مصادر مصرفية لـ"الأمناء" : هكذا يتم العبث بمزادات البنك المركزي بعدن
(الأمناء/ المحرر الاقتصادي:)
بعد اعلان البنك المركزي في عدن عن نتائج المزاد رقم 8 لسنة 2024م..سعر بيع الدولار في السوق يتجاوز حاجز 1755 ريال
مركزي عدن يمنح تجار المضاربة بالعملة أكثر من 849 مليون ريال بمزاد واحد
حصلت صحيفة “الامناء” على تفاصيل خطيرة فيما يخص عمليات مضاربة ضخمة يقوم بها عدد من كبار هوامير سوق الصرف بما فيها عدد من البنوك المحلية المشاركة في المزاد رقم 8 والمعلن عنه في يوم الاثنين الموافق 20 مايو لبيع مبلغ 30 مليون دولار عبر المنصة الالكترونية، و أظهرت نتيجة المزاد والتي أعلن البنك في عدن عنها يوم الخميس الموافق 23 مايو بأن أجمالي قيمة العطاءات المقبولة بمبلغ 17 مليون 332 ألف دولار مقابل أدنى سعر عطاء 1706 ريال يمني للدولار، في حين أن أعلى سعر عطاء مقدم كان 1731 ريال يمني الدولار بفارق سعر بين العطاءين 25 ريال مقابل الدولار.
صحيفة “الأمناء” وبعد تواصلها مع طاقم التحرير الاقتصادي والذين قدموا عددا من النقاط المهمة والتي وصفوها بأنها تحايل وتلاعب واضح يمارسه البنك المركزي وقيادته مع عدد من البنوك المحلية المشاركة في المزاد بهدف التربح غير المشروع وعلى حاجة وقوت المواطنين في الجنوب دون أي رقيب أو حسيب على هذا العبث المنظم في أهم واقدس واكبر مؤسسات الدولة المنهوبة من قبل مجموعة من الفاسدين.
حيث تمحورت تلك النقاط في:
1. اظهرت بيانات سعر الصرف خلال الأسبوع المنصرم تحرك مستمر منذ يوم الاثنين الموافق 20 مايو، وذلك يوم الاعلان عن قيام البنك بطرح مزاد بيع 30 مليون دولار واعلان نتائجه في يوم الخميس الموافق 23 مايو.
2. تشير مؤشرات السوق وحتى صباح يوم الخميس الموافق 23 مايو بأن متوسط اسعار صرف الدولار في عدن هي :
شراء الدولار = 1734 ريال.
بيع الدولار = 1742 ريال.
هامش المضاربة = 8 ريال.
سعر الاقفال وقت الظهيرة = 1738 ريال.
3. كانت نتائج المزاد رقم 8 المعلن عنها في يوم الخميس الموافق 23 مايو بحسب البنك المركزي في عدن:
اعلى سعر عطاء مقدم لشراء الدولار = 1731 ريال.
أدنى سعر عطاء مقدم لشراء الدولار = 1706 ريال.
4. يلاحظ بأن اعلى سعر عطاء مقدم لشراء الدولار ينقص عن سعر الشراء في السوق في صباح يوم الخميس وقبل اعلان نتائج المزاد بفارق 3 ريال للدولار، حيث أن متوسط سعر الشراء السائد حتى الساعة 12 ظهرا كان بسعر 1734ريال، إلا أن البنك المركزي لم يقم بقبول العطاءات المقدمة بسعر 1731 ريال، فيما تم قبول عطاءات المتقدمين عند أدنى سعر عطاء 1706ريال، ولو سألت ادارة البنك المركزي في عدن لماذا هذا القرار وقبول أدنى سعر عطاء مقدم سوف يكون مبررهم وبكل تفاهة نريد أن نؤثر على السوق بالتراجع وليس الارتفاع – فالسعر 1706 ريال سوف يساهم في التأثير على سعر الصرف مقارنة باننا لو قمنا بقبول اعلى سعر عطاء 1731 ريال فإننا في هذه الحالة نعترف بسعر صرف السوق ونشرعنه.
وهنا نضع نقطة. وعلامة تعجب! وننتقل إلى سطر جديد ..
نسأل قيادة البنك المركزي الرشيدة وللعلم لم نرى مثلها منذ أن نقل البنك إلى عدن في مدى براعتها وجاهزيتها في التبرير وتحميل الاخرين فشل سياساتها واجراءاتها وممارساتها كما اشتهرت ببراعتها على صياغة البيانات المنمقة وبذلها الغالي والنفيس في شراء اكبر ما يمكن من الذمم والصحف والمواقع والاعلاميين والأصوات المعارضة مقابل ضمان عدم انتقاد أو نشر مواضيع متعلقة بهذه العبث الكارثي تحت مرأى ومسمع المجلس الرئاسي ورئيس مجلس الوزراء دون أي مسائلة عن هذا التدهور المقصود والممنهج حتى اليوم.
وبناء على ما تقدم من مبرر سوف يكون أولى اولويات أدنى مسؤول في هذه الادارة تطرح لهم هذا التساؤل ونقول:
ألم يصرح محافظ البنك قبل ايام مضت بأن مزادات بيع الدولار لم تعد مجدية في ضمان استقرار سعر الصرف ؟ وأن هدفها بالكاد توفير سيولة نقدية من الريال اليمني لسداد رواتب موظفي الدولة والحكومة وتغطية عجز ايرادات وزارة المالية ؟ وهذا جوهر المنحة المقدمة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية.
فكيف لكم وانتم على يقين تام بأن هذه المزادات أصبحت غير معنية باستقرار سعر الصرف ولو بشكل نسبي وفي ظل أن هدفها تغطية رواتب موظفي الدولة لماذا هذا العبث تجاه دعم الاشقاء وقبولكم عطاءات المتقدمين من البنوك المشاركة بسعر لا يحاكي في حده الادنى سعر شراء السوق في هذا اليوم؟!
وبالوقف عند سعر البيع الذي وصل إليه السوق بعد اعلان نتائج المزاد وبعد 9 ساعات من تلك النتيجة يتحرك سعر الصرف ليصل في الساعة 9 من مساء الخميس حدود 1755ريال مقابل بيع الدولار، وذلك بسبب سياستكم القائمة على المضاربة وتسهيلكم لهذه البنوك التي جمعتكم بها تجويع هذا الشعب مقابل مصالح شخصية هدفها التربح غير المشروع دون أن يوقفكم أو يسألكم أحد.
أن نتيجة مزاد الخميس قد ساهمت في ارتفاع سعر الصرف في السوق بين نشرة اسعار الصباح والتي كان سعر الافتتاح يراوح 1742 بيع الدولار وبين سعر الاقفال لبيع الدولار مساء والذي راوح 1755 ريال بفارق زيادة 13 ريال خلال نصف نهار فقط فإلى أين تقودون البلد يا قيادة البنك المركزي ؟.
أما الأمر الذي ينبغي التوقف عنده فهو التربح غير المشروع والذي ساهمت وتواطئت به قيادة البنك المركزي في عدن هي بيعها 17 مليون 332 ألف دولار بسعر عطاء 1706 ريال، في حين أن متوسط سعر بيع الدولار في نهاية تداولات الخميس في السوق قد راوح 1755 ريال وذلك يعني بأن مكاسب هذه العصابة التي استقر عليها المزاد بغمضة عين واحدة يبلغ 49 ريال للدولار الواحد – اي ما يعادل 849 مليون 268 ألف ريال يمني قبل يوم التسوية والذي سوف يكون يوم الاثنين الموافق 27 مايو.
وهنا مربط الفرس – سوف يتحرك سعر الصرف في السوق خلال الثلاثة الايام القادمة والذي سيراوح حدود 1800 ريال لبيع الدولار أي بفارق ما تحصلت عليه البنوك من ربح غير مشروع في يوم اعلان نتائج المزاد رقم 8 وهذا يعني بأن مكاسبها المتحققة لن تقل عن 1.698 مليار ريال بسبب المضاربة التي يشرعنها بنك عدن وقيادته الرشيدة للتكسب غير المشروع وتجويع الشعب الممنهج وبصمت مطبق من كل المسؤولين في الدولة والحكومة.
وأخيرا نقول إلى متى هذا العبث يا قيادة البنك ؟ سوف تحاسبون أمام الله والشعب والتاريخ بانكم تقودون البلد والشعب إلى المجاعة وفي القريب العاجل.