هذه حقيقة المليشيات الحوثية !
تُدرك الجماعة الحوثية تمام الإدراك بأن الصفة المتمردة التي مُنحت إياها وقبلت تمثّلها آملين منها تحقيق معجزة السيطرة على اليمن وذلك على خلفيّة أحداث الربيع العربي وما رافقها من تشظيات لأركان نظام صنعاء دفعت بطرف السلطة آنذاك عن طريقها تصفية حساباته مع خصومه لم تصل بعد بها للمستوى المطلوب الذي يؤمّن مستقبلها السياسي من التراجع حال رضوخها للسلام وترك السلاح جانبًا، وقد تُضغط وتتحول بمرور الوقت إلى جرمٍ باهت يستهلك طاقته من الداخل ولا يشع نورًا بالقدر الذي يمكّنها من الإحتفاظ بسطوتها في سياقات الخارطة الحزبية القادمة التي يعكف الأشقاء بمعية المجتمع الدولي على صياغتها وفقا لمحددات الصراع ولتموضعات كل طرف فيها.
فالثبات نسبة للفكر المذهبي بمفاهيمه الفلسفية المختلفة الراسخة والمتجذرة عقائديًا في أذهان المجتمع منذو قرون من الزمن تبدو إلى الآن بعيدة المنال لها كجماعة إنقلابية فرضت نفسها بالحديد وبالنار، وهي بمثابة عائقا يقف أمامها ولن تتمكن بسببه النزول عن قصرها العاجي والتقرّب من عواطف الناس.
هذا ما يفسّره هروبها إلى الأمام وبالعمل على توسعة دائرة الحرب جغرافيًا دون الإكتراث لكلفتها المادية والمعنوية، خشية مواجهتها للحقيقة والواقع الذي سيعيد تشكيلها وفقًا لما تمتلكه من رصيد فكري وإنساني، بما يعني لو أتم ذلك تراجع ضخامتها وعودتها لحدودها المعقولة.
المصدر