مقاربة بين إخفاق أبين ونجاح حضرموت
يظهر بوضوح فشل قيادة محافظة أبين في الحفاظ على النصر في معركة السيوف الذهبية لتحرير زنجبار وجعار من قبضة الجماعات الخارجة عن القانون؛ فهي لم تتبع سياسة حلول ناجعة لمحو أثار التطرف والإرهاب في مختلف الجوانب المجتمعية والتعليمية والفكرية والثقافية، كذلك عدم اتخاذ اجراءات سليمة لاستكمال تعويض المتضررين الذي دمرت منازلهم ومزارعهم، وقوارب صيدهم… إلخ.
بالاضافة إلى الذين اعطوا الاشارة لتسليم أبين لانصار الشريعة استمر تحكمهم بموارد الدولة، حتى بعد انتخاب الرئيس (الشرعي) عبد ربه منصور هادي رئيسًا توافقيًا لليمن، لذا اخفقت السلطة المحلية في أبين من بعد تطهيرها في 12 يونيو 2012م حتى مارسه 2015م لهذا كان نصرٌ عسكريٌ هش؛ لأنه بعد دحر عناصر تنظيم القاعدة لم يتم العمل اوساط الشباب واحتوائهم لصالح الوطن، فاستغلت تلك العناصر حاجة بعض الشباب المادية، وسخرتهم لصالحها..وأثرت فيهم فكريًا، وهذا ما سهل عودتهم بسهولة، بالاضافة إلى التخادم بينهم وبين مليشيا الحوثي، التي ساعدها للعودة من الجبال الى أبرز مدن المحافظة زنجبار وجعار.
وبعد مرور (12) عامًا على ذلك النصر الذي تحقق بفضل الله، ثم بفضل أبناء المحافظة.. نجد قادة المحافظة _وجلهم من ابنائها خلال تلك المُدة _ لم يصرفوا التعويضات لاصحاب المساكن التي دمرت عقاراتهم المختلفة، وعدم التوفيق في اعادة النازحين إلى ديارهم.. وعدم تفتيت العوامل السياسية التي منعت أو عرقلت استقرار المحافظة.
بالمقابل معركة تحرير ساحل المكلا في ابريل 2016م..والتي قدم فيها رجال المقاومة الحضرمية بمختلف تشكيلاتهم.. ودعم اماراتي وسعودي..درس في فنون التصدي للأعمال الإرهابية ..في معركة قادها اللواء الركن فرج البحسني..كللت باستعادة حاضرة حضرموت / المكلا إلى حضن الشرعية.. وتقديم التعويض بكافة أنواعه، والدعم للمتضررين جميعًا من المعركة؛ لتستقر المحافظة منذُ يوم النصر العظيم في 24 ابريل وتصبح أنموذجًا في الأمن والاستقرار مقارنة ببقية المحافظات الأخرى حيث قام ببناء المؤسسات والمراكز التعليمية والثقافية للحفاظ على النصر ومنها كلية الشرطة وتأهيل النخبة الحضرمية والوحدات الأمنية والاهتمام بالتعليم الجامعي ودور الثقافة والمسرح والملاعب الرياضية… إلخ.
فاذا نظرنا إلى الانجازات التي حققتها القيادة الحضرمية كالحفاظ على النصر واستكمال جوانبه، والقضاء على الأثار التي تركتها القاعدة عند سيطرتها على المكلا لما يقارب العام، أيضًا من تلك الانجازات حصنت الشباب من فكر القاعدة في المدينة المسالمة والآمنة..
بعكس ماحصل في أبين وهو تدمير ماتبقى من قبل ضعفاء النفوس ولم تحقق السلطة اي تنمية او انجازات تنموية او تعليمية، فالوضع في أبين اليوم لم تعشه من قبل.
فهل ننتظر ممن أوصلوا أبين إلى هذه الحالة أن يخرجوا للرأي العام ويعترفوا باخطائهم..وتقتدي السلطة الحالية بالتجربة الحضرمية الناجحة؟
المصدر