المقالات

شهادة .. رجال عرفتهم : الإعلامي الجنوبي المخضرم والبروفسور الجامعي محمد عبدالهادي

رجال عرفتهم : الإعلامي الجنوبي المخضرم والبروفسور الجامعي محمد عبدالهادي.

ولعلني قبل التناول بالسرد وتقييم العلاقة القوية التي كانت و لا تزال تربطني به، والتي تبلورت بل و تعززت حينما قمنا معا كفريق إعلامي متماسك في نقل وقائع تلك ألحرب المشؤومة (1994) من المواقع الأمامية في عدن و المناطق المحيطة بها، ناهيك عن دوره البارز في تربية أجيال من الطلاب الجامعيين، رغم ظروف الحروب و المآسي المستمرة في المحافظات الجنوبية ، إذ كان و لا يزال البروفسور محمد عبد الهادي في أوج عطائه الأكاديمي في مجال الإعلام باختلاف مناحيه

أود إذن طرح تساؤل لا يزال يراودني : لماذا لا تهتم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالكفاءات الجنوبية الزاخرة بالتجربة و الوطنية الصادقة في مجالات متعددة لكي تعطي الزخم الذي تحتاجه المرحلة الحالية بتعقيداتها و أهميتها القصوى في بناء أسس قانونية و دستورية و إعلام متطور للدولة الجنوبية المرتقبة، و تقتصر فقط على الشباب الطموح الذي تنقصه التجربة

لقد شاءت الظروف أن أشكل مع الإعلامي الأستاذ محمد عبد الهادي فريقا ثنائيا لتغطية المعارك داخل عدن و في محيطها من المواقع الأمامية ، كما أنني لمست فيه معرفة دقيقة و إلماما بتاريخ شطري اليمن و قدرته على التحليل الموضوعي المقرون بالمعطيات الجيوسياسية و العسكرية إضافة إلى الأسباب وراء فرض الوحدة عسكريا على الجنوب من قبل نظام الرئيس علي عبد الله صالح …إذا أذكر بإيجاز بعض المحطات لتلك الـحرب التي قمنا معا بتغطيتها و التي لا تزال تداعياتها السلبية تخيم على المحافظات الجنوبية الستة
– قاعدة القوات البحرية في منطقة التواهي بعدن /جبهة دوفس في محافظة أبين. /الحريق الضخم لخزانات مصافي عدن النفطية في مدينة البريقة.نتيجة قصف الطيران الحربي الشمالي للمصفاة. / جبهة لحج والعند. / جبهة الساحل كهبوب. وغيرها من المواقع داخل عدن وحولها … كما شاءت الظروف ان أنتقل إلى ساحل حضرموت للاستمرار في التغطية و استمر الأستاذعبد الهادي في تزويد محطة ام بي سي بمجريات المعارك إلى حدود سقوط عدن.
غادرت المكلا مرغما وًمرهقا و لكن الأستاذ عبد الهادي ظل في عدن، في الوقت الذي سيطرت فيه القوات الشمالية على المنافد البرية والبحرية والجوية… فتعرض لكثير من التهديد والوعيد من قبل وزير الاعلام اللوزي . و اتهامه إخفاء الاجهزة والمعدات الفنية التي استخدمها خلال التغطية، ثم توقيفه عن العمل و قطع راتبه…
في ظل سيطرة القوات الشمالية على جميع منافذ عدن ،اتصل بي الأستاذ عبد العال ليخبرني أنه محاصر في بيته ، مما حذى بي ان اتصل بالسيد عبد الرحمان الجفري لتدبير خروجه من عدن كما قامت قيادات جنوبية أخرى بنفس المسعى، وفعلا تم ترتيب امر مغادرته لعدن متوجها إلى القاهرة التي مكث فيها حتى عام 2002 وخاصة بعد توقيع اتفاقية الحدود بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية عام 2000 وبداية تخفيض الدعم التدريجي لجبهة موج

بعد عودته الى عدن واجه صعوبات للعودة الى الجامعة وًمن ضمنها تعنت ورفض رئيس الجامعة انذاك د. عبدالكريم راصع وبعد تدخل رئيس الوزراء باجمال وعدد من الخيرين تم ترتيب وضعه من جديد في كلية الاداب قسم الاعلام جامعة عدن

عاش الإعلامي المخضرم الأستاذ محمد عبد الهادي معانات و تهدبدا مستمرا ، لولا مغادرته لعدن لتم إيداعه السجن . غير أنه ظل متشبتا بمبادئه و بانتمائه العضوي و الوطني للجنوب

و ليس هناك ادنى شك أنه إعلامي متكامل و نموذج يحتذى به في مجال الإعلام إبتداءا بالصحافة المكتوبة و مرورا بالإعلام السمعي البصري و نهاية بالإعلام الرقمي . كسب تجربة في غاية الأهمية و قام بتربية أجيال من الطلاب و تكوينهم و الإشراف على أبحاثهم

تبوأ منصب عميد كلية الأداب حتى يوليو 2016. نائب عميد كلية الأداب للدراسات العليا والبحث العلمي. رئيس تحرير مجلة حولية الأداب العلمية المحكمة. أما حاليا
فهو نائب عميد كلية الاعلام للشئون الأكاديمية. عضو المجلس الأكاديمي الاعلى لجامعة عدن. عضو اللجنة العليا للمناهج لجامعة عدن .
نشر اكثر من 25 بحث علمي محكم في مجلات علمية محكمة داخليا وخارجيا. كما نشر كتابين دراسيين اكاديميين . ناهيك عن مشاركته في عدد من المؤتمرات الإقليمية و الدولية ، و الاشراف المباشر على المئات من مشاريع التخرج لطلاب الاعلام تخصص إذاعة وتلفزيون. و كذلك على عشرات الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير و الدكتوراة

و قد أجزم أن البروفسور عبد الهادي كسب تجربة رائدة في الصحافة المكتوبة و السمعي البصري إضافة إلى الإعلام الرقمي تجعل منه أحد الكفاءات الجنوبية البارزة في مجال تخصصه


المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى