محافظ الضالع في حوار مع صحيفة "٤ مايو" : الضالع تقدم التضحيات وتحصد التهميش والتجاهل
4 مايو/ خاص
رغم الحرب المستمرة على الضالع،والمحاولات المستميتة من قبل مليشيات الحوثي لإسقاطها،ورغم الخراب والدمار الذي عانته المحافظة والتدمير الذي طال كل مقومات الحياة فيها،وتسبب في معاناة بالغة لسكانها الذين ضحوا بآلاف الشهداء،وأضعافهم من الجرحى إلا أن الضالع بدأت بالتعافي واستطاعت أن تنهض من بين أكوام الخراب متمسكة بحقها في الحياة بحرية وكرامة
صحيفة 4 مايو التقت بسيادة اللواء علي مقبل صالح محافظ الضالع وحاورته عن أوضاع المحافظة وكيف استطاع أن يخرج بها إلى بر الأمان رغم كل الصعوبات والعوائق.
حاوره/محمد الزبيري
*في البداية نرحب بك سيادة اللواء علي مقبل صالح محافظ الضالع يسعدنا أن تطل ضيفاً على صحيفة 4 مايو
**بداية نريد أن تحدثنا عن أوضاع الضالع بعد سنوات عدة من توليك قيادة المحافظة؟*
في البداية أحب أن اتقدم بالشكر والتقدير لكم ولصحيفة 4 مايو على لفتتكم تجاه الضالع واتاحة الفرصة لنا لشرح هموم وتطلعات أبناء المحافظة ونقل معاناة الضالع الذي دفعت وما تزال ثمناً باهضاً من دماء ابناءها،وبنيتها التحتية في سبيل التمسك بحقها في العيش بحرية وكرامة.
بالطبع عاشت الضالع سنوات صعبة وقاسية وتعرضت لحرب شرسة ومحاولات مستميتة لاجتياحها من قبل مليشيات الحوثي التي ما زالت حتى اللحظة تحاول اسقاط الضالع.
نحن دفعنا ثمناً باهضاً للأسف من دماء ابناءنا،وبنيتنا التحتية وقاومنا بشراسة،وقد كسبنا حريتنا وكرامتنا رغم الدمار الواسع وانهيار كل مقومات الحياة في المحافظة.
ورغم كل المعاناة والألم إلا أن الضالع بدأت بالتعافي والتعايش مع ظروف الحرب المستمرة واستطعنا أن ننهض من بين أكوام الخراب والدمار متمسكين بحقنا في الحياة وكلنا أمل أن تنال الضالع حقها،ويتم النظر بعين الاعتبار لحجم التضحيات التي قدمتها المحافظة وإنهاء مسلسل التجاهل والتهميش الذي عانته الضالع طوال العقود السابقة،رغم تغير الحكومات الذي اتفقت جميعها على معاقبة أبناء المحافظة واقصاءهم.
حصة الضالع من الكهرباء لا تكاد تذكر،ومشاريع المياة كلها مدمرة،التعليم يعيش وضعاً مزرياً،القطاع الصحي في وضع لا يحسدنا عليه أحد وسط تجاهل تام لكل الجهات المعنية رغم متابعتنا المستمرة لمختلف الجهات.
*توليتم قيادة الضالع وهي تعيش وضعاً امنياً واقتصادياً مزرياً،كيف نجحتم في تجنيب المحافظة من الإنزلاق نحو الفوضى والاقتتال رغم تعدد مراكز القوى،واختلاف الولاءات؟*
توليت قيادة المحافظة في ظل أوضاع حرجة وظروف بالغة الصعوبة،حيث سقطت الضالع في مستنقع الفوضى وانقطعت الخدمات بشكل كامل،وانهارت الأجهزة الأمنية لكننا عملنا منذ اللحظة الأولى على تشكيل اصطفاف يظم كل أبناء المحافظة،وتشاورنا مع كل القيادات والشخصيات الاجتماعية من أجل ايجاد حلول لاخراج الضالع من المستنقع التي سقطت فيه،وبتكاتف الجميع واستشعار كل مواطن ضالعي لخطورة الوضع الذي وصلت إليه المحافظة بدأنا بمواجهة المشاكل تدريجياً استطعنا أن نخرج بالضالع إلى بر الأمان رغم الكم الهائل من المشاكل التي لا تزال تعرقل جهودنا في تطبيع الحياة في المحافظة
*ما هي ابرز الانجازات التي تحققت لمحافظة الضالع منذ توليك قيادتها*
حققنا الكثير من الانجازات رغم المعوقات والصعوبات،وأهم الانجازات هي استعادة الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة في المحافظة،كما شهدت المحافظة تنفيذ العديد من المشاريع أهمها مشاريع سفلتة شوارع المحافظة وإستكمال سفلتة طرق مديريتي الأزارق وجحاف بعد سنوات من التعثر ،وكذلك توسيع نقيل الضالع الذي يشهد ازدحام كبير ويتسبب بعشرات الحوادث،وطريق الحصين الشعيب الذي تم صيانته وإعادة تجديده كلياً.
كذلك شهدت المحافظة تنفيذ مشروع مياه المدينة،والعديد من المشاريع الأخرى التي يجري تنفيذها ولا يتسع المجال لذكرها هنا.
