"الأمناء" تستطلع آراء نخب سياسية جنوبية حول محاولات إنشاء مكونات مشبوهة لمواجهة المجلس الانتقالي
(الأمناء/ تقرير/ عبد الله قردع:)
ما الهدف؟ ولمصلحة من؟ وما مصيرها المحتوم؟
ساسة جنوبيون: ما يُنفق من أموال على كيانات مشبوهة الأولى إنفاقها في إعادة إعمار الجنوب
مكونات “لقيطة” في الجنوب.. لِمَ لا تشكل مثيلاتها في العمق اليمني لمواجهة الحوثيين؟
تفصيل مكون جنوبي في الخارج لا يمتلك رصيدًا نضاليًا داخليًا مصيره الفشل
لماذا تمسك شعب الجنوب بالانتقالي ولفظ المكونات المشبوهة إلى مزبلة التاريخ؟
كيف استطاع أبناء حضرموت إفشال مكون كرتوني بعد أقل من شهر من تشكيله؟
في سياق ردود أفعال الشارع الجنوبي المتصاعدة تجاه تشكيل مكونات مشبوهة بأجندات خارجية وغير وطنية في محافظات الجنوب، قال ساسة جنوبيون إن من يريد إزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي عن الساحة الجنوبية عليه أولا إزاحة قاعدته الشعبية الممتدة من العاصمة عدن غربًا إلى المهرة شرقًا فرداً فرداً، وعليه أيضا اجتثاث رصيده النضالي الممتد منذ العام 1994م إلى يومنا هذا، فهو امتداد طبيعي لثورة الحراك السلمي الجنوبي التحررية، وقياداته الحالية هم ثوارها ورجالها في الميادين بتلك المراحل إلى اللحظة، كما يتوجب عليهم إخراج الشهداء من قبورهم وإعادتهم إلى الحياة وإعادة ما فقده الجرحى من أجسادهم وعافيتهم، مشيرين إلى أن الجهد والمال الذي ينفق على تشكيل كيانات (مكتبية) لا رصيد لها لمهاجمة الجنوبيين وتمزيق نسيجهم الاجتماعي كان الأولى والأجدر إنفاقها على إعادة إعمار الجنوب وتحسين خدمات الكهرباء وتحسين معيشة الشعب الجنوبي القابع تحت خط الفقر بسبب تلك الحرب والسياسات اليمنية والإقليمية الخبيثة التي أقحمته في الأزمة اليمنية ظلماً وعدوانا.
وأكد الساسة الجنوبيون أن مصير تلك الجهود الخبيثة الفشل، ولن تستطيع إحداث أي انقلاب في العمق الجنوبي بحسب ما يطمحون، كون لا قاعدة ولا أساس ولا رصيد لها، وبعيدة كل البعد عن طموحات وتطلعات وأهداف شعب الجنوب، ولن تجد استجابةً ولا قبولًا إطلاقا.
ونوهوا في السياق ذاته إلى أن أساس المجلس الانتقالي الجنوبي مستمد من الإرادة الشعبية الجنوبية الرافضة للاحتلال اليمني التي تمخض عنها ولادة القضية الجنوبية والتي بات حاملا شرعيا لها.
مكونات هشة هدفها المال وخيانة الوطن
ولفت ناشطون سياسيون جنوبيون إلى أن المكون المشبوه المزمع إنشاؤه في المحافظات الجنوبية قد ولد من رحم الأطماع الخارجية لا وفق الإرادة الشعبية الداخلية، وأنه ليس له قضية وطنية يسير على هداها وأن حاضنته تتمحور في المال وفي بعض وسائل الإعلام التي عبرهما قد ينجح في شراء ذمم بعض ضعاف النفوس وخونة الأوطان.
وأكدوا بأن كينونة هذا المكون المشبوه والمشوه مصلحية وأنه وجد لتحقيق أجندة خارجية بغض النظر عن كونها مع أو ضد أهداف وطموحات وتطلعات الشعب، مشيرين إلى أن الشعب ليس ضمن اهتمامات تلك الكيانات (اللقيطة) البعيدة عن شجرة النضال الشعبي الجنوبي التحرري، متسائلين: لماذا لا يتم إنشاء مكونات داخل العمق اليمني لإحداث انقلاب داخلي ضد الحوثي أم أن الحوثي ليس العدو الحقيقي؟
مكونات هشة هدفها الابتزاز السياسي
كما تحدث إلينا القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني قائلا: “تشكيل المكونات من الخارج مصيبة وكارثة، والمصيبة الأكبر تشكيل مكونات بأجندات غير وطنية ومن أشخاص ثبت بأنهم ليس لهم رصيد نضالي ووطني يستحق أن تأخذ مطالبهم بمأخذ الجد”.
وتابع قائلا: “الغرض من تكوين تلك المكونات هو الابتزاز السياسي وإضعاف الجبهة الداخلية وزيادة الانقسامات التي تخدم أعداء المشروع الوطني الحقيقي، وللأسف البعض ارتهن للخارج على حساب المشروع الوطني الجنوبي وللأسف بعض دول الإقليم تعمل جاهدة على خلق انقسامات مناطقية وقبلية وسياسية وطائفية حتى لا تتوحد القوى السياسية تحت أهداف محددة”.
وأضاف: “إن ما حدث في حضرموت هو محاولة للقفز على الواقع السياسي وعلى مشروع الدولة الجنوبية المنشودة التي للأسف بعض الأطراف ترى أنها لا تلبي كل أهدافها المستقبلية التي تعتمد على دولة القبيلة اليمنية وأخص بالذكر القبيلة الزيدية عبر اللجنة الخاصة وكلنا نعرف ما هو دور اللجنة الخاصة منذ إسقاط السلال ومن بعده الحمدي”.
وأردف قائلاً: “إن المشاريع التي تجمع تحت ظلها كل المتناقضات من إصلاحيين ومؤتمريين وحوثة وسلاطين والمتردية والنطيحة لن يكون لها تأثير حقيقي في الشارع الجنوبي، وقد رأينا كيف كان رد أبناء حضرموت الصاعق بعد أيام من إشهار مكون كرتوني لا قيمة له في أي سوق نخاسة”.
وختم قائلا: “أعتقد أن رد أبناء حضرموت كان كافيا وشافيا من ذلك الوباء الدخيل على ثورتنا الجنوبية ومن هنا نقول (شكرًا لأبناء حضرموت كفيتم ووفيتم)”.
العالم تجاوز (الدميات) المصطنعة:
وتحدث الناشط السياسي الأستاذ علي محمد العميسي الكازمي قائلا: “المعادلة السياسية على المستوى الدولي والإقليمي تجاوزت أي مكونات كركوزية (دميات) وإن كان الغرض منها لتكون أداة مستقبلية تخدم مرحلة يرى اللاعب الدولي أو الإقليمي أنها سوف تكون مجدية في مرحلة ما على أرض الواقع على حسب المعطيات التي سوف تمر بها مرحلة ما يكون هناك تجاذبات سياسية حاصلة لكن في الوقت الحالي مهما عملت هذه الكركوزات لن يكون لها أي فاعلية تخدم من أراد العمل على خلط الأوراق لتوازن سياسي يجعل منها ورقة فاعلة تخدم من عمل على تبني هذه المكونات مجرد أداة تعمل على تأخير تحقيق أهداف مشروع شعب الجنوب المطالب باستعادة الدولة الجنوبية إلى حدود عام 90 مع الجمهورية العربية اليمنية”.
وتابع العميسي قائلا: “إن سقف المطالب الجنوبية لم يتزحزح في أي جولة خاضها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقود مفاوضات أجريت على المستوى الدولي والإقليمي وكان ثبات سقف المطالب الجنوبية باستعادة الدولة حاضر في كل المراحل التي خاضها، وفي المقابل فإن مصير مشاريع المكونات المشبوهة الفشل كون سقف ما يعملون عليه يخدم مشروع العودة إلى باب اليمن”. وختم قائلا: تعمل أحزاب القوى الشمالية لصناعة مكون جنوبي موازي للانتقالي ولكن مشاريعهم فشلت على صخرة شعب الجنوب الذي يرفض هذه المشاريع التآمرية ضد استعادة دولة الجنوب العربي”.
الانتقالي ارتبط بمشروع القضية الجنوبية:
ونختم تقريرنا بمقتطفات من مقال للأستاذ صالح علي الدويل باراس خطه تحت عنوان “اقتلاع الانتقالي كما يتمنى أعداؤه” حيث قال: “أن تكون لدى أعداء مشروع الاستقلال قدرة على الأماني فهذا لا يعني أن أمانيهم صارت وتصير واقعا”. وأضاف: “طبعا هم لا يتقصدون القضية في أمانيهم بشكل رئيسي بل الانتقالي فقد تمنوا حين إشهاره أنه ولد ميتا، فاتّسع وتلاشت أمانيهم ، وما اتّسع لأنه الانتقالي بل لأنه مرتبط بمشروع القضية الجنوبية، وتمنوا أن الشارع الجنوبي سيسقطه وحشدوا لذلك كل الدعايات وحرب خدمات وتعطيل اقتصاد.. إلخ وإشاعات عن خلافات مع المملكة تارة، وتارة لأنه صنيعة الإمارات وأخيرا أن المملكة ستنسحب وتحل محلها قوات أمريكية، كل ذلك بات كحاطب ليل”.
لماذا تحارب القوى اليمنية والإقليمية الانتقالي؟
وأردف الدويل قائلا: “تحاربه أطراف لا يهمها قضية بل (أين موقعي) وتحاربه قوى يمنية وإقليمية لكي لا يكون طرفا سياسيًا قويًا ولا قوة عسكرية ويكون لقضيته حضور قوي في مستقبل التسوية فتتسابق الحملات مع سعي تلك القوى لشرذمتها”.
وختم قائلا: “الشعب متمسك بالانتقالي رغم أن له سلبيات ورغم أن الناس عقدت عليه آمال دولة وهو لا يملك مقوماتها لكن الناس أيضا يعلمون من المسؤول عن تعذيبهم بالخدمات ويعلمون جيدا أنه حتى لو خرج الانتقالي من الشراكة ومن الحكومة فلن يغيّر ذلك من الأمر شيئا فليس المقصود رأس الانتقالي بل المقصود رأس مشروع الجنوب الذي يحمله، لذا لا خوف على الانتقالي من تلك الأصوات، لكن المطلوب منه أن يبذل أقصى ما يقدر عليه لفك أزمات الناس خاصة في عدن لأنها ساحة حرب لكل القوى المعادية لمشروع الجنوب”.