الجنوب يخوض معركة مفتوحة مع قوى الإرهاب (تقرير )
يتعرض الجنوب لحرب شاملة تتقاسم أدوارها التنظيمات الإرهابية مع مليشيات الحوثي وجماعة الإخوان بشكل علني وواضح للجميع، اعترافات واضحة وضمنية بتقاسم الأدوار بين تلك القوى تحت مسميات و يافطات مختلفة وعدة توجه سهامها نحو استهداف الجنوب وقياداته وقواته المسلحة وقضيته العادلة وبتواطؤ من شركاء المرحلة، وفي ضوء المعلومات بشان التنسيق بين جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الهجمات ضد القوات الجنوبية الأمنية والعسكرية واستهداف السفن التجارية في ممرات الملاحة يتكشف عمالة التنظيمات كوكلاء لإيران في المنطقة خدمة لأجنداتها ومخططاتها.
“معركة القوات الجنوبية مع الإرهاب مستمرة”
وتتجه معركة القوات الجنوبية ضد تنظيم القاعدة والحوثيين نحو مزيد من المواجهة، لم يستبعد خبراء ومحللون تنسيق الجماعتين لتوجيه عمليات إرهابية وأخرى انتحارية ضد رجال الأمن والمدنيين في العاصمة عدن وأبين وشبوة على وجه التحديد، ولفتوا ان كثير من الوقائع أثبتت تحالف الحوثيين مع عناصر القاعدة كما ان كثير من عمليات التفجير الاغتيالات حملت بصمات التنظيمين الإرهابيين، وأشار مختصون في شؤون الإرهاب ان تحالف مليشيات الحوثي والقاعدة خلال السنوات الأخيرة ظهر من خلال أشكال الدعم المقدم والذي تنوع بالمال والصواريخ والطائرات المسيرة ومناطق إيواء وتنفيذ العمليات الإرهابية من خلال الزج بالخلايا المشتركة.
وبحسب مراقبين، فان خارطة التفاعلات بين القاعدة والحوثيين أظهرت حجم تأثير إيران على التنظيم والتي جاءت بناء على توجيهات من زعيم القاعدة سيف العدل الذي يقيم في طهران والذي قيل فيه انه يؤسس لحقبة جديدة من سلوك التنظيم من خلال اقتسام اللعب مع المليشيات الإيرانية على ورقة المستجدات بالمنطقة وعلى الساحتين الدولية والإقليمية، ووفق اللواء علي العولقي فان إيران قدمت كل أوجه الدعم والمساندة لمليشيات الحوثي لتخوض المعارك نيابة عنها، وأصبحت احد الأذرع المهمة في اليمن متضامنة مع الفروع الأخرى في سوريا ولبنان، واصبحت إيران لا تريد ان تدخل المعركة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتضحي بالأذرع العربية بالخوض المعركة نيابة عنها وهذا أقل كلفة بالنسبة لإيران، وهو الأقل كلفة لمواجهة إيران مباشرة وتصبح إيران لقمة سهلة”.
“تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية “
ودخل قرار إدخال مليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب الدولي حسب التصنيف الأمريكي حيز التنفيذ وسط تساؤلات عديدة عما يمكن ان يغير هذا القرار واقع الصراع على الأرض لاسيما في ظل استمرار المليشيات بشن هجماتها في الداخل وعلى مستوى الإقليم، وراء خبراء عسكريون وسياسيون بان تفعيل القرار لن يكون له تأثيرات الواسعة في ظل عدم التصنيف من المجتمع الدولي بشكل عام ناهيك على ان القرار لم يشير إلى اتخاذ أي إجراءات سياسية ولا عسكرية ولا اقتصادية ملموسة على الأرض من شانها ان تؤثر بشكل مباشر على المليشيات وتحد من أنشطة الجماعة وانتهاكاتها الإرهابية في المنطقة، ويتساءل المراقبون، عما إذا كانت واشنطن ستسعى إلى اتخاذ إجراءات أخرى إلى جانب شن الضربات لاستهداف مواقع الحوثي التي تشكل خطرا على الملاحة في البحر الأحمر ومحاولة تدوير القرار بحيث يتم فرض عقوبات تؤدي إلى الضغط على المليشيات للقبول بعملية السلام وإيقاف أنشطتها الإرهابية ام ان الوضع سيتمر على الوتيرة والازدواجية ففي التعامل مع الجماعة من قبل المجتمع الدولي.
