الدعم الإماراتي للجنوب.. أياد بيضاء وبصمات خالدة
من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى المشاريع الإستراتيجية في مجالات التعليم والصحة والمياه والكهرباء وصولاً للجانب العسكري والأمني ستجد بصمات دولة الإمارات العربية المتحدة واضحة وجلية.
سياسة تتجسد على أرض الواقع في مختلف مدن الجنوب عبر مشاريع تنموية وإنسانية في مختلف قطاعات الصحة والتعليم والأمن والمياه والبنية التحتية والاقتصاد تسجل عبرها دولة الإمارات بصمات خالدة وأياد بيضاء ومواقف أخوية صادقة تجاه شعب شقيق انهكته الحروب والدمار وعدوان الاحتلال اليمني ومليشيات الحوثي.
في هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على بعض ما قدمته الإمارات العربية المتحدة لشعب الجنوب اعترافاً من شعبنا بجميل من وقفوا إلى جانبه وساندوه في أحلك الأوقات وأقسى الظروف، ولتبقى هذه المشاريع الإنسانية والتنموية شاهدة على الوجه الإنساني لإمارات الخير قيادة وشعباً.
*عاصفة الحزم والمشاركة الميدانية*
منذ إعلان انطلاق عملية عاصفة الحزم ودخول الإمارات العربية المتحدة كشريك في التحالف العربي لدعم الشرعية، كان الدور الإماراتي هو الأبرز وكان لها اليد الطولى في تحرير العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة بعد أن قامت بإنزال ميداني للجيش الإماراتي ومعداته العسكرية ليكون الجيش الوحيد الذي شارك ميدانياً بجنوده وأسلحته في معارك تحرير عدن وكان لوجوده الأثر الكبير في هزيمة المليشيات الحوثية وطردها من عدن ولحج وأبين مقدماً في سبيل ذلك عدد من الشهداء والجرحى الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الجنوب وجسدوا بتضحياتهم اللحمة العربية والمصير الواحد.
بالتزامن مع عمليات التحرير حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على تأمين المناطق المحررة وعدم تركها فريسة للتنظيمات الإرهابية فساهمت بسخاء كبير في تمويل عملية بناء الأجهزة الأمنية وتسليحها وتدريبها ودفع رواتبها، وتوفير كل اشكال الدعم اللازم لتأدية مهامها في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة التنظيمات الإرهابية.
يقول الصحافي وائل محمود,, أن ما نعيشه اليوم من أوضاع آمنة ومستقرة لم يكن ليتحقق لولا الوقفة التاريخية للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانبنا وتوفيرهم كل اشكال الدعم اللازم لبناء قوات الأمن في الجنوب.
وأضاف وائل,, ما فعلته الإمارات سيبقى ديناً في أعناقنا كجنوبيين، لن ننسى جميلهم ما حيينا، ونتطلع لذلك اليوم الذي نرد فيه ولو شيء من الجميل لإخوتنا في الإمارات,,
*في الجانب الإنساني والتنموي*
في كل محافظات الجنوب وحيث ما اتجهت ستجد بصمات الإمارات حاضرة امامك تحكي قصة عطاء دولة لم يطلق عليها لقب إمارات الخير من فراغ.
فبمجرد تحرير الجنوب انطلقت ايادي الإمارات البيضاء لتعيد إعمار ما خلفته آلة الموت والدمار الحوثية،وتنشر الأمل والسلام والتسامح.
*في القطاع الصحي*
كان للقطاع الصحي أولوية في الدعم المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة فعملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على وضع خطط شاملة لضمان عودة القطاع الصحي للعمل في أسرع وقت بعد أن تعرض للتدمير شبه الكامل.
عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على ترميم المستشفيات والمراكز الصحية وتوفير الأدوية والمعدات الطبية وتوفير الكادر الطبي المؤهل وخلال فترة زمنية وجيزة عادت أغلب المنشآت الطبية للعمل بكفاءة وقدرة أكبر من فترة ما قبل الحرب.
