هل يؤسس لقاء الرئيس الزُبيدي وأعيان ومشايخ صعدة لمرحلة جديدة في اليمن؟
(الأمناء / أشرف خليفة – إرم نيوز)
يعكس لقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، بوفد يمثل أعيان ومشايخ محافظة صعدة -معقل الحوثيين الرئيس-، السبت الماضي، دلالات عديدة، ربما قد تؤسس لمرحلة جديدة في مشروع مناهضة ميليشيا الحوثي الانقلابية، من داخل المناطق التي يُسيّطر عليها.
توجهات سياسية محددة
يعلم الجميع أن الزبيدي ومن خلفه مجلسه الانتقالي، يحملون توجهات سياسية محددة، كما أشار إلى ذلك في كلمته مع أبناء صعدة، إلا أن هذا الأمر لن يمنعه من دعم ومساندة أي خطوات من شأنها مجابهة الحوثيين، فإن تباينت الرؤى السياسية والميدانية بين الأطراف المتعددة في الداخل، إلا أنها تتوحد جميعها في محاربة الحوثيين.
وقال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية أسامة الشرمي: “ينظر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي للقضية اليمنية كقضية أمنية قومية من الطراز الأول، ومن ثم يجب التعامل مع كل الملفات؛ إذ لا يمكن أن يهنأ لا الجنوب ولا الشمال بالأمن في ظل وجود ميليشيا الحوثي، وفي ظل المظالم التي يعاني منها أبناء المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، وعلى رأسهم أبناء محافظة صعدة نفسها”.
وأشار الشرمي، لـ”إرم نيوز”، إلى أن: “التفاعل كان كبيراً مع هذا اللقاء، حيث إن كل الواجهات الاجتماعية والمشايخ وقيادات المقاومة في المحافظات الشمالية، تولي الكثير من الاحترام للواء عيدروس الزبيدي، وتؤمن بأنه الشخصية التي بالإمكان أن تتعاون وتتحالف معها للتخلص من ميليشيا الحوثي، كشخصية حققت الانتصارات فعلياً على أرض الواقع ضد هذه الميليشيا”.
رؤية وطنية شاملة
وبيّن الشرمي: “وعلى هذا الأساس نحن نرى بأن الخطة التي يمضي عليها الانتقالي الجنوبي منذ تأسيس مجلس القيادة الرئاسي، تحمل رؤية وطنية شاملة لتحرير كامل الأرض من ميليشيا الحوثي، ربما نشهد خلال الأيام والمراحل القادمة، بروز قيادات شمالية حقيقية معبرة عن مكونات الشعب اليمني في تلك المناطق، وتهدف إلى إنهاء ميليشيا الحوثي، بعيداً عن المزايدات السياسية والحزبية والمناطقية، التي كانت هي العنوان للمراحل الماضية، وجاءت على حساب المعركة الوطنية، وضداً من الجنوب للأسف والتي أودت بالشمال لأن يصبح فريسة لميليشيا الحوثي”.
من جانبه، قال نائب رئيس الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي أنيس الشرفي: “يأتي اللقاء في إطار جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لدعم ومؤازرة قوى الشمال ومحاولة استنهاض روح المقاومة في المجتمع الشمالي، لمواجهة تهديدات إيران وأجنداتها للتمدد في خاصرة الأمة العربية، عبر أدواتها في العديد من دول المنطقة، ويتصدر تلك الأدوات التابعة لإيران ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي تسيطر على غالبية مناطق الشمال، وتهدد أمن واستقرار الجنوب ودول الجوار الخليجي والعربي، كما تهدد أيضاً الملاحة البحرية الدولية والأمن والسلم الدوليين في المنطقة”.
وذكر الشرفي، في إطار حديثه لـ”إرم نيوز”: “التمسنا من مشايخ وأعيان صعدة اهتماما واستعدادا حقيقيا لمقاومة الميليشيا الحوثية. وأكد الانتقالي بأنه سيكون سنداً وعوناً لكل القوى المقاومة للحوثيين وإيران في الشمال”.
سلسلة من حركات المقاومة
وشدد: “لكن نجاح تلك الجهود، تتوقف على مدى استعداد بقية القوى الشمالية لتشكيل سلسلة من حركات المقاومة على امتداد مناطق الشمال، حتى تحافظ على خطوط إمداد مفتوحة، وضمان عدم ترك مقاومة صعدة وحيدة أمام ميليشيات إرهابية غادرة”.
ونوه الشرفي إلى أن: “حرص أبناء صعدة على مقاومة الحوثيين، بحكم أنهم أكثر مجتمع عاشر الحوثيين وتجرع مراراتهم ويعرف أسرارهم وخفاياهم، يحمل دلالات بالغة، على أن هذا المشروع السلالي الطائفي سينتهي مهما تقادم وطال أمده، وحاول تعبئة الناس أيديولوجياً لتغيير فكر ومعتقدات المجتمع”.
واستدرك: “إلا أنه مع كل ذلك لم يستطع تحقيق اختراقات حقيقية في مناطق عمقه التاريخي التي ينحدر منها، رغم مرور أكثر من أربعة عقود منذ بدء نشاطهم الفكري فيها، والتي عملوا خلالها على نشر وتعميم أفكارهم الراديكالية المتطرفة، فما بالك ببقية المناطق التي ما زالوا حديثي عهد في السيطرة عليها”.
العنف المسلح
وأوضح الشرفي: “مما يؤكد بأن لجوء الحوثيين إلى العنف المسلح وأدوات القمع باختلاف أنواعها، هو الذي يرهب الناس عن مقاومة تلك المليشيات، ولو التمسوا جهودا حقيقية لضرب ميليشيات الحوثيين الإرهابية، لشاهدنا عشرات الآلاف الذين يتسابقون على الالتحاق بصفوف المقاومة ضد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً”.
بدوره، يرى رئيس مركز “سوث 24” للأخبار والدراسات الاستراتيجية يعقوب السفياني، أن هذا اللقاء: “يُعد امتداداً للعلاقة الإيجابية بين القوى المناهضة لمشروع إيران في اليمن، وتواجد ميليشيا الحوثي”.
ويضيف السفياني: “تكررت خلال الفترة الماضية مثل هذه اللقاءات ولكن مع شخصيات بعينها ونسخ فردية، لكن هذا يعد حقيقةً أكبر لقاء يجمع هذا العدد، ليعبر في الوقت ذاته عن رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي، لإدارة الصراع مع الحوثيين، فرغم أن المجلس يطالب صراحة باستعادة أو استقلال الجنوب، إلا أنه في الوقت ذاته يؤكد على إسناد القوى الحية والقوى الوطنية في الشمال، لمواجهة الحوثيين ولوقف مطامعهم”.
ويشير السفياني، خلال حديث لـ”إرم نيوز”، إلى أن: “هذا اللقاء مع وفد من صعدة، من معقل الحوثيين، له رمزياته ودلالاته الكبيرة، وهو أيضاً تأكيد على أن الشمال ليس مع الحوثي، وأن القوى القبلية والقوى الحقيقية بحاجة فقط للإسناد وتنتظر الدعم لإنهاء الحوثيين والقضاء عليهم، لتكرار مشهد ثورة سبتمبر من جديد”.