هل انتفضت قبائل مارب ضد الاخوان؟
غضب قبلي يتسع يوما تلو آخر ضد ذراع إخوان اليمن السياسية في مأرب، على خلفية قمع قواته الأمنية قبائل المحافظة.
تطاول إخواني فجر مجددا، السبت والأحد، اشتباكات عنيفة بين القبائل والقوات الأمنية الإخوانية في مفرق حريب في مأرب، رغم الهدنة القبلية التي تنتهي في عاشر أيام العيد بين الطرفين، بموجب وساطة قبلية.
وكشفت مصادر قبلية لـ”العين الإخبارية” أن سبب عودة الاشتباكات، بين قبيلة “آل فجيح” إحدى قبائل “عبيدة” الكبيرة والقوات الأمنية التابعة لحزب الإصلاح الإخواني، يعود إلى استقدام تعزيزات جديدة وانقلاب الإخوان على الوساطة القبلية.
وذكرت المصادر أن القوات الأمنية الإخوانية دفعت بتعزيزات كبيرة إلى بلدتي “المعبد” و”مفرق حريب”، ما أجبر القبائل على السيطرة على حاجز أمني بالقرب من “المعبد” ومحاصرة القوات الخاصة للإخوان في “مفرق حريب” قبل أن تتدخل وساطة قبلية لاحتواء الموقف.
وبحسب المصادر فإن المواجهات خلفت قتيلا وعشرات الجرحى بصفوف القبائل، فيما لم تكشف القوات الأمنية الإخوانية عن عدد الضحايا بصفوفها وهم بالعشرات.
ويسود اليوم الإثنين هدوء حذر في وادي “عبيدة” بمأرب بعد الوساطة القبلية لإيقاف المواجهات بين قوات أمن الطرق والقوات الخاصة التابعة للإخوان وقبيلة “آل فجيح” شرق المدينة الغنية بالنفط والغاز.
ما القصة؟
يرجع تاريخ بدء الاشتباكات بين قبائل آل فجيح تحديدا وقوات الأمن التابعة لحزب الإصلاح إلى 23 يونيو/حزيران عندما أقدمت قوات أمنية لحزب الإصلاح على نصب حاجز أمني في بلدة “مفرق حريب” بادعاء ملاحقة خلايا لمليشيات الحوثي.
آنذاك، أقدمت القوات الخاصة والطرق التابعة للإخوان على تصفية شاب يدعى “حسن مبارك بن طالب بن عقار” ما دفع والده وهو الشيخ مبارك بن طالب للتدخل، إلا أنه هو الآخر تعرض للاغتيال ما أثار غضبا واسعا وسط القبائل.
عقب ذلك ردت القبائل بسرعة على الجريمة الشنيعة واحتشدت وهاجمت بالفعل موقع الحاجز الأمني، وطالبت برفعه بشكل عاجل من مناطقها قبل أن تتدخل السلطة المحلية بتحكيم قبلي، ويتم التوقيع على هدنة تمتد حتى عاشر العيد، وفق مصادر قبلية.
حرب بيانات
عقب التحكيم القبلي لجأت شرطة مأرب التابعة للإخوان لإصدار بيان، وتنصلت من مقتل الشيخ مبارك بن طالب، وزعمت أن طرفا ثالثا (خلايا لمليشيات الحوثي) يقف خلف تصفية الشيخ القبلي ونجله.
وبرر الإخوان نصب حاجز أمني في مناطق “آل فجيح” إلى “النشاط الإرهابي على امتداد الخط الدولي (مفرق حريب – صافر – العبر) من خلال زرع عبوات ناسفة من قبل خلايا حوثية راح ضحيتها عشرات المدنيين والأبرياء المسافرين”.
قبلية “آل فجيح” بدورها ردت في بيان على لسان الشيخ علي بن مبروك بن عقار، واتهمت شرطة مأرب بارتكاب جريمة وحشية قتلت على إثرها 10 أفراد، و30 جريحا من أبناء “آل فجيح” جلهم ممن شاركوا في الحرب ضد الحوثيين.
وجاء في البيان: “لم نكن ضد الإجراءات الأمنية التي تحفظ لجميع المواطنين دماءهم وأموالهم، ولكن كانت إجراءات قوات الأمن التي تدعيها همجية وعدوانية ولم يكن في الشرع أو القانون التهجم على المواطن داخل محلاته وفي أرضه وقتله بدون أي سبب سابق، كما أن القانون يمنع التهجم على المواطن إلا بحكم من النيابة إذا كان عليه ما يكلف ذلك، ولذا فالحدث عدواني وواضح”.
وأكدت أن انتفاضة شبابها كانت “ردة فعل على الجرائم الشنعاء التي ارتكبتها عناصر قوات الأمن المركزي والطرق التي تدعي حماية الناس من الإرهاب وتمارس الإرهاب والقتل في نفس الوقت، وما قتلها الشيخ المسن “مبارك عقار” بعد عدم اكتفائها بجرمها بحق نجله “حسن” سوى دليل على ذلك”.
واعتبرت القبيلة هذه الممارسات بأنها “ليست إلا تصرفات عصابات دموية، وليست تصرفات قوات أمنية يفترض أن تحمي المواطن من الإرهاب والقتل لا أن تمارسه بحقه”.
وكشف البيان عن استخدام سلطات الإخوان الأمنية “الطيران المسير والقناصة ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص، فيما عدد الجرحى يتجاوز الثلاثين جريحا”.
وأضاف “إننا نحب أن نوضح للجميع بأننا في نفس الوقت طالبنا بالجناة المتسببين بهذه المجزرة الوحشية والدامية، ونجدد التأكيد بالمطالبة بالجناة من أجل احتواء الموقف وحقن الدماء، محملين قيادة قوات الأمن المركزي والطرق المسؤولية الكاملة”.
في السياق، قال الأمين العام لمجلس شباب سبأ في مأرب خالد بقلان لـ”العين الإخبارية”، إن شرطة مأرب تستخدم “خلايا الحوثي” كشماعة لاستهداف قيادات المقاومة ورموزها.
وقال إن “بيان الشرطة جاء بعد أن قدمت السلطة بمأرب تحكيما لقبيلة “آل فجيح” واستهدف تأجيج الموقف وتحميل طرف آخر مسؤولية ما ارتكبه الجناة الذين هم من استهدفوا بن عقار، وهو قيادي في المقاومة الشعبية ضد الحوثيين وقدم اثنين من أبنائه شهداء في مواجهة المليشيات”.
ويرى مراقبون أن قبائل مأرب تستشعر أنها عالقة بين فكي الإخوان ومليشيات الحوثي، حيث هناك علاقة تخادم واضحة بينهما، وهذا ما يجعلها تتأنى في أي خطوات تصعيدية أو انتفاضة ضد القوات الإخوانية وردع جرائمها.
وقالوا إن الفوضى الإخوانية وإشعالها المعارك مع قبائل مأرب المعروفة بأنها آخر حائط صد في مواجهة الحوثيين في المحافظة النفطية، يستهدف إسقاطها من الداخل لصالح المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
ويسعى الإخوان والحوثيون على حد سواء لاستنزاف قبائل مأرب في الجبهات، كما حدث مع قبائل “مراد” و”جهم” و”الجدعان” و”بني جبر” التي سلم الإخوان مناطقها بخيانات مخزية للمليشيات فيما لا تزال قبيلة “عبيدة” حارس عرين سبأ تقاتل بصلابة ضد المليشيات الحوثية والإخوانية.
المصدر