المقالات

ما جدوى الضربات الجوية الأمريكية على الحوثيين ؟

٢٣ ألف غارة جوية نفذتها السعودية طيلة فترة الحرب على الحوثيين، لم تضعفهم، فكيف يمكن أن نثق بأن الضربات الإمريكية الحالية يمكن أن تحقق ماعجزت عنه السعودية.

سؤال السناتور ميرفي موجهاً كلامه لتيم ليندر كينج المبعوث الإمريكي إلى اليمن، في جلسة إستماع للكونجرس.

سؤال يعكس حالة من القلق وعدم اليقين، بجدوى هذه الضربات الجوية، وإستحالة أن تحقق ما لم تنجزه سنوات طويلة من الحرب الجوية السعودية ضد الحوثي.
ليندر كينج إعترف في ردوده أن من يدير عمليات الحوثي في اليمن ،هم الخبراء الإيرانيون وخبراء حزب الله ، ليس بتقديم السلاح وحسب بل وإدارة كل المجهود الحربي من داخل الأراضي اليمنية وليس فقط من خارجها .

الإعتراف بحد ذاته على شقي النقاش بين ميرفي وليندركينج ، يدفع الأمور إلى الإستنتاج ، بعدم جدية الإدارة الديمقراطية في عامها الإنتخابي القلق ، في خوض معركة حقيقية ضد ترسانة السلاح الإيراني في اليمن، وكف يد الحوثي عن تهديد الملاحة التجارية الدولية، والإبقاء على السقف المنخفض للتصعيد: الحوثي يحوم بصوريخه خارج دائرة الأساطيل الإمريكية ، والطيران الأمريكي بالكاد يلامس معقل القوة الحوثية وبنيته التحتية العسكرية ،دون أن يذهب إلى العمق حيث تمركزات مخازن السلاح ، في عديد من معاقل الحوثي ، على خارطة مترامية تدركها الإستخبارات الإمريكية، هذا مع عدم مس قياداته المؤثرة .

السناتور ميرفي وهو يسخر من الطلعات الأمريكية ،ويشير إلى أنها تعيد ضرب ماتم ضربه سعودياً لسنوات، يرفع الستار عن لغط هامس حول عدم جدية الولايات المتحدة، في التعامل مع الحوثي كخطر مميت ، ومنحه هامش واسع للإبقاء على قواته في حالة من جهوزية القوة ، لحسابات تتصل بحاجة واشنطن للحوثي عند مستوى ما ، لخدمة القراءات الأمريكية للمنطقة ، من عسكرة البحار والمضائق الدولية إلى حقول النفط وتجارة السلاح.
بهذا المعنى سيبقى الحوثي حاجة إمريكية.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى