اخبار محليةصحيفة 4 مايو

"بيست هاوس" أول ملهى ليلي في السعودية.. لكن بلا كحول

4مايو/صحيفة العرب

أمر غير مألوف في المملكة العربية السعودية خلال تاريخها الحديث ويتمثل في افتتاح أول ملهى ليلي في المملكة المحافظة، ما يعكس سياسة تخفيف القيود الصارمة مثل الفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة وإلزام النساء بارتداء العباءات السوداء.

مع اقتراب منتصف الليل، تبدأ قاعة أول ملهى ليلي في السعودية بالامتلاء بحشود متنوعة من المحتفلين الذين يرقصون على أنغام الموسيقى، في أجواء لم تألفها المملكة المحافظة من قبل، وفقا لما نقله تقرير صحيفة “التايمز” البريطانية.

يقع الملهى الليلي، ويدعى “بيست هاوس” في حي جاكس للفنون بمحافظة الدرعية في الرياض، وهو جزء من مشاريع شركة “ميدل بيست” المدعومة من صندوق الثروة السيادي الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقالت صحيفة “التايمز” التي رصدت الأجواء داخل الملهى الليلي الوحيد في السعودية، والذي يدعى “بيست هاوس”، إن المكان يشبه إلى حد كبير أي ملهى ليلي في العالم، باستثناء وجود حراس يجوبون المبنى بحثا عن أي سلوك غير مرغوب فيه، بما في ذلك إضافة الكحول إلى المشروبات التي تقدم في البار إلى المحتفلين.

ومن بين مشاهد الاحتفال التي نقلتها الصحيفة البريطانية في تقريرها، شاب رصدته وهو يقفز في قاعة الملهى مرتديا بنطالا ضيقا وحذاء رعاة البقر كبير الحجم، بينما تتمايل فتاتان ترتديان قمصانا سوداء قصيرة ونظارات شمسية، بلا مبالاة في مكان آخر.

وفي الأثناء يستعد منسق الأغاني “الدي جي” السعودي طارق عنتابي للبدء في العمل. ونقلت الصحيفة عن عنتابي الذي عاش لسنوات عديدة في الولايات المتحدة، وكان يغادر السعودية في أي فرصة لتقديم عروضه في الخارج، قوله تعليقا على عمله في الملهى الوحيد في السعودية، إن هذا الأمر “يعني العالم بالنسبة لي”.

بعيدا عن عنتابي، تقوم شابة سعودية تدعى حصة وترتدي قميصا من دون أكمام، بإلقاء التحية على الزوار الوافدين للاحتفال. وقالت حصة “لقد كنا دائما هكذا.. والآن يمكننا أن نمارسه في العلن”.

وكانت الحفلات الموسيقية من هذا النمط تقام في المساكن الخاصة على الرغم من كونها غير قانونية لسنوات طويلة في السعودية، مشيرة إلى أنه كان هناك دائما احتمال أن تنتهي الحفلة بمداهمة الشرطة أو تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقال المدير الإبداعي لشركة “ميدل بيست” أحمد العماري “نحن نبني السعادة والاقتصاد لنا، ونصنع الفرح والترفيه لنا”. وخففت السعودية في السنوات الماضية القيود الصارمة مثل الفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة وإلزام النساء بارتداء العباءات السوداء.

وترافق إحكام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبضته على السلطة مع تغييرات شملت فتح البلاد أمام السياحة غير الدينية وإقامة الحفلات الترفيهية والسماح للنساء بقيادة السيارات. وتشمل رؤية 2030 أيضا تطوير القطاعات والصناعات المحلية ومراكز اللوجستيات بهدف إتاحة مئات الآلاف من فرص العمل للسعوديين.

وسبق أن أعلنت وكالة رويترز أن السعودية “تستعد لفتح أول متجر لبيع المشروبات الكحولية في العاصمة الرياض، سيقدم خدماته حصريا للدبلوماسيين غير المسلمين”. وذكرت وثيقة أن الزبائن سيكون عليهم التسجيل عبر تطبيق على الهاتف المحمول للحصول على رمز دخول من وزارة الخارجية، وسيتعين عليهم أيضا احترام الحصص الشهرية المخصصة لمشترياتهم.

وتمثل الخطوة علامة فارقة في المملكة، في إطار مساعي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز السياحة وجذب أنشطة الأعمال للبلد الخليجي المحافظ. والخطوة جزء أيضا من خطط أوسع نطاقا معروفة باسم “رؤية 2030” لبناء اقتصاد يبتعد عن الاعتماد الكبير على النفط. وذكرت الوثيقة أن المتجر الجديد موقعه الحي الدبلوماسي في الرياض، حيث توجد سفارات ويقيم دبلوماسيون، وستقتصر مبيعاته “حصرا وبصرامة” على غير المسلمين.

ولم يتضح بعد إن كان مقيمون آخرون من غير المسلمين سيسمح لهم بالشراء من المتجر. ويعيش الملايين من الوافدين في السعودية، لكن أغلبهم من المسلمين. وتطبق السعودية قوانين صارمة على شرب الكحول، وتشمل العقوبات الجلد والغرامات والسجن، وقد يتم ترحيل المغتربين والوافدين لهذا السبب. وفي إطار تعديلات تم استبدال عقوبة الجلد في الغالب بفترات سجن.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى