اخبار محليةالأمناء نت

غلوبال ريسيرش: هل هي حرب نهاية العالم..

غلوبال ريسيرش: هل هي حرب نهاية العالم..

(ترجمة: عبدالمنعم محمد بارويس)

 

غلوبال ريسيرش 
د. بول كرايغ روبرتس. 4 يونيو 2024

*
يبدو ان الوضع خطير وكل ما يفعله الغرب الأحمق هو اكثر حماقة واستفزازا ؛  ان من الأهمية بمكان أن يتراجع  نظام بايدن ويجلس على الفور مع بوتن لحل الصراع مثلما  جلسا  الرئيسان الروسي والامريكي آنذاك كينيدي وخروشوف  وحلا أزمة الصواريخ الكوبية. 
في حقيقة الامر  قام الغرب   بكل عمل استفزازي يزعم  انه لن يقوم به حيث أبقت الإنكارات الكاذبة أمل بوتن في إمكانية تقييد الصراع في دونباس؛  غير ان الهجوم على نظام الإنذار الروسي مكن بوتن من معرفة  الواقع عن قرب .
لقد أوضح بوتن أنه يريد حل مسألة أوكرانيا التي دفعها الغرب إلى الأزمة؛  غير ان السؤال المطروح : لماذا لا تريد واشنطن حلا  لهذه الازمة خطيرة؟!
الجدير بالذكر ان  وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح،  في  اجتماع الجمعية الثانية والثلاثين لمجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي ، المنعقدة في موسكو ، بتاريخ  18 أيار /مايو 2024،  الى   أنه بعد 20 عامًا من الرفض، أدركت الحكومة الروسية تدريجيًا أن شركائها الغربيين  هم في الواقع أعداء مصممون .
عاجلاً أم آجلاً، سيدرك لافروف وبوتن أن الشر الشيطاني الذي يصطف ضد روسيا لا يمكن التفاوض معه.
لقد حاول بوتن ولافروف التعامل مع هذا الشر دبلوماسياً،  حتى بعد أن تجاهل الغرب بأكمله جهود الحكومة الروسية خلال شهري كانون الأول / ديسمبر 2021 وكانون الثاني / يناير 2022 للتوصل إلى معاهدة دفاع مشترك، الا ان واشنطن غير مبالية بهذا الامر بل انها استخدمت  كل  الوسائل لتوسيع الصراع،  ولا تزال الحكومة الروسية  التي تسيء فهم خصمها تتدخل يشكل محدود وبطيء في أوكرانيا.
وتشير كل المؤشرات إلى أن الصراع أصبح مفتوحا على مصراعيه الآن؛ وفيما لو فشل بوتن في تحقيق الفوز الحاسم في الحرب قبل أن تمتلئ غرب أوكرانيا بجنود حلف شمال الأطلسي، فإن خيارات بوتن ستكون الاستسلام أو الحرب النووية.

لقد وضع الغرب بقاء العالم في أيدي ثلاث دول مصطنعة حيث إن كل المشاكل في العالم تدور حول هذه  الثلاث الدول المصطنعة: أوكرانيا، وتايوان، وإسرائيل.
كانت أوكرانيا جزءاً من روسيا لفترة أطول من وجود الولايات المتحدة،  فقد تأسست كدولة مستقلة في أوائل تسعينيات القرن العشرين على يد واشنطن بعد انهيار الحكومة السوفييتية واستبدال حكم الحزب الشيوعي بحكم الرئيس الروسي آنذاك يلتسين، الذي كان دمية في يد واشنطن،  وبالتالي فإن أوكرانيا دولة مصطنعة لا يتجاوز عمرها ثلاثين عاماً، ولم تكن موجودة من قبل كدولة مستقلة،  أما تايوان فهي جزيرة صغيرة قبالة سواحل الصين، وهي جزء من الصين يسكنها  أناس صينيون. وقد حاولت واشنطن اظهار هذه  الجزيرة الصغيرة  تايوان مثلها مثل  الصين، فقامت بالاعتراف بها  في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
بيد ان  الرئيس  الأمريكي السابق نيكسون كان  على دراية اكثر بالامور؛ حيث أيد إزالة تايوان واعادتها الى الأراضي الصينية، وكان نيكسون هو من وضع  اسس  السياسة الامؤيكسة  للتعامل مع  الصين التي كانت سياسة  المتبعة للولايات المتحدة حتى وصول بايدن إلى السلطة، وكانت إسرائيل من صنع الحكومة البريطانية الغبية والفاسدة، أو ربما بشكل أكثر دقة من صنع الصهاينة المتعصبين الذين طردوا عددًا لا يحصى من الفلسطينيين العزل من مدنهم وقراهم حيث  وُلدت أجيال من الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين الواقعة في الأردن ولبنان.
إن الإبادة الجماعية لفلسطين كشعب ودولة مستمرة منذ عام 1947، ولم يتم فعل أي شيء حيالها. لقد نجحت إسرائيل في الإفلات من العقاب باستخدام ورقة الهولوكوست لكسب التعاطف مع وضعها كضحية ودفع مساهمات للسياسيين الغربيين في الحملات الانتخابية لدعم أجندتها.
حاليا ضع في الاعتبار حقيقة مفادها أن هذه الدول الثلاث المصطنعة والتي تفتقر تمامًا إلى  الواقع قادرة على إطلاق العنان لكارثة نووية؛ حيث  تستطيع أوكرانيا أن تفعل ذلك من خلال الاستمرار في استخدام الصواريخ طويلة المدى التي تزودها بها الدول الغربية لمهاجمة نظام الإنذار المبكر الروسي ، كما يمكن لتايوان أن تفعل ذلك الامر من خلال القبول باحتلال الجنود الأميركيين واستيراد مزيد من شحنات الصواريخ الأميركية، وكذلك يمكن ان تفعل ذات الفعل    اسرائيل   من خلال جعل نظام بايدن الذي تم شراؤه ودفع ثمنه يوافق على هجوم إسرائيل على إيران.
السؤال الذي يطرح نفسه الان هو : إذا كانت الولايات المتحدة في حقيقة الامر  قوة عظمى، وإذا كان الغرب ككل يشكل قوة عظمى ضخمة، فكيف يمكن لثلاث دول مصطنعة أن يكون لها نفس التأثير؟ّ!
*مترجم وكاتب صحفي جامعة عدن 
Email: [email protected]



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى