تحركات مليشيا الحوثي باتجاه شبوة تنكسر أمام الصمود الجنوبي
أثار التحشيد الأخير لميليشيا الحوثي باتجاه شبوة الجنوبية الغنية بالنفط مخاوف وزاد من التوترات في المنطقة. وتمثل هذه الخطوة، ذات التداعيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية الواضحة، تحديًا كبيرًا لاستقرار وأمن البلاد.
وتتعدد أهداف ودوافع مليشيا الحوثي في استهداف شبوة. ومن منظور اقتصادي، تتمتع شبوة بأهمية استراتيجية باعتبارها منطقة رئيسية منتجة للنفط والسيطرة على هذه المنطقة الغنية بالموارد لن توفر للميليشيا نفوذًا اقتصاديًا كبيرًا وكفى، بل ستسمح لها أيضًا بتعزيز نفوذها في البلاد.
ومن الناحية السياسية، يمثل تحرك مليشيا الحوثي باتجاه شبوة تحديا مباشرا للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. ومن خلال محاولتها السيطرة على هذه المنطقة الرئيسية، تهدف الميليشيا إلى توسيع سيطرتها الإقليمية وتقويض سلطة الحكومة الشرعية وتحجيم دور وقدرات ونفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على غالبية جغرافيا الجنوب..
ومن الناحية العسكرية، فإن محاولات مليشيا الحوثي المتكررة لإحراز تقدم ميداني في جبهات بيحان بشبوة، قوبلت بمقاومة شديدة من القوات المسلحة الجنوبية. حيث نجحت القوات المسلحة الجنوبية، ممثلة بقوات دفاع شبوة وعمالقة الجنوب، في إحباط عدة هجمات للحوثيين على مواقع جبلية بين حدود بيحان شبوة مع مأرب والبيضاء .
وأسفرت المقاومة الشرسة التي أبدتها القوات المسلحة الجنوبية عن خسائر فادحة للمليشيات الحوثية. وفي المواجهات الأخيرة، قُتل 18 حوثياً، بينهم قياديان في المليشيا الإرهابية. إلى ذلك، كبدت القوات الجنوبية خسائر مادية في العتاد العسكري لميليشيا الحوثي، ما أضعف موقعها في المنطقة.
علاوة على ذلك، أظهرت القوات المسلحة الجنوبية التزامها بالدفاع عن المنطقة ضد عدوان الحوثيين من خلال اقتحام عدد من المواقع الحدودية مع حريب بنجاح. ويؤكد هذا الرد الاستباقي تصميم القوات المسلحة الجنوبية على حماية شبوة من التهديدات الخارجية.
ويعكس تحرك مليشيا الحوثي باتجاه شبوة طموحاتها التوسعية واستعدادها لاستخدام القوة لتحقيق أهدافها. ولا تشكل هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لاستقرار وأمن البلاد فحسب، بل لها أيضًا آثار أوسع على المنطقة ومن خلال السيطرة على حقول النفط، يهدف الحوثيون إلى تعزيز مواقعهم السياسية والعسكرية، واستغلال الموارد لمصلحتهم الخاصة. ومع ذلك، فقد ثبت أن صمود القوات المسلحة الجنوبية وتصميمها يشكلان عقبة هائلة أمام طموحات الحوثيين. ومع استمرار الصراع، تظل حماية حقول النفط في شبوة أولوية حاسمة في الجهود الأوسع لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.