حضرموت على صفيح ساخن .. مطالب حقوقية مشروعة امام شعب جائع
4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
في ستينيات القرن الماضي غنى الفنان الراحل محمد جمعة خان اغنيته المشهورة ( ياحضرموت افرحي .. بترولنا بايجي .. الفقر ولى وراح..) وتغنى معه أبناء حضرموت حينها على أمل ان يتحقق ذلك الحلم ويزول عنهم الفقر
مع اكتشاف النفط في حضرموت حين ذلك الزمن ومعه أستبشر ابناء حضرموت خيراً بالعيش في رغد وحياة كريمة’ ليش لا وارضهم تقع على بحيرة نفط وتمتلك ثروات معدنية وطبيعية هائلة’ الا ان تلك الاحلام والآمال تبخرت وذهبت ادراج الرياح’ ولم يتحقق من الاغنية الا شطرها الأول الذي ذهب لغيرهم من قوات الاحتلال واعوانهم من الفاسدين والمتنفذين بينما الشطر الآخر لازال جاثما على صدورهم’ فعاش الحضارم يتغنون على انغام الفقر والجوع والمعاناة وحرب الخدمات.
” انتفاضات شعبية”
أمام تلك الأوضاع المعيشية الصعبة والمعاناة وسعياً للعيش بكرامة وكبرياء والحصول على حقوقهم كاملة غير منقوصة’ هاهم أبناء حضرموت يعلنون انتفاضتهم الشعبية الثالثة التي دعى لها مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت الذي يقوده الشيخ عمرو بن حبريش العليي من خلال تبنيه عدد من المطالب الحقوقية لابناء حضرموت لتحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين ووضعها على طاولة السلطة المحلية وامهالهم ثلاثين يوماً من تاريخ اصدار البيان في الثالث عشر من يوليو مالم سيكون التصعيد والاستيلاء على الارض والثروة.
هذه الانتفاضة التي تعد الثالثة بعد انتفاضتين سميت بالهبة الشعبية الأولى جاءت
بعد مقتل الشيخ القبلي المقدم سعد بن حبريش على أيدي قوات الاحتلال اليمني قبل احدى عشر عام انتفض الحضارم فيها واستولوا على منابع النفط وطرد الحرس القديم لقوات الاحتلال اليمني الذي كان جاثما على حقول النفط’ وضن الجميع ان حضرموت سوف تتحرر وتسيطر على ثرواتها وينعم اهلها بخيراتها الا ان الطامعين والفاسدين لم يريدوا لحضرموت الخير فعاودوا اطماعهم من جديد وتركوا لأبناء حضرموت الفتات.
وبعدها بسنوات انتفض الحضارم في الهبة الثانية وانتشروا في الارض وتكالب كافة شرائح المجتمع علها تكون ثورة اقوى من ذي قبل الا انها باءت بالفشل.
” الثالثة ثابته”
انطلاقاً من مبدأ الثالثة ثابته يتفاءل الحضارم بهذه المقولة’ فقد أعلن مؤتمر حضرموت الجامع الذي يرأسه الشيخ عمرو بن حبريش العلي ويضم كافة الشرائح والطوائف الحضرمية في بيان له عقب اجتماع استثنائي لتدارس ما آلت اليه الأوضاع المعيشية بحضرموت من فقر مدقع وحرب في الخدمات خصوصاً الكهرباء إضافة الى مشكلة التعليم’ انطلاقاً من تلك المعاناة التي يكابدها أبناء حضرموت المحافظة الغنية بالثروات النفطية والمعدنية والطبيعية’ أعلن في بيانه عدد من المطالب الموجهة الى السلطة المحلية لتنفيذها وتحقيقها كمطالب مشروعة وعادلة وحظي البيان بتأييد شعبي كبير كون المطالب عامة وامهل السلطة ثلاثين يوماً لتنفيذها مالم سيتم التصعيد والسيطرة على الارض والثروات’ وتزامن ذلك مع زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لحضرموت في زيارة مبطنة لتنفيذ اجندات لم تعلن منها سواء انها من أجل الاطلاع على المشاريع’ في الوقت التي كانت حضرموت تغلي على صفيح ساخن.
” اولى خطوات التصعيد”
أعلن مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت عن عدم ترحيبه بهذه الزيارة في الوقت الراهن ورفضها ومنع تصدير النفط
فسارع حلف قبائل حضرموت لتحركات مسلحة في الهضبة النفطية في إطار تهديد من الحلف بالسيطرة على منابع النفط’ وعقد اجتماعا موسعاً وطالب بحقوق حضرموت في الثروة والسلطة وهدد بالسيطرة على الثروة النفطية في حال لم يتم التجاوب مع مطالبه في مهلة 48 ساعة.
خصوصا بعد
رفض العليمي اللقاء برئيس الحلف الشيخ عمرو بن حبريش ليرد الأخير بتحرك مسلح ونشر نقاط لمسلحين قبليين في الهضبة النفطية بعد انتهاء مهلة ال 48 ساعة والسيطرة على الارض ومنابع النفط ومنع خروج القاطرات من حقول النفط.
” زيارة اشعلت الصراع”
قال محللين ان زيارة العليمي اشعلت الصراع بدلا ان تأتي لاخماد الحرائق’ وسط وعود معسولة كسابقاتها من الوعود’
ومع مغادرة العليمي
كان بن حبريش يزور مواقع ونقاط المسلحين القبليين في هضبة حضرموت ، بعد نشر الحلف العديد من النقاط في مداخل الشركات النفطية بالمحافظة’
وأصداره الأوامر والتوجيهات لرفع الجاهزية والاستعداد لتنفيذ خطوات تصعيدية أكبر .
” تأييد”
خطوات حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع تلك قوبلت بتأييد كبير من قبل قبائل حضرموت الذين توافدوا إلى مخيم الاعتصام لإعلان تضامنهم والوقوف معهم حتى تتحقق المطالب وينعم أبناء حضرموت بخيرات بلادهم.
” انتظار وترقب”
ينتظر ابناء حضرموت الى حين انتهاء مهلة الثلاثين يوما ‘ وماذا بعدها هل تذعن الحكومة والسلطة المحلية لمطالب ابناء حضرموت ام انهاء ستضرب بتلك المطالب عرض الحائط ‘ ترقب مشوب بالحذر في حالة عدم التجاوب خصوصاً أن حلف قبائل حضرموت اعلنوا عن عدم التراجع عن مطالبهم وسيواصلون التصعيد والسيطرة على الارض والثروات.
” أمل وعدم ثقة”
ويرى مراقبون انه في الوقت الذي يحذوا أبناء حضرموت الأمل في نجاح هذه الانتفاضة الا انه امل مصحوبا بعدم الثقة كونهم قد خاضوا انتفاضتين في السابق ولم تحقق مبتغاها’ مع ورود مخاوف بأن تتحول هذه الانتفاضة ومطالبها إلى طريق آخر.