المناطق الريفية والتي لا تتواجد فيها المراكز الطبية عملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تسيير عيادات طبية متنقلة إلى هذه المناطق لتساهم في تخفيف آلام المرضى في القرى النائية والتي لم يصل إليها أحد من قبل،حتى امتدت إليها يد إمارات الخير والسلام.
*المساعدات الإنسانية في مجال المياه*
عملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تنفيذ مئات المشاريع لتوفير المياه الصالحة للشرب في مناطق ذات كثافة سكانية عالية وتعاني من شحة المياه.
قام الهلال الأحمر الإماراتي بتمويل مشاريع حفر مئات الآبار الارتوازية، وتزويدها بوسائل الضخ التي تعتمد على الطاقة الشمسية ليوفر المياه الصحية والمجانية لملايين المواطنين.
*دعم الجانب التعليمي*
كان لمجال التعليم نصيباً كبيراً من الدعم الإماراتي، عملت الإمارات منذ اليوم الأول لتحرير الجنوب على إعادة بناء المدارس والمنشآت التعليمية التي دمرتها الحرب.
كان القطاع التعليمي من أكثر القطاعات التي طالها الخراب والدمار بسبب تحويل الحوثيين للمدارس إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة، لكن الدعم الإماراتي الكبير كان له الأثر الفوري في إعادة بناء المؤسسات التعليمية وعاد مئات الآلاف من الطلاب إلى مدارسهم بفضل الله والدعم السخي الذي قدمه الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
*دعم الكهرباء المتواصل*
ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم الكهرباء في الجنوب وإعادتها للعمل بعد الخراب والدمار الذي تعرضت له المحطات الكهربائية المتهالكة بسبب الحرب.
وفرت الإمارات العربية المتحدة المحروقات، وقامت بعمليات صيانة شاملة لأغلب المحطات الكهربائية، واعادت بناء شبكات النقل الكهربائية المدمرة.
وبسبب العجز الحاصل وعدم قدرة محطات الكهرباء العاملة على توفير الطاقة الكافية قامت دولة الإمارات بشراء محطة كهربائية بقوة 50 ميجا وات، واستمرت بالمساهمة في توفير منح الوقود المجاني لمحطات الكهرباء.
مؤخراً بدأت محطة الطاقة الشمسية التي بنتها الإمارات العربية المتحدة بقوة 120ميغا وات وبتكلفة مئات الملايين من الدولارات في الدخول التدريجي للخدمة.
هذا المشروع الاستراتيجي سيساهم في انقاذ المواطن في الجنوب وعدن على وجه الخصوص من لهيب الصيف حيث سيوفر ما يقارب ربع الطاقة التي تحتاجها عدن.
*الدعم الإماراتي في عيون أبناء الجنوب*
يقول منير محمد ,,لولا وقوف الإمارات العربية المتحدة إلى جانبنا لا نعرف كيف كنا سنخرج من المستنقع الذي سقطنا فيه،الحوثي،والإرهاب،والإخوان عصابات مختلفة اتفقت على تدميرنا واقتلاعنا من أرضنا قبل أن تأت الإمارات وتقف إلى جانبنا وتعيد لنا الأمل بعد اليأس والإحباط.
*خالد مواطن آخر قال أن ما فعلته الإمارات لمليشيات الإخوان الإرهابية في نقطة العلم ومنعهم من اسقاط العاصمة عدن سيبقى يوماً خالداً في ذاكرة كل مواطن جنوبي ولن ينسى شعبنا مشاعر الفرحة العارمة عند رؤية صقور الجو الإماراتي يدكون جحافل المغول.
خالد قال أن هذا الموقف سيجعل شعبنا مديناً لأشقائنا في الإمارات إلى الأبد، متسائلاً كيف نرد الجميل للإمارات التي سالت دماء ابناءها على أرضنا وسخرت كل امكانياتها في سبيل إعادة الحياة والأمل لشعبنا!!!؟.