اليمن تحت سطوة التغيرات المناخية
أعلنت حكومة اليمن المعترف بها، الإثنين، 4 مناطق منكوبة من محافظة حجة في الشمال الغربي للبلاد.
وبعد رياح عاصفة وأمطار غزيرة أدت إلى تدفق فيضانات مدمرة لمخيمات وأراضي زراعية، وجد الآلاف من النازحين والسكان في 4 مديريات في حجة أنفسهم في العراء بعد أن أفلتوا بأرواحهم وتركوا كل مقتنياتهم للسيول.
وقالت الحكومة اليمنية، إن “أربع مديريات شمالي محافظة حجة، باتت مناطق منكوبة بالفعل إثر الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحتها الأيام الماضية، مما أسفر عن تضرر مئات الأسرة النازحة”.
كما أطلقت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، وهي وكالة تابعة للحكومة اليمنية نداء للمنظمات الدولية والجهات المعنية للتدخل لإنقاذ مئات الأسر في 4 مديريات شملها الإعلان كمناطق منكوبة هي “حيران” و”عبس” و”ميدي” و”حرض”.
وشهدت عديد المحافظات اليمنية منها تعز والحديدة وحجة مؤخرا أمطارا غزيرة مصحوبة بعواصف ورياح شديدة، خلفت أضرارا كبيرة في الممتلكات وكانت مواقع النزوح هي الأكثر عرضة للخسائر إثر عيش مئات الأسر في مخيمات مهترئة غير مؤهلة للصمود أمام الأمطار.
غياب الاستجابة
رغم النداء الحكومي لتقديم الإغاثة للأسر المتضررة التي تقيم في مخيمات النزوح في حجة، إلا أن الجهات المختصة والمنظمات الدولية لم تستجب حتى الآن، وفقا للمسؤولين اليمنيين.
أضرار بالغة للتغيرات المناخية باليمن
وقال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة حجة عبده مساوى، إن مساكن نحو 3 آلاف و 521 أسرة نازحة، تدمرت بشكل كلي أو جزئي، وتعرضت المواد الغذائية والإيوائية للتلف، جراء تسرب مياه الأمطار إلى مساكن النازحين.
وأضاف مساوى أن هذه الأسر التي تضم آلاف السكان النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، في مديريات ميدي وحرض وحيران وعبس، باتت بحاجة شديدة إلى تدخلات عاجلة في قطاع المأوى والمواد الإيوائية وقطاعات الغذاء والمياه والإصحاح البيئي.
وأعرب المسؤول الحكومي عن أسفه “لتقاعس المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية المعنية في إنقاذ المواطنين رغم نداء الاستغاثة الذي وجهناه في يوم بدء الفيضانات ونكررها اليوم مجددا إثر استمرارها وندعو لسرعة إنقاذ ما أمكن”.
وقال “هناك كارثة إنسانية حقيقية حلت بآلاف المواطنين النازحين الذين فقدوا مساكنهم ولم يعد معهم مستلزمات الإيواء الأساسية من فرش وبطانيات وهم بحاجة للمساعدة الطارئة بما في ذلك المساعدات الغذائية والمأوى والمواد غير الغذائية وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة.
أضرار بالغة للتغيرات المناخية باليمن
تدخل حكومي بدعم إماراتي
في المناطق الريفية المنكوبة غربي تعز، وجه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية الذي يقودها بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي للتدخل في تقديم المساعدات الطارئة.
ووفقا لبيان للمقاومة الوطنية فإن خلية الأعمال الإنسانية بدأت تقييم حجم الأضرار التي خلفتها سيول الأمطار في مديرية مقبنة غرب تعز ومباشرة تقديم المساعدات الطارئة للمتضررين من هذه الكارثة التي فاقمتها التغيرات المناخية.
وكانت السيول والفيضانات الجارفة الناتجة عن الأمطار الغزيرة في مديريتي شرعب الرونة ومقبنة غربي تعز ألحقت أضرارا وخسائر مادية وبشرية في صفوف المواطنين.
توجه حكومي للاستفادة من التوجهات الدولية
في السياق، وجه رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن مبارك، بإعداد رؤية وطنية تعكس أولويات واحتياجات مواجهة الآثار المدمرة للتغيرات المناخية في اليمن، خصوصاً على سبل العيش، والموارد البيئية، والخدمات الأساسية، والبنى التحتية، والدعم الدولي المطلوب للحد من تداعياتها.
أضرار بالغة للتغيرات المناخية باليمن
وترأس بن مبارك في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم اجتماعا حكوميا لمناقشة تداعيات التغيرات المناخية في البلاد والاطلاع على التحضيرات الجارية لمشاركة اليمن في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب 29) المقرر عقدها بباكو في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال بن مبارك إن اليمن “من أكثر الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية، وأقل الدول مساهمة في الانبعاثات المتسببة بظاهرة التغير المناخي”، مشيرا إلى ضرورة تقديم رؤية واضحة لعرض آثار واحتياجات البلاد ورؤيتها لمواجهة التغيرات المناخية على اليمن.
وأكد بن مبارك على أهمية بناء استراتيجية تفاوضية شاملة تتضمن التحديات غير المباشرة والمرتبطة بالتغيرات المناخية، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لتحسين القدرات الوطنية في مواجهتها والتنبؤ بها، والاستفادة منها والتكيف المستمر مع تقلباتها، وذلك لتخفيف حدة مخاطر التغيرات المناخية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت مؤخرا تضرر أكثر من 158 ألف شخص توفي منهم 10 أشخاص، وأصيب 14 آخرون جراء الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة في اليمن، منذ يناير/ كانون الثاني وحتى 28 يوليو/تموز الماضي 2024.
المصدر