استهداف الحوثيين والإيرانيين في البحر وقدرات صالح في إدارة الاختلافات
في مقال جديد للكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد عن استهداف الحوثيين والإيرانيين في البحر، (عن مستجدات التصعيد وانعكاساته على #اليمن و #السعودية) تناول فيه الوضع الناشب في البحر والهجمات البحرية ضد سفن إيرانية أو سفن تتعامل مع إيران وتساءل لماذا لا تهاجم القوات البحرية الأميركية القوات البحرية الإيرانية التي «تتسكع» في #باب_المندب.
وعن الوضع في اليابسة قال الراشد : مستمر في الهدوء النسبي، فالحوثيون ملتزمون، إلى حد ما، بتعهداتهم، بما في ذلك تجاه السعودية، مع أن الإعلام الحوثي يوحي بخلاف ذلك.
واعترف الراشد في المقال بقدرات عفاش في إدارة الاختلافات وعودة الحرب لا تبدو حقيقية.
وتابع : الحقيقة أن الحوثيين ليسوا في موقع أفضل اليوم حتى يهددون من خلاله جيرانهم لان حجم القوى المعادية للحوثي تزايد نتيجة أكثر من مائة هجوم على السفن التجارية في الممرات البحرية الدولية، حسب قوله.
المقال :
استهداف الحوثيين والإيرانيين في البحر
ممرات #البحر_الأحمر هي الأخطر في العالم، اليوم، تموج بالسفن والبوارج العسكرية والصواريخ الحوثية والقراصنة.
من مستجدات الأحداث أن هناك هجمات بحرية ضد سفن إيرانية أو سفن تتعامل مع إيران. #إيران أعلنت حديثاً أنها أصبحت ترسل قوات بحرية ترافق سفنها بعد أن تعرضت لهجمات من قراصنة، كما تقول، ربما كانوا صوماليين. لا توجد أنباء مستقلة تؤكد ذلك. وإن افترضنا أنها صحيحة؛ فهل تحقق التوازن العسكري البحري ضد هجمات الحوثيين؟
إذا كان الهدف ردع إيران، فسيخطر في بالنا السؤال المنطقي الذي يقول: لماذا لا تهاجم القوات البحرية الأميركية القوات البحرية الإيرانية التي «تتسكع» في #باب_المندب، ويعتقد أنها هي التي تقدم المعلومات والإحداثيات للحوثيين الذين يتولون مهمة استهدافها؟
سألت مختصاً، يقول: الاعتداء على السفن المسالمة جريمة في البحر، ولا يمكن الرد على الجريمة بمثلها إلا في حالة إعلان حرب بين البلدين، حينها تصبح كل أصول الدولة العدو أهدافاً. اليوم، توجد حرب إيرانية بالوكالة فقط.
هل هذا يعني أنه يمكن الاستعانة بالقراصنة من شرق أفريقيا لتهديد السفن الإيرانية؟ يقول: إن استئجار قراصنة من سواحل أفريقيا لموازنة القراصنة الحوثيين سيوسع دائرة الاشتباك البحري، وهنا التجارة العالمية هي الخاسر، وخسائر التجارة الإيرانية محدودة جداً، خاصة في الممرات البحرية، مثل باب المندب، نحو الأسواق الأوروبية والأميركية.
هذا في البحر. أما على اليابسة، فالوضع مستمر في الهدوء النسبي، فالحوثيون ملتزمون، إلى حد ما، بتعهداتهم، بما في ذلك تجاه السعودية، مع أن الإعلام الحوثي يوحي بخلاف ذلك. وإذا كانت الرشقات الإعلامية المعادية لا تمهد لموقف وتصعيد حوثي مختلف ضد الشرعية اليمنية، وتحيي العداء مع الجارة السعودية في قادم الأيام، فإنه يمكننا تفهمها في إطار البروباغاندا السياسية المصاحبة لموقف إيران وحرب غزة.
الحقيقة أن الحوثيين ليسوا في موقع أفضل اليوم حتى يهددون من خلاله جيرانهم، كما أشار البعض، في إطار التوتر الإقليمي المصاحب لحرب غزة. ومن حيث المبدأ لا أحد على الجانبين يرغب في التصعيد، كما أن حجم القوى المعادية للحوثي تزايد نتيجة أكثر من مائة هجوم على السفن التجارية في الممرات البحرية الدولية، خلال الأشهر القليلة الماضية.
الربط بين #الاتفاق_السعودي_الإيراني في بكين والهدوء العسكري على الجبهة السعودية الحوثية ليس دقيقاً. فقد كان إبرام الهدنة مع الحوثي وتوقف الاشتباكات سابقاً للتوسط الصيني وتوقيع الاتفاق مع طهران.
وهذا لا ينفي أن طهران تملك نفوذاً على صنعاء الحوثية. وفي حال قررت تفعيل الوكيل الحوثي، فهي تخاطر بفقدان ذراع ثانية، حيث توشك على خسارة «حماس» في غزة.
وبخلاف الاشتباكات المتكررة في البحر الأحمر بين الأميركيين والبريطانيين والحوثيين، فإن مجريات المسار اليمني – اليمني تعطي أملاً كبيراً في التوصل إلى حل سلمي للصراع بين الأطراف المختلفة. التفاوض يقوم على مفهوم التشارك في الحكم، وعلى خطة طريق لإنهاء القضايا العديدة العالقة منذ انهيار نظام علي عبد الله صالح، في عام 2012.
وندرك أن جمع قطع الزجاج المكسور وإعادة الوضع إلى ما كان عليه منذ العقد الماضي ليس بالمسألة السهلة، بعد فقدان الرئيس صالح الذي كان قادراً على إدارة الاختلافات بين القوى القبلية والمناطقية والحزبية. باختصار، تزايد الأنباء عن عودة الحرب لا يبدو حقيقياً، رغم كثرة التهديدات الدعائية، على الأقل حتى الآن.
المصدر