اخبار محليةصحيفة المرصد

بعد الضربة الأمريكية والتهديد البريطاني.. هل يتراجع الحوثيون؟

أرجع مراقبون سياسيون وعسكريون يمنيون، أسباب استمرار عنجهية ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر، التي قادت إلى توجيه الولايات المتحدة، ضربة لعدد من قواته البحرية، مع تلويح بريطانيا بتوجيه ضربة مماثلة، إلى “أطماع ومصالح ذاتية، يريد من خلالها تحقيق مكاسب شخصية”.

وقال المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية علي الذهب، “إن الضربة الأمريكية، جاءت في سياق التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، بناءً على ما يُدّعى أنه “نصرة غزة”. لكن في حقيقة الأمر الموضوع أكبر من ذلك، وأوسع غاية مما يدعيه الحوثي”.

وأفاد الذهب، خلال حديثه لـ”إرم نيوز”: “فضلاً عن محاولته التسلّق على القضية الفلسطينية، وتحقيق مكاسب ذاتية، فإنه يسعى بشكل حثيث للإضرار بمصالح الدول”.

وأوضح الذهب، ” يقوم الحوثي حالياً بالترتيبات وتهيئة الأجواء من أجل التسوية السياسية، والتي يُراد توقيع الأطراف عليها، وتوجد لدى الحوثيين الكثير من الاشتراطات، فيحاول من خلال ممارساته تلك الإضرار بمصالح الدول، وخلق حالة الضغط على الدول الكبرى، بُغية إملاء أهدافه، وفرض إرادته، في سبيل تحقيق ما يريد، وما يطرحه من شروط”.

ويواصل الذهب، حديثه: “كما أنه يحاول من جانب آخر، أن يُحمّل الحكومة المعترف بها دولياً، كثيرًا من الأعباء، لأنها ما زالت تتحفظ على بعض شروط الهدنة أو توقيعها، لا سيما فيما يخص صرف المرتبات، وعلى أي أساس ستصرف، ووفق أي كشوفات، وعن الكيفية والآلية التي سيتم اتخاذها لعملية الصرف”.

ويتوقع الخبير الإستراتيجي اليمني، عدم توسع رقعة التوتر وحالة التصعيد في البحر الأحمر عقب الضربة الأمريكية إلى أبعد من ذلك، ولن يتعدى الأمر في حال تطوره سوى استهداف مواقع تمركز الحوثيين القتالية، حيث قال: “أعتقد أن الولايات المتحدة، ستستمر في الوضع الدفاعي الوقائي عبر السفن الحربية التي سترافق السفن التجارية، وذلك على غرار ما كان التعامل عليه في عمليات القرصنة التي جرت في فترات سابقة، وإذا تطور الأمر، فإنه سيكون هناك استهداف لمعاقل أو مرابط إطلاق هذه النيران أو الزوارق”.

واستدرك الذهب: “الأمر قد يتوسع أكثر إذا حاول الحوثي الرد على ما حصل له بشيء من العنف، والذي قد يطال حركة اتجاهه”، مستبعداً: “توجيهه أي ضربة للسفن والبوارج الأمريكية الحربية، وسيكتفي فقط بضرب السفن التجارية، بشكل مباشر”.

وفيما يتعلق بالخارطة السياسية، وإعلان المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، الأسبوع الماضي، تعهد الأطراف اليمنية، الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار، والعمل في الوقت الراهن على توقيع اتفاقية تؤسس لمرحلة ما بعد الحرب، ومدى تأثير التطورات الأخيرة في البحر الأحمر عليها.

يقول علي الذهب: “التسوية السياسية ماضية، ولكنه -يقصد الحوثي- يريد تحقيق المزيد من المكاسب، أعتقد أن تؤجل قليلاً خاصة إذا صعّد في الأمر، هو يرى نفسه الآن أنه قد دفع الثمن من خلال مقتل جنوده العشرة على خلفية الضربة الأمريكية، وسيحتاج لهذا الثمن، لتعزيز موقفه وتقوية شروطه، بحيث يحقق جميع شروطه السابقة”.

من جانبه، أكد وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية أسامة الشرمي، على أن: “السلام هو فكرة تحتاج الى نوايا صادقة، وإلى جدية، وميليشيا الحوثي من خلال ممارساتها الآن في البحر الأحمر، يبدو بأنها لن تنزع نحو السلام ولا تريده، ولا تفكر في مصالح اليمن”.

وأضاف الشرمي لـ”إرم نيوز”: “وبالتالي أعتقد بأن أي ممارسات إرهابية حوثية، ستجلب الدمار إلى بلادنا، وهي خروج صارخ عن ما تم التفاهم حوله، سواء مع الوساطة العُمانية السعودية، أو مع المبعوث الأممي، أو مع المجتمع الدولي”.

وأفاد الشرمي: “كما أنها ما زالت تحاول تنفيذ أجنداتها، من خلال تكرار محاولاتها لجرّ المنطقة وتحديداً البحر الأحمر، إلى مزيد من التصعيد، وهذا يبدو واضحاً في تصرفاتها وممارساتها الإرهابية، تجاه التجارة الدولية”.

وشدّد المسؤول اليمني، مُحذّراً: “هذا ما يدفعنا للتحذير، من أن ما تقوم به هذه الميليشيات، بالإمكان أن يكون له انعكاسات سلبية، بل وكارثية، سواء على المجتمع اليمني من ناحية، وكذلك على التجارة الدولية والأمن الدولي، من ناحية أخرى”.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى