«نكبة فبراير».. 13 عامًا على طعنات الإخوان للدولة اليمنية "تقرير"
(الأمناء نت / خاص :)
كيف سرق الإخوان ثورة الشباب وركبوا موجتها لتحقيق مآربهم؟
بدأت كـ”ثورة” ثم أزمة سياسية ثم “نكبة” و”كارثة” هي الأسوأ
كيف مهد الإخوان الطريق أمام الحوثي للوصول إلى صنعاء والسيطرة على مقاليد الأمور؟
مجزرة ساحة التغيير.. كيف تم استثمارها إعلاميا وحقوقيا؟
الإخوان ونكبة فبراير
أحلام وردية رسمها قادة إخوان اليمن قبل 13 عاماً، لجذب الشباب في البلاد إلى الساحات من قبيل غاز منزلي وماء وكهرباء رخيصة الثمن وخبز مجاني قبل فرارهم للخارج لإدارة ثرواتهم، بعد «نكبة فبراير».
أكاذيب قناة توكل:
ورغم سقوط الدولة اليمنية ورحيل صالح من الدنيا لا تزال أبواق الإخوان كقناة بلقيس التابعة للناشطة الإخوانية توكل كرمان تروج للأكاذيب ضد الرجل الذي قتل وهو يحاول لملمة ما تبقى من دولة طعنها الإخوان في ظهرها وقوض الحوثيون أركانها انطلاقا من ساحات 11 فبراير/شباط.
طعنات الإخوان :
ومع مرور 13 عاما على النكبة، لا تزال طعنات الإخوان للبلد، لم تُمح من ذاكرة اليمنيين لا سيما غدرهم بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، والذي بدأ بالشائعات ضد الرجل وذهب إلى محاولة اغتياله ثم اختطاف النظام وتسليمه هدية مجانية لمليشيات الحوثي الإرهابية.
كما شاركت مليشيات الحوثي في النكبة إلى جانب الإخوان بعد أن انتقلت من جبال صعدة إلى قلب صنعاء مستفيدا من فوضى 11 فبراير التي عمت كل مدن البلاد.
ترويجات الإخوان:
إحدى أبرز تلك الطعنات تتمثل بترويج الإخوان على نطاق واسع في اليمن قبل اندلاع الاحتجاجات امتلاك الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ثروة ضخمة بمفرده تقدر بـ”50 مليار دولار موزعة على شكل أرصدة بنكية خاصة واستثمارات متنوعة”، لكن بعد رحيل الرجل وانقلاب الحوثي لم يجد أحد أثرا لها.
وقبل انطلاق شرارة الاحتجاجات أيضا، خرج صالح متعهدا بعدم توريث الحكم كما يشاع وقدم تنازلات كبيرة وجريئة للمعارضة لكن إخوان اليمن وجهوا طعنة ثانية للرجل وخرجوا فيما يسمى “مظاهرة يوم الغضب” في 4 فبراير/شباط 2011 التي مهدت لتأسيس ساحات الاحتجاجات.
الطعنة الثالثة، كانت عند رفض الإخوان مبادرة صالح التي قدمها في 10 مارس/آذار في العام نفسه، للانتقال من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني كخطوة أولى نحو الفيدرالية، وذهبوا لحشد الشباب لما يسمى “جمعة الكرامة” التي سقط فيها عشرات الشباب في مجزرة بشعة هزت أركان البلد.
الحرب المفتوحة:
كما فجر الإخوان في الشهر نفسه عبر جناحهم المسلح حربا مفتوحة ضد قوات الحرس الجمهوري انطلاقا من مديرية أرحب ونهم وبني جرموز في مسعى لجر الجيش لمعركة خارج أسوار صنعاء، ضمن سلسلة من الطعنات المتتالية.
المبادرة الخليجية:
كذلك مع تقدم مجلس التعاون الخليجي بالمبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن، لجأ الإخوان كعادتهم لدفع الشباب للتظاهر أمام المنشآت الحكومية رفضا للمبادرة ما أوقع العديد من القتلى والجرحى ليستثمرهم الإخوان إعلاميا وحقوقيا في المحافل الدولية ضد النظام والرئيس الراحل صالح.
تلك الطعنات هي جزء من طعنات كثيرة سددها الإخوان لليمن وهم ممثلون بحزب الإصلاح حتى إنهم وصلوا إلى محاولة التخلص من صالح ورجاله بتفجير ما يعرف بـ”دار الرئاسة” في 3 يونيو/حزيران 2011، الذي استهداف اغتياله مع كبار مسؤولي الدولة في عملية مخططة وممنهجة.
معتقلات سياسية:
كما مارس الإخوان داخل ساحات فبراير نفسها كل أنواع القمع والإرهاب على الشباب من ضرب وتهديد واعتقالات واستحداث سجون في الساحات استهدفت “تحويلها من مساحة للحرية إلى معتقلات سياسية للشباب الثائرين على أحلامهم وبؤس واقعهم من أصحاب الرأي المخالف”.
ووفقا لشهادات لشباب شاركوا في هذه الساحات، فإن الإخوان لم يكتفوا بتشييد المعتقلات للشباب داخل الساحات، بل ووصل الأمر إلى تشكيل لجان أمنية لتعقب أصوات الشباب ورصد كل آرائهم ونشاطهم المناهض لأجنداتهم المشبوهة”.
نكبة وطن:
واعتبر ناشطون ذكرى 11 فبراير/شباط “نكبة وطن” حلت على الشعب اليمني، مشيرين إلى أن “الاحتفاء الإخواني بهذه الذكرى الأليمة يعد رقصا على جراح وتشتت اليمنيين”.
وكتب الناشط حمزة السامعي على حسابه موقع “فيسبوك” أن “11 فبراير/شباط 2011 يوم النكبة الكبرى لليمن لأنها “دمرت ولم تبنِي، وقتلت ولم تصلح، وأجاعت ولم تشبع، وشتت ولم تجمع، وأرجعت البلاد للخلف 70 ألف عام”.
بعد فوات الأوان:
وأوضح أن اليمنيين أصبحوا يبحثون “عن بلد فيه فسحة من الحرية وكرامة وعن جمهورية وعن دولة وأمن واستقرار سقطت جميعها في 11 فبراير/شباط وتوجت بالانقلاب الحوثي”.
من جهته، قال الناشط اليمني مروان محمود لـ”العين الإخبارية”، إن “الشائعات كانت جزءا من طعنات إخوان اليمن التي تلقّفها المحتجون الغاضبون عبر وسائط الهواتف الحديثة وباركتها منظومات إعلامية وحقوقية وسياسية تُبشر بالشرق الأوسط الجديد واليمن الجديد”.
وأضاف أنه “بعد فوات الأوان أدرك اليمنيون أن الإخوان لم يكونوا سوى أداة لتنفيذ أجندة خارجية بعد أن فروا من (اليمن الجديد) الذي كانوا يبشرون به وكرهوا أن يترعرع فيه أطفالهم وذهبوا لإدارة ثرواتهم الخاصة خارج البلد”.
ركوب موجة ثورة فبراير:
مليشيات الحوثي، التي تعتبر أحد نتاجات فبراير، ما زالت تعيث في اليمن فسادًا، وتهدد اليمنيين ودول الجوار، بصواريخها الباليستية ومسيّراتها المفخخة.
كما وجدت إيران منفذًا رخوًا في اليمن لتغذية ربيبتها الحوثية، بعد أن تسبب ثورة فبراير/شباط بوصول المليشيات إلى صنعاء والسيطرة على مقاليد الأمور؛ نتيجة الحكومة المترهلة التي انتجها فبراير.
ورغم حرص النظام اليمني السابق على الخروج من المشهد بسلاسة، كما فعلت معظم الأنظمة التي اكتوت بنيران ما عُرف بـ”الربيع العربي”، إلا أن فبراير/شباط وجد من يركب موجته على حساب الأنقياء ممن خرجوا، كما وجد من يُجيّره لتحقيق مآربه وحساباته الضيقة.
مآلات فبراير:
سياسيون يمنيون، وحتى ممن شاركوا في فبراير، كانت لهم وجهات نظر مؤلمة تجاه مآلات فبراير.
فنسبة كبيرة من هؤلاء السياسيين يرون أن ما يطلق عليها “ثورة فبراير” اعتراها الكثير من “الأخطاء الكبيرة”، مؤكدين أن أبرز تلك الأخطاء هو السماح لـ”المتسلقين” بالسيطرة على وجهة فبراير وتغيير مساره.
لقد بدأت الثورة كـ”ثورة” ثم أزمة سياسية بفعل انتهازية الإخوان ومع صعودهم للحكم تحولت إلى “نكبة” ثم أصبحت “كارثة” هي الأسوأ عقب الانقلاب الحوثي.
رباعية تلخص مآلات الواقع اليمني منذ 11 فبراير 2011، يوم اندلاع فوضى ما يسمى بـ”الربيع العربي”، إذ فقد خلالها اليمنيون دولتهم، وضاعت أحلامهم وبات البلد في مهب الريح.
كانت الاحتجاجات الشبابية التي اندلعت في صنعاء وتمددت إلى تعز مدفوعة برياح التغير يمكن احتواؤها لكن دخول حزب الإصلاح الإخواني وقادته العسكريين على خط الأزمة عقّد حلها، حيث دفع بالشباب من السلم إلى العنف وأضفى الشرعية للحوثيين للتظاهر بعد أكثر من 6 حروب متتالية في معقلهم الأم صعدة.
نكبة وطن لا ثورة:
بات غالبية اليمنيين مدركين بعمق أن ذكرى فبراير لم تكن مناسبة لتصحيح الأخطاء، فهي بالطبع ذكرى للمرارة والألم على أرواح مئات الشباب وعلى بلد طحنته حرب الانقلاب الحوثي وتسببت له بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، كما تقول الأمم المتحدة.
ووصف الناشط السياسي عبدالسلام القيسي 11 فبراير بأنها “نكبة وطن لا ثورة”، لأن “الثورات تتسلح بالوعي وتصون الثوابت وتمنح الآمال للأجيال”.
وقال القيسي “إذا كانت كل هذه الدماء، والجماجم، والمنازل المهدمة وأرواح القتلى والدموع، للذين في السجون، وللجوعى، والمشردين، لم تدفن فبراير بعد فهناك خلل في الوعي الجمعي الذي يفتقد بوصلة ترشيده نحو الصواب”.
كما يفتقد “أولوياته في استعادة البلد الذي سقط، وسقطنا كلنا معه”، إشارة إلى أولويات المعركة مع مليشيات الحوثي التي تتطلب توحيد الصفوف واستعادة اليمن من براثن المشروع الإيراني.
وعدد الناشط السياسي والإعلامي الوجوه الصاعدة التي ركبت على تطلعات الشباب من قيادات الإخوان ثم جلبت لاحقا قيادات الموت الوحشية من صفوف مليشيات الحوثي من صعدة، معقلهم الأم، إلى صنعاء ثم إلى كل البلاد والمنطقة.
وأضاف: “الثوار الحقيقيون هم الذين اعتذروا وهم الذين تؤنبهم ضمائرهم، أولئك خرجوا وفشلوا، وقالوا إن الفشل في حفظ حقيقة الثورة هو جانب من قصورنا نحن”.