*يشهد قطاع التعليم انهياراً كبيراً وآلاف المعلمين أصبحوا عاجزين عن إعالة اسرهم بعد أن اصبح راتب المعلم لا يساوي شيئاً..هل من حلول تنتشل الوضع التعليمي في الضالع من وضعه المأساوي،وتساعد المعلم على أداء رسالته*
الواقع المزري لقطاع التعليم في المحافظة أكبر من امكانياتنا المحدودة وفوق قدرتنا على ايجاد حلول للمشاكل المتراكمة الذي يعاني منها قطاع التعليم ليس في الضالع وحدها بل في كل المحافظات.
نحن نشعر بمعاناة المعلمين،وعجزهم عن توفير ابسط مستلزمات الحياة لإعالة أسرهم بسبب تدني قيمة العملة،بحيث اصبح راتب المعلم يساوي قيمة دبة زيت أو كيس قمح.
من جانبنا حاولنا مساعدة المعلمين بإضافة عشرين ألف ريال لكل معلم،ونحن نعرف أنها لا تساوي شيء لكن امكانياتنا معدومة وتفوق قدرتنا على انهاء معاناة المعلمين مع الأسف.
*بحكم أنك محافظ المحافظة ورئيساً للجنة الأمنية وقائداً لمحور الضالع..حدثنا عن الوضع الأمني في المحافظة*
بفضل الله وبتعاون كل المخلصين في الضالع تعيش المحافظة أوضاعاً آمنة ومستقرة،ويمارس الناس أعمالهم بأمان،عجلة النشاط التجاري عادت للدوران والمنظمات العاملة في المحافظة تمارس اعمالها بكل سلاسة،كما أعدنا فتح المحاكم والنيابات بعد توفير الحماية للقضاء،وخلاصة الكلام الضالع اليوم من أكثر المحافظات أمناً واستقراراً.
*تشهد المحافظة تحسناً في الجانب الأمني،رغم حصول بعض الاختلالات بين فترة وأخرى،هل تستطيع القول أن الأجهزة الأمنية أصبحت تحت قيادة موحدة تخضع لقيادتكم كمحافظ للضالع ورئيساً للجنة الأمنية*
نعم الأجهزة الأمنية موحدة،كل جهاز يقوم بواجبه،ويؤدي دوره في ترسيخ الأمن والاستقرار،وكل عمل لا بد أن تكون به جوانب قصور هذا أمر طبيعي يحدث في كل دول العالم فالكمال لله وحده.
*يقال أن الكثير من إيرادات المحافظة لا تورد لخزينة الدولة ويتحكم بها بعض المتنفذين في المكاتب الأيرادية…ما صحة هذا الأمر،ولماذا لم تتخذوا الإجراءات القانونية بحقهم*
بالفعل هناك بعض التجاوزات والإختلالات التي نعاني منها كنتيجة لظروف الحرب
لكننا أعددنا خطة للعام الجديد لمعالجة كل الاختلالات بمشاركة كل الدوائر الحكومية في المحافظة،وسنبدأ تفعيل مبدأ الثواب والعقاب في كل المؤسسات.
*لماذا توقفت حملة إزالة العشوائيات البسطات والأكشاك من شوارع المحافظة رغم التأييد الشعبي الواسع للخطوات التي قمتم بها في هذا الجانب*
الحملة لم تتوقف وانما انتيهنا من تنفيذ المرحلة الأولى حيث أزلنا العشوائيات والبسطات والأكشاك،وأنهينا البسط على الشوارع وعملنا على استرداد العديد من أراضي الدولة،ونحن عازمون على استكمال بسط النظام والقانون وانهاء كل مظاهر التعدي على مؤسسات الدولة.
*ماذا عن الوضع في جبهات القتال في المحافظة..*
ما تزال هجمات المليشيات الحوثية مستمرة على طوول جبهات القتال،حيث تواصل هذه المليشيات اختراق قرار وقف اطلاق النار،وتستمر في استهداف مواقعنا واطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على مختلف مناطق المحافظة،كما أن الطرق ما تزال مقطوعة ومعاناة المواطنين في مناطق التماس ما تزال مستمرة رغم كل المبادرات التي قدمناها لفتح الطرق تقديراً لمعاناة المواطنين،وقوبلت كل مبادراتنا بتعنت المليشيات الحوثية وأصرارها على تعذيب الناس ومصادرة حقهم في العيش بحرية وأمان.
*كيف هي علاقتكم بالمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة*
علاقتنا بالمجلس الانتقالي في المحافظة علاقة وثيقة وتكاملية،ونعمل لهدف واحد هو خدمة الضالع.
*تعرضت المعالم الأثرية والتاريخية في المحافظة للقصف والتخريب والنهب ..ومنها دار الحيد الرمز التاريخي للضالع ..لماذا لم يتم ترميمه قبل أن ينهار كلياً*
قلت لك سابقاً ليس لدينا أي امكانيات،والمحافظة لا تحصل على حقها من قبل الحكومة اسوة ببقية المحافظات.
نحن نتأمل خيراً في رئيس الوزراء الجديد،وكلما نطلبه أن تعطى الضالع حقها كغيرها من المحافظات،وأن تنظر الحكومة للمعالم الأثرية والتاريخية في المحافظة وانقاذها من الإنهيار عبر المسارعة بترميمها والمحافظة عليها كمعالم حضارية وأثرية للبلد بشكل عام.
*سيادة اللواء علي مقبل صالح محافظ الضالع لا يسعنا في ختام هذا الحوار إلا أن نشكرك على سعة صدرك وردودك على كل اسئلتنا بصدر رحب*
ولكم أيضاً كل الشكر والتقدير آملين أن يلفت حوارنا هذا نظر الجهات المعنية إلى أوضاع الضالع ومعاناتها المستمرة.