“الإرهاب يكثف جرائمه واعتداءاته على المواطنين بالجنوب”
واصلت قوى الإرهاب نشاطها المشبوه في محافظات الجنوب في محاولة لإثبات حضورها، ضمن مخطط مشبوه يتضمن العمل على استهداف أمن الجنوب.
وضمن مؤامرة يشارك فيها تنظيم الإخوان الإهابي، يُكثف تنظيم القاعدة من جرائمه واعتداءاته على المواطنين الجنوبيين ردا على الخسائر التي تتلقاها هذه التيارات أمام الجنوب.
حدث ذلك في محافظة شبوة، حيث اختطفت عناصر مسلحة يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة، مواطنين من أبناء محافظة شبوة عند مرورهما في الطريق بين وادي خورة بمحافظة شبوة ومحافظة البيضاء.
وأقدمت العناصر المسلحة على اختطاف الشقيقين محمد وعبد الحميد مبارك عريق الديولي وتم اقتيادهما إلى مكان مجهول.
يذكر أن أجزاء من مناطق وادي خورة تنتشر فيها عناصر تنظيم القاعدة وتتخذها مأوى لها.
جرائم قوى الإرهاب ضد الجنوبيين تمثل محاولة مشبوهة للنيل من أمن الجنوب واستقراره، ومعاقبة شعبه على النجاحات التي حققها الجنوب عسكريا.
وتحمل هذه الجرائم التي ترتكبها قوى الإرهاب ضد الجنوب أبعادا طائفية مناطقية ضد الجنوب، في مسعى لإيصال رسالة بأن الجنوب غير آمن.
ومع استمرار وتيرة هذه الجرائم والاعتداءات، فقد أثبت الجنوبيون أن هذه الاعتداءات لم تنل من عزيمتهم في مكافحة الإرهاب، باعتبار أن هذه الخطوة جزء من مسار استعادة الدولة.
“التهديدات الحوثية في البحر الاحمر .. إرهاب يعصف بالإنسانية “
جذب قرار تصنيف المليشيات الحوثية كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة، الأنظار باعتباره خطوة تدفع نحو تكثيف الضغوط على هذه الذراع الإيرانية.
الخطوة الأمريكية جاءت في ظل ما تثيره المليشيات الإرهابية من تهديدات خطيرة لمنظومة الأمن والاستقرار لا سيما في ظل اعتداءاتها على أمن الملاحة البحرية.
صحيح أن الخطوة الأمريكية تبعث بإشارة عنوانها النفور والغضب من إرهاب المليشيات الحوثية الذي يُشعل حربا عبثية منذ نحو عشر سنوات وخلف أزمة إنسانية عاصفة.
غير أنه في الوقت نفسه، لا يمكن الارتكان على الرسالة السياسية التي تبعث بها الخطوة الأمريكية لا سيما أن المليشيات الحوثية اعتادت أن تثير الإرهاب بوتيرة متفاقمة.
التوصل إلى نتائج قوية وفعالة من خلال خطوة تصنيف المليشيات الحوثية تنظيما إرهابيا يتطلب أن يترافق مع هذه الخطوة اتخاذ إجراءات ضاغطة على المليشيات الإرهابية.
مجابهة الإرهاب الحوثي يتطلب ويستلزم اتخاذ إجراءات عملية على الأرض، سواء على الصعيد العسكري أو المالي لتجفيف قدرات المليشيات على صناعة الإرهاب.
الضغط العسكري على المليشيات الحوثية يدفع نحو حتمية تعزيز التعاون والتنسيق مع الجنوب باعتباره الأكثر قدرة على التصدي للإرهاب الحوثي استنادا إلى التجربة المضيئة التي اتضحت خلال الفترة الماضية.
في حين أن التساهل عن مجابهة الإرهاب الحوثي يفتح شهية المليشيات لتصعيد إرهابها لا سيما أن هذا الإرهاب يستهدف الجنوب في المقام الأول سعيًّا للنيل من أمنه والسطو على حق شعبه في استعادة دولته.
وهذا الاستهداف من شأنه أن يثير سيناريو واسع النطاق من الفوضى الشاملة، وهو سيناريو لم يعد مستبعدًا إذا ما جرى التساهل في مجابهة الإرهاب الحوثي.