أحداث البحر الأحمر تبرهن حنكة القوات المسلحة الجنوبية
برهنت الأحداث الراهنة في البحر الأحمر، في ظل التهديدات التي تواصل المليشيات الحوثية الإرهابية إثارتها ضد الملاحة البحرية، التأكيد على صحة الموقف الجنوبي الذي لطالما حذر ولفت الأنظار إلى خطورة الدور السرطاني الإيراني في المنطقة من خلال علاقة إيران بالمليشيات الحوثية.
مراقبة الوضع الميداني وتحليل طبيعة العمليات التي تنفذها المليشيات الحوثية وحجم التهديدات التي تثيرها ضد أمن واستقرار المنطقة، كشف بالدليل القاطع أن إيران هي التي تحرك الممارسات العبثية للمليشيات الإرهابية.
الأمر لا يقتصر على مجرد تسليح ضخم تقدمه إيران للمليشيات الحوثية، لكن الأمر يتسع لأكثر من ذلك بالنظر إلى تواجد عناصر الحرس الثوري الإيراني داخل اليمن لتنسيق العمليات الحوثية وتقديم المعلومات الوافية بخصوص الاستهدافات التي تنفذها المليشيات.
الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية ورعاية مخطط تصدير الفوضى في المنطقة ليس وليد المرحلة الراهنة، ولعل الجنوب تضرّر ولا يزال يتضرر من جراء هذه المخططات الفوضوية التي بات من الواضح أن غاياتها تتمثل في ضرب الاستقرار بشكل كامل.
الرؤية الجنوبية كانت واضحة منذ اليوم الأول، وكانت تركز على حتمية قطع ذيول الإرهاب سواء عبر ملاحقة العناصر الإرهابية أو قطع الطريق عن عمليات التمويل والتسليح.
حقق الجنوب بفضل السياسات الحازمة والحكيمة لقياداته انتصارات كبيرة في الحرب على الإرهاب، ووضع حدًا لتمدد الأجندة الفارسية في المنطقة، بعدما استهدفت احتلال العاصمة عدن.
تجربة الجنوب الحازمة كانت إشارة واضحة بأن ملاحقة التنظيمات الإرهابية مثل المليشيات الحوثية والتيارات الداعمة لها سواء كانت رسمية أو تحت مظلة جهات رسمية، يتوجب التعامل معها بحزم شديد.
ولعل من الأسباب الرئيسية التي مكّنت المليشيات الحوثية من التلاعب بأمن الملاحة في الوقت الحالي، هو أن المجتمع الدولي غضّ الطرف لفترات طويلة عن مجابهة الإرهاب الحوثي، ما جعل الكثير من الأمور تخرج عن السيطرة.
المصدر