أخي المحافظ: التعليم في عدن إما أن يستمر التخلف والانهيار.. أو تقدم النموذج !!
قبل أكثر من عشر سنوات أردت أن أعرض على مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن وفي ظل نقص المختبرات المدرسية ، فكرة المختبر (المحمول – النقال ) وهي فكرة اعتمدها واعدها فريق من إدارة التوجيه بمكتب التربية والتعليم بوادي وصحراء حضرموت وتم انتاج نماذج (المختبر المحمول) بتمويل من مؤسسة العون وقامت الفكرة على أن مختبر العلوم للصفوف (3-9) يمكن تحويله إلى مختبر نقال فتم اعداد دولاب خاص يشمل متطلبات تنفيد التجارب العلمية يوضع بغرفة المعلمين ومرفق به صندوق خاص لتنفيد التجارب يحمل المعلم أدواته إلى الصف وينفد التجربة داخله . وبهذا تم التغلب على انعدام المختبرات العلمية وبالتالي حرمان التلاميذ من المنهجية التجريبية في مسيرتهم التعليمية الاولى!! المهم اني اخترت شخصية تربوية وازنة في مكتب التربية والتعليم م/عدن بهدف نقاش الفكرة معه وإقناعه بها في سبيل إقرار العمل بها في المدارس الحكومية
والتي تحصلت على:
– منحة 50 مختبر محمول من مؤسسة العون (ورفضتها)
– والأهلية التي تفتقد كثير منها لمختبرات العلوم.
لقد كان رد تلك الشخصية صادماً وصارماً بأن غرفة المختبر ورفوفة وطاولاته وكافة هيكلة وجود العمل في المختبر مهم جداً ولا يمكن الاستغناء عنه وبالتالي فإن فكرة المختبر المحمول غير مقبولة رغم أنني ذكرته أن هذا النموذج كان معمول بها ايام الاستعمار البريطاني وكان يعرف بحقيبة (المختبر النقال ) تم في سبيل إقناع تلك الشخصية ،رايت أن ارمي له بفكرة أخرى ربما تصدمه فحدثته عن ( المختبر الافتراضي) وقلت له من الممكن أن اعطيك نماذج التجارب العلمية في (فلاش)
_ فكرة المختبر الافتراضي فكرة عالمية منها نموذجين( انجليزي وفرنسي )
وتستخدمها عدد من الجامعات حول العالم ومعظم المدارس في بريطانيا ودول عديدة وهي برمجه تربط بين مختبرات المؤسسات (التعليمية _ جامعات -مدارس).. الخ
يستطيع من خلالها المعلم والتلميذ وولي الأمر…الخ تنفيد التجارب العلمية والحصول على النتائج العلمية من خلال الكمبيوتر او الهاتف المحمول وفي اي مكان يتواجد فيه مع توفر الامان من مخاطر المواد والأدوات المختبرية التقليدية فكان الرد صادم ورفض الفكرة قاطعآ والأسباب جاهزة للرفض دون نقاش ودون مناقشة المحتوى مطلقا!!
هذه العقليات هي الحاكمة اليوم على مسيرة التعليم في محافظة عدن بكل أسف ولاتوجد مؤشرات للنهوض بالتعليم الحكومي ولا ملامح انطلاقة للتعليم الأهلي لتقديم تعليم حديث يواكب تطورات العصر ..
أن أبناؤنا التلاميذ يدرسون أكثر من (12عام )مادة الحاسوب مثلا .
تم ولا سباب غير مفهومة لم يتم ادراجها كمادة امتحان وزاري ولا حتى ضمن شهادة المرحلة الدراسية ولا تدخل ضمن مجموع الدرجات ولا تعتبر مادة رسوم…
تصوروا هذا الوضع وأيضا هناك مادة اللغة الإنجليزية التي يعاد فيها جهد التلميذ والمدرسة للتصفير بعد 6سنوات من الدراسة لانه هناك من لم يستوعب.
بعد أن من حق المدرسة قانونآ استبدال منهج الوزارة الذي يبدأ من الصف السابع بالدروس الاولى للغة الانجليزية ويصر على أن الطالب لابد أن يدرسه ويمتحن فيه رغم أنه قد تجاوز محتواه في الصفوف الثلاثة الأولى أن تحدثنا على تعليم الروبوت الالي والذكاء الاصطناعي وغيرها من العلوم العصرية فيمكنك أن تدرسها كمواد إثرائية وهذا مفهوم غير واضح ولا يستند لقاعدة تنظيمية صحيحة!!! لقد حرمت عدن من بين مئات المستعمرات البريطانية من الاستفادة من (أنظمة التعليم البريطاني) المتطورة بسبب مثل هذه العقليات المتحجرة ولهذا نجد النظام التعليمي في عدن مقارنة مع باقي نظم التعليم في مستعمرات بريطانيا التي تراكمت التجربة التعليمية (نماذج التعليم بالهند وماليزيا وأوغندا.) واستمرت في التماهي معها تجده نظام يترنح منذ عام 1970م والى اليوم ….
اخي المحافظ وللمرة التانية نعقد الامل في شخصكم الكريم أمامكم فرصة التشخيص والمعالجة ووضع التعليم في محافظة عدن على درب التقدم والتخلص من مرض العقول المتحجرة التي لن تحقق لاجيالنا غير مزيداً من التخلف والرجعية.
المصدر