
لكن ماذا يعني الإعلان عن مبالغ جوائز رسومات الأطفال من سن 6 – 12 سنة بالريال السعودي؟
الجهة المانحة للجوائز ليست سعودية، بل هي متحف المكلا ومكتب الثقافة بالساحل، فلماذا إذن بعملة دولة أخرى ليس المتحف ولا المكتب من مؤسساتها.
العمل مع الأطفال خطير على أكثر من مستوى ، فمثلما أن قنيص الوعول يعتبر إبادة جماعية لهذا الحيوان المهدد بالأنقراض وعبث بالبيئة، ومثله رعاية (القوينص الصغير) للمسابقة كما في الإعلان، فالقنص يستقر في لاوعي الطفل على أنه بطولة ورجولة وتراث وليس عدوان على البيئة. بالإضافة إلى أن الإعلان عن مبالغ الجوائز – على تفاهتها وقلتها – بالريال السعودي، يعني العبث باللاوعي الطفولي لتكريس السعْودة، بحيث يصبح كل ما هو سعودي هو النموذج الأعلى، ويقف خلف هذا العبث بالثقافة والتراث والطفولة أشخاص في الداخل يترزقون، وأشخاص في الخارج تسعوّد كل شيء فيهم، إلى درجة أن يأتيك أنفار منهم ويدعون بلا ذرة خجل إلى ضم وإلحاق حضرموت – بعظمتها – إلى المملكة كمحافظة أو إمارة رعاياها يبايعون- أو يبيعون – على السمع والطاعة في المنشط والمكره، طمعاً في الريال، ولذلك فهم على استعداد لشحن حضرموت في عوازل كما يفعل بعضهم. خذوا الريالات والإهانات، واتركوا لحضرموت أطفالها، فهم مستقبلها لا أنتم، أيها البائعون والبيعة دنية من غير دلال.

*الطهارة :*
*بلا فخر .. ولا شيء …..*

في مقطع تشويقي عن بودكاست أحدهم .. الداخل “شتار” على بودكاست يسيء إلى حضرموت وتاريخها، من حيث لا يقصد أو يقصد، رغم أنه يزعم أن بودكاستاته الموعودة هدفها أن توضح لنا وللأجيال ولاسيما في المهاجر، ما لا نعرفه، من دونه، عن حضرموت.

هذا الداخل “شيز” يصف من يعود سبب تسمية حضرموت إليه – في تصور جهله – بأنه (دموي، سفاح، متعطش للقتل) معتمداً روايات الأخباريين المتهافتة حول التسمية بأن “عامر بن قحطان أحد ملوك حضرموت كان كلما حضر معركة أسرف في القتل، وكلما حضر معركة، قيل: حضر الموت”!!
يعني جنابك يا بودكاستجي زمانك تريد تقول إن عامراً هذا كان (دموياً، سفاحاً، متعطشاً للقتل)، بتعبيرك وبعظمة لسانك: “كلما حضر معركة أسرف في القتل، وكلما حضر معركة، قيل: حضر الموت”.

من أي كهف للجهالة طلعت؟ خذها نصيحة من حضرمي يمشي على قدميه ولا يدعي لنفسه صفة محلل سياسي أو إعلامي أو فقيه في الدين مثلك ، لكنه يعرف لماذا سميت حضرموت حضرموت، نصيحة لوجه الله قبل أن تتعرض للبودكاست وتوثق على نفسك جهلك بالصوت والصورة، عد إلى المصادر العلمية المحترمة، لتكتشف ضحالة معرفتك بأصل التسمية، فما بالك، بعد ذلك، بما ستضمّنه كل “الخرط” المنتظر ،الذي أنت ذاهب إليه بمحض جهالتك التي لا تحسد عليها.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى