الهلال الإماراتي في الجنوب .. حضور إنساني ومسيرة عطاء (تقرير)
رسخت دولة الإمارات العربية المتحدة، حضورها الإنساني الفاعل عالميا من خلال وقوفها إلى جانب العديد من الدول الشقيقة والصديقة، ومن ضمنها الجنوب التي تأتي دولة الإمارات في مقدمة الدول الداعمة له، إنسانياً وتنموياً وذلك من منطلق حرصها على ضمان أمنه واستقراره، ومساعدته على تجاوز التحديات الصعبة التي يواجهها على المستويات المختلفة، وذلك انطلاقا من مبادئها وقيمها الأخلاقية والإنسانية، والتزامها بالمسؤولية التضامنية والتعاون متعدد الأطراف، ومنذ الإعلان عن عملية “إعادة الأمل” التي أطلقها التحالف العربي في شهر إبريل من عام 2015، أيدت الإمارات هذه العملية وساندتها، ولم تتوقف منذ ذلك الوقت عن إطلاق المبادرات الإنسانية التي تستهدف تخفيف معاناة المواطنين، فضلاً عن إقامة الكثير من المشروعات التنموية والخدمية التي تضع البلد على طريق البناء والإعمار والتنمية والتطور، وترجمت الإمارات أدوارها المتميزة على أرض الواقع، من خلال المشاريع التنموية والخدمية والتعليمية والصحية التي نفذتها خلال عامي 2022 – 2023، امتداداً لما أنجزته خلال الأعوام الماضية للنهوض بقطاعات ومؤسسات الدولة في محافظات الجنوب التي دمرتها الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية.
وتولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ هذه المشاريع والمبادرات النبيلة، حيث شهدت محافظة حضرموت ومديرياتها وقراها مؤخراً حزمة من المشاريع الإنسانية و الإغاثية والتنموية والصحية والمجتمعية ومشاريع المياه والبنى التحتية والتي شملت معظم احتياجات المواطنين، واستعراضاً لهذا الدعم للذكر لا الحصر فقد شهد عامي 2022 و 2023 محطات مهمة في مسيرة العطاء والخير الإماراتي يأتي أبرزها:-
“الدعم الغذائي”
وخلال هذه الفترة اتسعت رقعة العمل الإغاثي والإنساني لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الجنوب ومن ضمنه محافظة حضرموت، حيث استفاد عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة والمحتاجة وذوي الدخل المحدود وأصحاب الهمم والأرامل واليتامى، من هذه المساعدات الإغاثية التي وزعتها الهيئة في محافظة حضرموت والتي بلغت (70،684) سلة غذائية تزن (2,161 طن و 100.4 كيلو)، استفاد منها 289 ألفا و567 فردا من الأسر المحتاجة بالمحافظة، كما وصلت المساعدات الإغاثية الإماراتية إلى مختلف مديريات محافظة حضرموت والمناطق النائية فيها، وذلك في إطار خطة الهيئة لسد الاحتياجات الإنسانية ومساعدتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، واكتسبت المعونات الإغاثية التي وزعها فريق الهلال الأحمر الإماراتي أهمية خاصة بالنسبة لمئات الأسر الفقيرة والمحتاجة، وساهمت هذه المساعدات الغذائية في سد الفجوة الغذائية التي تشهدها البلاد بسبب الأحداث، وتلبية احتياجات السكان هناك من المواد الغذائية الضرورية، نظراً لشحتها وارتفاع أثمانها، وعدم توافر السيولة المالية لشرائها لدى الأسر المتضررة، ولتخفيف المعاناة التي تركت أثراً عميقاً في حياة الناس وخلفت واقعاً صعباً يواجهونه نتيجة لصعوبة سبل كسب العيش وتردي الخدمات الأساسية.
“القطاع الصحي”
واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها المتواصل لقطاع الصحة وذلك ضمن خطة متكاملة تبنتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لإعادة الحياة إلى طبيعتها، حيث استكملت بناء وتشطيب مستشفى المكلا للأمومة والطفولة في منطقة أربعين شقة بمديرية المكلا بمحافظة حضرموت، المتعثر بناؤه منذ اكثر من (15 عام)، والذي سوف يستفيد منه أكثر من (3 مليون نسمة)، ونفذ بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أن قامت الهيئة في السابق بافتتاح 7 مستشفيات حكومية ومراكز صحية بساحل حضرموت من أصل (8) مستشفيات لدعم الجانب الصحي والإنساني والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية بمحافظة حضرموت، ولم يقتصر الدعم الصحي على دعم المستشفيات والمراكز فقط، ولكنه تخطى ذلك ليصل إلى تسيير مشروع العيادة الطبية المتنقلة لعلاج المواطنين وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية المجانية لأبناء القرى النائية بمحافظة حضرموت والمناطق المجاورة لها التي لا تتوفر فيها المستشفيات أو الكادر الطبي، وبلغ عدد المستفيدين حسب احدث التقارير (30،496) حالة مرضية، فيما بلغ عدد المستفيدين منذ إطلاق مشروع العيادة (65،108) حالة مرضية جرى خلالها معاينة مختلف الحالات المرضية المتنوعة وإعطاء العلاجات والأدوية المجانية اللازمة، فضلا عن الأمراض المنتشرة في أوساط الأهالي ومنها علاج أمراض الحميات والالتهابات والسعال والأنفلونزا والجروح والحروق.
“قطاع التعليم”
ولم يقتصر الأمر على الجانب الإغاثي والصحي، بل امتد خير الهيئة ليشمل قطاع هام وهو قطاع التعليم، وذلك ضمن جهود الهيئة للارتقاء بالعملية التعليمية في المناطق المحررة وتعزيز قدرات هذا القطاع الحيوي للقيام بدوره على الوجه الأفضل ومساعدته على تجاوز التحديات التي تواجهه في ظل الظروف الراهنة، حيث سلمت الهيئة خلال الفترة القليلة الماضية عدد 200 جهاز كمبيوتر مكتبي لمكتب التربية والتعليم بمحافظة حضرموت، وذلك ضمن المساعدات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير العملية التعليمية في المحافظة، ويأتي تقديم هذه الأجهزة ضمن مشروع الهيئة لتوزيع عدد (600) جهاز كمبيوتر مكتبي ومحمول على الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية ووزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وذلك في إطار اهتمام دولة الإمارات بدعم المنظومة العلمية والتعليمية في مختلف المحافظات المحررة وفي مقدمتها محافظة حضرموت، ضمن جهود دعم وإنعاش قطاع التعليم وتوفير البيئة الملائمة له ضمن الخطة العامة التي تسعى فيها الهيئة للارتقاء بمستوى التعليم من خلال تنفيذ مشاريع حيوية تلبي متطلبات القطاع التعليمي وتوفير بيئة مناسبة للطلاب لتيسير دراستهم، كما نفذت الهيئة بمديرية المكلا، مشروع توزيع الحقيبة والزي المدرسي لعدد 2500 طالب وطالبة في المدارس الحكومية وعدد من المراكز الاجتماعية لفئات الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة في ثلاثة مديريات، ومنها مديرية المكلا وأرياف المكلا وبروم ميفع بمحافظة حضرموت، وذلك استمرارا للجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتخفيف العبء عن الأهالي وتحفيز الطلاب على الالتحاق بالتعليم وتحقيق مراتب متقدمة في التحصيل العلمي بما من شأنه بناء جيل يعي دوره المستقبلي، ووقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الأشهر الماضية اتفاقية جديدة لبناء فصول دراسية لروضة شحير بمديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت، وتنص الاتفاقية على بناء وتأثيث عدد 3 فصول دراسية وتحسين البيئة في الساحة المدرسية، وصيانة المسرح المدرسي للروضة، وتأتي هذه الإتفاقية في إطار اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم المنظومة العلمية والتعليمية في محافظة حضرموت، ضمن جهود دعم وإنعاش قطاع التعليم وتوفير البيئة الملائمة له ضمن الخطة العامة التي تسعى فيها الهيئة للارتقاء بمستوى التعليم من خلال تنفيذ مشاريع حيوية تلبي متطلبات القطاع التعليمي وتوفير بيئة مناسبة للطلاب لتيسير دراستهم.
“القطاعات الحيوية والخدمية”
لم تتوقف أعمال الإمارات الإنسانية على الجانب التعليمي، إذ اهتمت أيضاً بمساندة السلطات الرسمية لدعم المؤسسات الخدمية للرقي بتقديم خدماتها في هذا المجال، حيث سلمت الهيئة بمديرية المكلا عدد (13) سيارة متنوعة، كدفعة ثانية لدعم قدرات الإدارات والمؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية بمحافظة حضرموت، ومنها مكتب الأشغال العامة والطرق بالساحل ومكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت والمؤسسة العامة لكهرباء ساحل حضرموت وهيئة مستشفى ابن سينا العام بالمكلا ومستشفى الشحر العام ومستشفى غيل باوزير ومستشفى الديس الشرقية ومستشفى قصيعر ومستشفى الريدة الشرقية والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بساحل حضرموت ومكتب وزارة التربية والتعليم بالساحل، ودأبت الهيئة على العمل سوياً مع السلطة المحلية بمحافظة حضرموت من خلال فتح المشاريع وتهيئتها للعمل، ومن أهم الإنجازات الموازية أيضاً المساعدات الفنية التي قدمتها ومازالت تقدمها الهيئة لكافة الجوانب الحيوية في المحافظة، حيث يأتي ذلك وفق رؤية خبيرة من أفراد متخصصين في مجالاتهم بهدف النهوض بالمجتمع.
“دعم إمارتي سخي ومتعدد الأشكال”
وقعت هيئة الهلال الاحمر الإماراتي خلال الفترة الماضية إتفاقية جديدة لبناء مسجد وثلاثة بيوت سكنية شعبية للمتضررين بمنطقة الغبر غيضة البهيش بمديرية بروم ميفع بمحافظة حضرموت، ويأتي هذا المشروع في إطار دعم دولة الإمارات العربية المتحدة وتخفيف معاناة المواطنين ودعم المشاريع التنموية والخدمية والبنية التحتية بمحافظة حضرموت، وفي إطار اهتمامها بذوي بذوي الهمم فقد سلمت الهيئة خلال الفترة القليلة الماضية، جمعية الطموح لرعاية أصحاب الهمم بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، وسيلة نقل (باص) وعدداً من أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى جانب توزيع مساعدات غذائية متكاملة، ويأتي هذا الدعم انطلاقاً من حرص دولة الإمارات على تقديم الدعم والمساندة لجميع شرائح المجتمع وفي مقدمتها الإهتمام بدعم أصحاب الهمم، وتعمل الهيئة جاهدة على تقديم مساهمتها الإجتماعية بعناية شديدة لضمان تنوعها ووصولها إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع لاسيما الشرائح الأكثر حاجة للمساعدة بهدف إحداث تغيير إيجابي، كما نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال الأشهر الفائتة عدداً من المشاريع التعليمية والتنموية والخدمية بقف العوامر تشمل بناء مدرستين للتعليم الأساسي، ومسجد وخزان مياه وملعب للأطفال ومتنفس للعائلات في هذه المديرية الصحراوية بمحافظة حضرموت، ويأتي هذا المشروع بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مشاريع الهيئة في مختلف القطاعات لإستكمال تطبيع الحياة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لسكان حضرموت، وتتكون المدرستين من 12 فصل دراسي وملحقاتها بالإضافة إلى تزويدها بالأثاث اللازمة لتستوعب أكثر من 540 طالب وطالبة.
“قطاع المياه”
للمياه أهمية كبيرة للإنسان وحياته، فلا يمكن للحياة أن تستمر من دون ماء، وهذه الحقيقة تدركها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جيداً في كافة مشاريعها التنموية، ومن ابرز هذه الاعمال والأنشطة التي نفذتها الهيئة والتي انجزت افتتاح 4 آبار مياه جديدة لمؤسسة المياه في مناطق ساحل حضرموت، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، واشراف الهيئة، ويستفيد من هذه الآبار أكثر من 200 ألف نسمة، وقد استغرق العمل خلال فترة زمنية قياسية، فيما بلغت عدد الآبار المنجزة خلال الفترة من 2016 – 2023م، مايقارب (55) بئراً في محافظة حضرموت، وتم حفرها في عدة مناطق، ويعتبر المشروع من أكبر مشاريع المياه التي توفر حلولاً لمشكلة شح المياه في مختلف مديريات المحافظة الذي تنفذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق والتعاون مع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بساحل حضرموت، وفي مجال بناء خزانات المياه، فقد أبرمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال الفترة الفارطة اتفاقية جديدة لتنفيذ مشروع بناء ثلاثة خزانات مياه سعة 700 متر مكعب لكل خزان لعدد 3 قرى (الغرف – القرية – قسم) بمديرية تريم والذي يستفيد منه نحو 42 الف نسمة، وذلك ضمن جهودها الهادفة إلى دعم وإعادة تأهيل القطاعات الحيوية وخاصة المرتبطة بالحياة اليومية للسكان ومنها قطاع المياه، وتأتي هذه المشاريع تجسيداً للاهتمام الذي تولية الإمارات وقيادتها الرشيدة لتحسين الأوضاع الإنسانية بصورة عامة لأبناء حضرموت وتعزيز للمبادرات التي تضطلع بها الهيئة لتخفيف من معاناة الأهالي ودعم مشاريع البنية التحتية لمواجهة الظروف التي يتعرضون لها.
“القطاع المجتمعي”
استمرارا للجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع التمور على أهالي محافظة حضرموت مع حلول شهر رمضان المبارك، وفي هذا الشأن وزع فريق الهيئة عدد (80.000) كرتون من التمور على الأسر المحتاجة في عدد من مديريات المحافظة، كما نفذت الهيئة خلال شهر رمضان المبارك الفائت مشروعها الخيري السنوي لتوزيع 9000 وجبة إفطار صائم خلال الشهر الكريم، بمعدل 300 وجبة يومية بمكرمة من سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، واستهدفت الحملة مخيمات النازحين والأحياء الفقيرة وشوارع المدن الرئيسية وعلى المرضى وذويهم في عدد من المستشفيات الحكومية، وتأتي هذه الحملة ضمن مبادرات الإمارات الخيرية والإنسانية، واستهلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي شهر رمضان الماضي بتوزيع مئات الأطنان من المواد الغذائية على مستحقيها وتواصل تنفيذ مشاريع رمضان الخيرية بتوزيع التمور الرمضانية وتنفيذ مشروع إفطار صائم، وفي إطار سعيها لإدخال الفرحة والسرور على وجوه المستفيدين من الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود واسر الشهداء وذوي الإحتياجات الخاصة وإشعارهم بفرحة عيد الأضحى المبارك، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملتها الخيرية لتوزيع كسوة العيد الهادفة إلى توفير الملابس والأحذية الجديدة، لعدد 22 ألف أسرة في حضرموت بقيمة إجمالية 6,000,000 ريال سعودي (ستة مليون ريال سعودي)، وقام الفريق الإغاثي التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتوزيع (18000) كوبون كسوة العيد “قسيمة مشتريات” بقيمة 350 ريال سعودي للكوبون الواحد في عدة مراكز تجارية بعدد من مديريات حضرموت، حيث شهدت معارض توزيع كسوة العيد إقبالاً كبيراً من الأسر المتعففة والأشد فقراً والأيتام وأسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة لاقتناء ما يناسبهم وأطفالهم عن طريق اعطائهم كوبونات شرائية حتى يستطيعوا مشاركة أقرانهم فرحة العيد وتجنيبها أي شعور بالنقص أو الفقدان فيما توجه فريق ميداني للمناطق الريفية المترامية الأطراف مستهدفا الأسر التي لا تستطيع التوجه إلى نقاط التوزيع واعطائها كسوة العيد وهي في منازلها، وفي مجال أضاحي العيد، فقد نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أول أيام عيد الأضحى المبارك، مشروع توزيع أضاحي العيد على الأسر الفقيرة والمتعففة في محافظة حضرموت، واستهدف المشروع توزيع الأضاحي في كثير من مديريات المحافظة، ويصل عدد الاضاحي 345 أضحية استفاد منها 1,380 أسرة حيث تأتي هذه المبادرة الإنسانية الكريمة ضمن حملة سنوية واسعة تطلقها دولة الإمارات في أكثر من 70 دولة في العالم لإحياء شعائر الله- جل جلاله – كما تهدف هذه المكرمة إلى نشر روح التكافل الاجتماعي بين المجتمعات والشعوب، كما أطلقت الهيئة، مبادرة لتوزيع الملابس الشتوية والبطانيات والخيام الإيوائية في عدد من القرى النائية بمديريات حضرموت الذين يعيشون أوضاعاً قاسية، بسبب موجة البرد القارس التي تعصف بحياة الكثير من السكان ومن البدو الرحل وذلك للحد من تداعيات البرد الشديد وتخفيف المعاناة اليومية عن الأهالي من نقص مستلزمات الحياة الضرورية ممن يقطنون في المناطق النائية والجبلية بمحافظة حضرموت، حيث تأتي هذه الحملة كواحدة من عشرات المبادرات التي تنفذها الهيئة بحضرموت، والتي وضعتها ضمن اهتماماتها الإنسانية ومشاريعها الإغاثية لسكان المناطق الريفية البعيدة التي يسكنها البدو الرحل لتقديم العون والمساعدة خصوصاً أن تلك الفئات محرومة من الخدمات الأساسية.
“جهود الإمارات تؤسس للبناء والإعمار”
وتبرز جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في محافظة شبوة لتثبت دعمها الكبير الذي يؤسس لإعادة البناء والأعمار ويوطد مساعي السلام، حيث تنوع الدعم الاماراتي وتفاوتت كمياته لخلق قطب تنموي، وبعد تحرير المحافظات من قبضة الحوثيين وتأمينها من كابوس الإرهاب الإخواني وخطر التنظيمات الإرهابية الأخرى، قدمت الإمارات دعماً كبيراً في كافة المجالات وكان له الأثر البالغ، وتبنت الإمارات دعماً كبيراً لسكان المناطق المحررة وتأسيساً لإعادة البناء والتعمير وتوطياً لجهود السلام والاستقرار، وتشهد المحافظات المحررة نهضة تنموية متطورة في الوقت الذي تعيش فيه المحافظات الشمالية مصائب القتل والاختطاف والإرهاب النفسي والفكري، ناهيك عن تدني مستوى المعيشة وانعدامه، وتستعيد التنمية في محافظة شبوة مسارها الطبيعي بعد سنوات من التوقف، وشهدت مؤخراً حراك تنموي انعش الحياة في المدينة، وجرى تنفيذ سلسلة مشاريع بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة خففت قسوة المعاناة عن المواطنين ولبت الخدمات الأساسية لهم، وقال وكيل محافظة شبوة- سالم النسي- ان مشاريع الإمارات تأتي في عصب الحياة ولها تأثير كبير جدا، ومها قدمنا كلمات الثناء والشكر لن نوفي رجال هذه الدولة الشقيقة ما يستحقوه جراء ما يفعلون، ونتمنى منهم المزيد من هذه المشاريع، فيما قال عضو رئاسة التحالف الموحد لأبناء شبوة – الشيخ سالم الخليفي، بان الدعم الإماراتي لشبوة سخي وليس وليد اليوم واياديها البيضاء امتدت لكل البيوت بالدعم الغذائي والمشاريع التنموية، مضيفاً: “شهادتنا مجروحة في دولة الإمارات، فهي حاضرة معنا منذ عاصفة الحزم الى يومنا هذا ودائما معنا في كافة المجالات المدنية والعسكرية والإنسانية وسنبادلهم الوفاء بالوفاء، وتتحدث مصادر مطلعة ان مختلف القطاعات في المحافظة استفادت من المشاريع الإماراتية، ففي القطاع الصحي مولت مؤسسة خليفة بن زايد مشروع تجهيز وإدارة هيئة مستشفى شبوة العام لتعزيز خدمات الرعاية الصحية في المحافظة بما في ذلك إضافة 100 سرير الى القدرة الاستيعابية وتوسيع اقسام الرقود والعناية المركزة ودعم 16 مستشفى في مدينة وريف شبوة ورفدها بالمستلزمات الطبية والكوادر والتخصصات الطبية وتم المشروع وفق مرحلتين استهدفت الأولى 4 مستشفيات بينما المرحلة الثانية استهدفت 12 مستشفى، ومشاريع القطاع الصحي كانت جزء من سلسلة مشاريع أخرى نفذت مؤخراً وشملت تركيب واضاءة شوارع ومديريتي عسيلان وعين بمحافظة شبوة وحريب وتطبيع الأوضاع في اعقاب تحريرها من مليشيات الحوثي الإرهابية وتسيير قوافل كمساعدات غذائية منتظمة الى الأسر الفقيرة والمحتاجة والنازحة في المحافظة، وبحسب تقارير اغاثية وزع الهلال الأحمر الاماراتي 80 الف سلة غذائية على الاسر الفقيرة والمحتاجة واستفاد منها اكثر من 400 الف مواطن، فضلاً عن توزيع كسوة العيد على 60 الف مستفيد خلال العام الجاري وهي مشاريع يؤكد السكان انها حسنت من جودة الخدمات وحدت من قسوة المعاناة التي تكبدوها خلال السنوات الماضية، ودخلت محافظة شبوة عاما ثالثاً في مواصلة مسار التنمية بحزمة مشاريع تنفذ الأشهر المقبلة وفي الفترة الماضية وقع محافظ شبوة الشيخ عوض ابن الوزير في العاصمة الإماراتية أبوظبي عقدا لصيانة 21 منشاة مائية في المحافظة بتمويل إماراتي، ويهدف المشروع الى حل مشكلة مياه الشرب واحياء قطاع الزراعة كما ورد في الاتفاق، وقال المنسق والمدير الميداني لفريق الهلال الأحمر الإماراتي في شبوة ماجد بن سريع: دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال دعمها الإنساني المستمر الذي استهدف جميع المناحي لاسيما المجالات الحيوية، ومنذ الأعوام السابقة وحتى الآن، حرصت دولة الإمارات عبر ذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية على استهداف اكثر المجالات الحيوية واكثر القطاعات التي تهم حياة الإنسان ومن أهمها قطاع المياه والزراعة ومن خلال استهدافها لهذا القطاع سيعود الأثر الإيجابي على حياه المواطن، وفي قطاع الصحة هناك اتفاقية قد وقعت لاستهداف 4 مستشفيات محورية في شبوة وستشهد المرحلة الثانية 12 مستشفى ريفي بالإضافة الى مستشفى الهيئة العام الذي كان له الأثر الكبير في تخفيف الصعوبات على أبناء المحافظة.
“جهود حثيثة لتطبيع الحياة في محافظات الجنوب”
تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وضمن جهود تطبيع الحياة في المحافظات المحررة، دعم القطاعات التعليمية والخدمية في محافظة لحج، وشمل دعمها للمحافظة إعادة تأهيل وصيانة عدد من المرافق التعليمية الحيوية بينها المعهد الصحي، ومعهد هواري بو مدين المهني الصناعي، بالإضافة إلى إعادة تأهيل عشر مدارس ابتدائية وثانوية، تعرضت للتدمير بسبب اجتياح ميليشيات الحوثي الإرهابية للمحافظة، وتأتي تلك المشاريع ضمن المنحة المالية المقدمة من الهيئة للسلطة المحلية في محافظة لحج، لتنفيذ عدد من المشاريع ذات الأولوية في المحافظة، وتعرض معهد هواري بو مدين الذي يعد المعهد المهني والصناعي الوحيد في المحافظة خلال فترة الحرب للتدمير والنهب لكل محتوياته بسبب تحويله إلى ثكنة عسكرية لميليشيا الحوثي وهو ما تسبب في شلل الدراسة وتوقفها في معظم أقسام المعهد، وأعادت هيئة الهلال الأحمر تأهيل المعهد وصيانته، من خلال إعادة تجهيز الورش وأقسام المعهد، وقال مدير سوق العمل في مكتب التعليم الفني بالمحافظة مطلق الخريشي: إن الدعم الملحوظ والمستمر الذي يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي، لعدد من القطاعات الخدمية المهمة في محافظة لحج والمتمثل بالمنحة الإماراتية المقدرة بثلاثة ملايين درهم توزعت بين قطاعات التعليم، والمياه، والصحة، حيث تم اعتماد هذه المبالغ في إعادة تجهيز وتأثيث الورش الهندسية لأقسام ميكانيكا سيارات، حدادة الألمنيوم، نجارة، تمديدات كهربائية والتي تقع في إطار معهد هواري بومدين المهني الصناعي، وأضاف: أن المعهد كان بحاجة ماسة إلى هذا الدعم لا سيما بعد الأضرار التي لحقت به بسبب الحرب، وسينعكس إيجاباً في مرحلة إعادة البناء في المحافظة نظراً للكفاءات المهنية التي يقدمها هذا الصرح التعليمي المهم والتي تتلخص في مخرجاته، وأردف: لا أبالغ إن قلت إن الهلال الأحمر الإماراتي أعاد لنا الأمل وبث في نفوسنا الحماس لنتجاوز الآثار الكارثية للحرب البربرية التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث دمرت كل مقدرات التعليم الفني من الورش والأقسام الهندسية، ووصل بنا الحال إلى وقف القبول والتسجيل لأعوام في المعهد المهني الصناعي الوحيد في المحافظة وهو هواري بومدين، لتعود الحياة مجدداً، وتشرق شمس الأمل من جديد في أرجاء التعليم الفني وبالتحديد معهد هواري بومدين، بعد اللفتة الكريمة والمنحة المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي والتي استطعنا من خلالها إعادة التجهيز والتأثيث الجزئي للورش المذكورة آنفاً، وبما يضمن استمرار العملية التعليمية في المعهد.
“بصمة أمل ونبتة خير”
من إنعاش الصحة إلى النهوض بالتعليم إلى دعم مشاريع الكهرباء والمياه كانت البداية لتمتد وتشمل حملة الوفاء لأسر الشهداء وتداوي وتعالج الجرحى وتدعم بسخاء جهود مكافحة الأوبئة وعلى رأسها الكوليرا وتتلمس احتياجات الأسر النازحة والمحتاجة وتغيثهم، هذه وغيرها من الجهود الإنسانية الخيرة التي حظيت بتثمين الجهات الرسمية وأسمى معاني الشكر والعرفان وعظيم الامتنان على المستوى الشعبي في الداخل، وكانت ثمرات انبتتها أيادي الخير لإمارات الخير وعبر ذراعها السخية ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في المحافظات الجنوبية والمحافظات المحررة عموما، وهذه الجهود الخيرة لهيئة الهلال الأحمر تأتي ضمن اطار جهود الإمارات الداعمة والمقدر قيمتها 30 مليار درهم حققه لعدن والجنوب وخلال فتره وجيزة ما لم يحققه نظام المخلوع صالح على مدى خمس وعشرين عام وأحدث بصمة إماراتية خيرة لطالما انتظرها الجنوبيين الذين عانوا من إقصاء وتهميش من النظام اليمني والذي حول الوحدة التي تمت في 1990م من شراكة إلى ضم وإلحاق واحتلال عقب اجتياحه للجنوب عقب أربع سنوات من الوحدة، وهذا يبين مدى الاهتمام الذي توليه إمارات الخير بهذا البلد وتدحض أكاذيب الأبواق التي تجحد هذا الدور العظيم للشقيقة الإمارات، ونفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشاريع متعددة شملت مختلف المجالات الخدمية والتنموية خلال الفترة الماضية والتي لايزال البعض جاري العمل فيها.
“إعادة الحياة للعاصمة عدن”
ويتعدد ويتنوع الدعم المستمر الذي قدمته الهيئة لعدن ومن بين ابرز المشاريع هو مشروع الصرف الصحي لعدن بثلاثة مليون ريال سعودي، وسبق للهيئة تزويد الكهرباء بمولدات ديزل ذات قدرة إجمالية 54 ميجاوات (محطة الملعب)، وايضا دعم قطاع الكهرباء في عدن مبلغ إجمالي وقدره 441 مليون ريال سعودي، ووفقاً لتقرير مكتب الصحة بعدن فقد قامت الهيئة بتأهيل وتجهيز وترميم (14) مرفقاً صحياً منها (5) مستشفيات كبرى و(9) مجمعات ومراكز صحية، بالإضافة لتسليم صحة عدن (17) سيارة اسعاف وتوفير (700) من المعدات والمستلزمات الطبية وتوفير أدوية .