المقالات

من يستحق السجن ناهبي المال العام وليس المعلم يامحافظ حضرموت ..!

ما تعرض له مدير تربية القطن الأستاذ القدير محمد باحشوان من قبل رأس السلطة في حضرموت مبخوت بن ماضي ،الذي كان من المفروض عليه ان يتعامل معه بطيبة واحترام وتقدير ،نظير جهود الجبارة التي يقوم بها من أجل استمرار العملية التعليمية رغم المعاناة الكبيرة التي يعيشها المعلم الذي هضمت حقوقه ،ولم يلتفت إليه أحد لا من سلطة محلية ولا حكومة ولا مجلس قيادة رئاسي ،بدل أن يضع المحافظ مبخوت باحشوان بجانبه، ويشيد بمواقفه الشجاعة مع زملائه المعلمين الذين اعلنوا الإضراب المفتوح بعد ان رفضت الجهات المسئولة الإستجابة لمطالبهم المشروعة ،قام بطرده من اجتماعي المكتب التنفيذي بالقطن، وقاله بالحرف الواحد وبالفم المليان وامام الجميع أنت مكانك السجن ،لانك حرضت المعلمين على الإضراب .

بالله عليكم ياعالم أي تصرف هذا من قبل المحافظ ! وهو يتعامل مع معلم قدير وتربوي نزيه ومعروف، تخرج على يديه آلاف الطلاب بهذه التصرف الذي انتقده كل أبناء حضرموت الذين اعلنوا تضامنهم الكامل مع مدير مكتب التربية بمديرية القطن محمد باحشوان ،كان الأولى على محافظنا أن يكرمه على جهود الجبارة التي بذلها طيلة عمله في مجال التدريس ،لا أن يتعرض للإهانه أمام الحاضرين ،والله جريمة في حق المعلم الذي لا يستطيع ان يوفر لقمة عيشة بما يتقاضاه من الراتب الفتات ،ويأتي من فشل في توفير الخدمات للناس ،والذي فشل في توقيف ايرادات بلاده وعجز عن دعم المعلمين المضربين أو الجلوس معهم لتلمس همومهم ،جاء مسرعا إلى القطن ليصب جام غضبه على باحشوان مدير تربية القطن ،كان هنجمتك قلتها لقيادة العسكرية الاولى التي تعبث بوادي حضرموت ،او انك أتخذت قرار شجاع مثل ما فعل ابن الوزير محافظ شبوة الذي أصدر قرارا تاريخيا ،بفصل شبوة عسكريا عن المنطقة الثالثة بمأرب اليمنية.

من يستحق السجن من ينهب المال العام من يستحق السجن من غارق في الفساد حتى اذنيه من مسئولين قابضين على مؤسسات الدولة ،بلا حسيب ولا رقيب ،من يستحق السجن من فشل في ادارة شئون البلاد ،من يستحق السجن من يؤخر رواتب الموظفين الذين لا حول لهم ولا قوة ،من يستحق السجن من يصرف الملايين من الريال في وجبة غذاء واحدة أو تخزينة قات له وحاشيته من أصحاب البطون الكبيرة التي لا تشبع ،من يستحق السجن من اذل المعلم الذي سلبت حقوقه ومسئولينا يستعرضون بالصور ويفتتحون المشاريع الوهمية المصعوبة بالكلام المعسول ،أما المعلم الذي قضى عمره في خدمة الموطن وأهله ،في سبيل الإرتقاء بالمجتمع والنهوض به أن يكافأ ويكرم نظير ما قدم من جهود عظيمة ،لكن في هذا الزمن الغريب ، أصبح يحارب فيه المخلصين والأوفياء ،ويكرم اللصوص، والفاشلين بالمناصب الكبيرة ،اي زمان هذا حل علينا ..! فيه المعلم صانع الأجيال يهان ويذل ،الله يرحم أيام زمان عندما كنا في دولة الجنوب السابقة ،وكان المعلم يحظى بمكانة كبيرة وله تقدير واحترام وتعطى حقوقه كاملة.

لو كان محافظنا يعلم بما يعانيه المعلم الغلبان ،لما قام بهذا التصرف مع مدير تربية القطن ،لكن أعتقد أن المسئولية تجعل أحيانا الانسان يستعلي على المواطن الغلبان ،ويتعامل معه بإستخفاف ،يا هؤلاء اعلموا أن المناصب زائلة ،ولو دامت لغيرك ما وصلت اليك ،ونحن اليوم في حضرموت بحاجة إلى أن تتخذ السلطة المحلية موقف شجاع وقوي في الوقوف مع المعلمين وتقديم لهم حوافز مالية من أجل رفع ولو جزء من المعاناة الثقيلة الواقعة على كاهل المعلمين الذي هم اليوم في وضع سيء للغاية ،بحاجة إلى من يزيح عن كاهلهم هذا الغبن ،لا من يزيد عليهم الهموم أكثر مما هم فيه ،اما السجن فهو لمن يعبثن بحياة المواطن ،وناهبي المال العام ،وليس للمعلم الغلبان الذي يكابد الجوع والفقر من أجل توفير ولو كسرة خبز لأولاده…!

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى