عدن ثغر الجنوب الباسم تنفض غبار الحرب وتبتسم مجدداً
4 مايو / تقرير/محمد الزبيري
بعد أن أشبعها نظام عفاش حقداً وغدراً وانتقاماً،ونفذ وعده لعدن بتحويلها إلى قرية،جاء قطعان الحوثيون من أدغال الشمال ليكملوا ما بدأه نظام عفاش وليحرقوا الأخضر واليابس ويدمروا كل معالم مدينة الحب والسلام والتسامح وعاصمة الجنوب وثغره الباسم.
اليوم وفي عهد المجلس الانتقالي الجنوبي بدأت العاصمة تداوي جراحها وتستعيد وجهها الحضاري والجميل وهي المعروفة بأنها كانت درة مدائن الجزيرة العربية وابنة البحر التي يغسل تربتها الطاهرة كل يوم.
عدن …طائر الفينيق الذي ينهض من بين الركام
كلما ظنوا أنهم قتلوها وأحرقوا جسدها ودفنوها تحت الركام،فاجأتهم ببعثها مجدداً وتمسكها بالحياة،مثلما يفعل طائر الفينيق الذي ينهض من بين أكوام الخراب والدمار والموت.
بعد تحريرها كانت كمية الدمار هائلة،لم يصدق أحد كمية الحقد التي صبتها المليشيات اليمنية الحوثية على مدينة السلام لتسوي أغلب مبانيها ومعالمها بالأرض.
المنازل مدمرة،الشوارع تم تجريفها وتحويلها إلى خنادق للموت،الكهرباء تم استهدافها وانطفاءها بشكل كامل،المدارس تحولت إلى ثكنات عسكرية للمليشيات،المستشفيات أغلبها خرجت عن الخدمة،والمعالم الأثرية والتاريخية تعرضت للقصف والتخريب والنهب على يد المليشيات.
كانت فاتورة الحرب باهضة جداً،سيطر اليأس على سكان عدن،الكثير ظنوا أن العاصمة لن تبتسم مجدداً،ولن تخرج من النفق المظلم الذي اسقطها خفافيش الظلام فيه لكن عاصمة النور والأمل تمسكت بحقها في الحياة فتعافت خلال فترة وجيزة بتكاتف ابناءها ووقفة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانبها ومداواة جراحها الغائرة.
يد الإمارات الحانية ..تداوي جراح عدن
بعد أن ساهمت بكل قوة في تحريرها وتخليصها من قبضة الحوثيين كان للإمارات العربية المتحدة اليد البيضاء في تطبيب جراح عدن،وتسكين اوجاعها فقدمت لعدن كل شيء وكانت البداية بترميم المطار لتستعيد عدن تواصلها بالعالم،ثم اتجهت الإمارات إلى ترميم ما خلفته آلة الحرب الحوثية.
كانت البداية بإغاثة النازحين ومن تدمرت منازلهم فوفرت الغذاء والماء والخيام المتنقلة لتأوي آلاف ممن فقدوا بيوتهم،وبعدها اتجهت نحو ترميم المنشآت الصحية والمستشفيات وإمدادها بالأدوية والمستلزمات الطبية والكادر الطبي لتعاود نشاطها بطاقة استيعابية أكبر من طاقتها قبل الحرب وتؤدي دورها في علاج المرضى والجرحى القادمين من مختلف جبهات القتال في الجنوب.
وبعد المستشفيات جاء الدور على المدارس والمنشآت التعليمية حيث قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بترميم مئات المدارس والمنشآت التعليمية التي دمرها الحوثيون،كما قامت ببناء عدة مدارس أخرى وبفضل هذه اللمسات الحانية من الأشقاء في دولة الإمارات عاد الطلاب إلى مدارسهم.
الكهرباء أيضاً كان لها الدعم الأكبر فقدمت الإمارات الوقود وقامت ببناء المحطات الكهربائية أولاً محطة 50ميجا ثم صيانة المحطات القديمة ثم بناء محطة للطاقة النظيفة والمتجددة والتي بدأ تشغيلها التجريبي قبل أسابيع.
عدن في عهد المجلس الانتقالي الجنوبي
من يزور عدن هذه الأيام سيرى مدى التطور الذي تشهده العاصمة مؤخراً،وفي كل الجوانب.
ورغم أوضاع الحرب التي نعيشها،وتوقف كل موارد الدولة إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن ينهض بوضع العاصمة الجنوبية ويعيد شيء من ابتسامتها وأناقتها المعهودة.
شوارع نظيفة وجولات في غاية الأناقة والجمال،تشجير الشوارع،غرس الزهور في الجولات والأرصفة،بناء وترميم للمتنفسات والحدائق العامة،تنظيف السواحل والشواطئ لتظهر العاصمة بوجه حضاري وجميل افتقدته لسنوات.
انطباعات وآراء المواطن العدني
وحول التطور الذي بدأت تشهده العاصمة عدن يتحدث المواطن خالد الدباب معتبراً أن عدن لم تشهد هذا الزخم منذ عقود خالد قال أن المناظر الجميلة والنظيفة للشوارع والجولات والمتنفسات تدل على وجود جهود وطنية تبذل من أجل إعادة الإبتسامة إلى ثغر الجنوب الباسم ويجب أن نساندها ونقف إلى جانبها،ونحافظ على الإنجازات المحققة.
بشائر استعادة الدولة
المواطن بدر منصور اعتبر أن مظاهر البناء والتنظيم والتعمير التي تعيشه عدن يبشر بأن موعد استعادة دولتنا بات قريباً.
فعندما تبدأ مظاهر الدولة بالظهور وتختفي العشوائيات والفوضى فتلك بشارة تدل على أن هناك سلطة قادرة على قيادة دولة وبناء مؤسساتها.
لم ينس بدر أيضاً أن يتقدم بالشكر لكل الذين ساهموا في إعادة الإبتسامة لعدن وأولهم الرئيس الزبيدي والمحافظ لملس والأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة