معارك ضارية في كورسك.. وبيلغورود تعلن حالة الطوارئ
4 مايو/ وكالات
تشهد مسارح القتال الحدودية بين روسيا وأوكرانيا معارك ضارية في منطقة كورسك، ففيما أعلنت كييف إحراز قواتها تقدماً وسيطرتها على مزيد من الأراضي وأسر عشرات الجنود الروس، شددت موسكو على أنها صدت هجمات أوكرانية للتوغل أعمق وكبدت الأوكرانيين خسائر فادحة، بينما أكدت أوكرانيا اعتزامها فتح ممرات لإجلاء المدنيين.
وتقدمت القوات الأوكرانية واستكملت توغلها عبر الحدود إلى مقاطعة كورسك الروسية للأسبوع الثاني، زاعمة أنها سيطرت على مزيد من الأراضي وأسرت المزيد من الجنود الروس ودمرت قاذفة قنابل. وتقدمت القوات الهجومية ما بين كيلومتر إلى كيلومترين في بعض أنحاء كورسك، وفق ما ذكره قائد الجيش الأوكراني، أولكساندر سيرسكي. وأضاف سيرسكي أن القوات الأوكرانية أخذت أكثر من 100 جندي روسي أسيراً. وأضاف رئيس الأركان الأوكراني، أن القوات المنتشرة في كورسك دمرت طائرة من طراز سو-34 روسية تستخدم في إطلاق قنابل انزلاقية مدمرة على مواقع على الجبهة ومدن أوكرانية.
في الأثناء، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الحدودية الروسية حالة الطوارئ، وسط قصف عنيف من القوات الأوكرانية. وصف الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف الوضع في بيلغورود بالصعب والمتوتر للغاية، مشيراً إلى أن السلطات نقلت أطفالاً على وجه الخصوص إلى أماكن آمنة، وإن حوالي 5000 طفل موجودون في مخيمات. وأضاف أن حوالي 11 ألف شخص فروا من منازلهم، مع بقاء قرابة ألف في مراكز إيواء مؤقتة.
ونشرت قناة وان بلاس وان التلفزيونية الأوكرانية، أمس، تقريراً قالت إنه من بلدة سودجا الروسية التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود. وأظهر التقرير معدات عسكرية روسية محترقة في طرق، بالإضافة لجنود أوكرانيين يسلمون مساعدات إنسانية للسكان المحليين، ويزيلون أعلام روسيا من مبنى إداري.
على صعيد متصل، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، إن كييف تعمل على إقامة منطقة أمنية في كورسك، وتعتزم تنظيم مسألة المساعدات الإنسانية وفتح ممرات لإجلاء المدنيين الراغبين في الذهاب إما إلى روسيا أو أوكرانيا. وأضافت على تطبيق تلغرام، أن أوكرانيا تعتزم تنظيم دخول المنظمات الإنسانية الدولية أيضاً إلى المنطقة.
صد هجمات
من جهته، أكد الجيش الروسي، أمس، أنه صد هجمات أوكرانية كانت تهدف إلى الدخول أعمق في منطقة كورسك. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن القوات الروسية، مدعومة بالطيران والمسيرات والمدفعية أحبطت محاولات مجموعات متنقلة معادية بمركبات مدرعة للدخول في عمق الأراضي الروسية، وألحقت بالأوكرانيين خسائر فادحة.
وفيما أعلنت قيادة القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، إسقاط 17 مسيرة من أصل 23 أطلقتها روسيا على أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت 4 صواريخ من طراز توتشكا-يو، و3 صواريخ هيمارس، و147 مسيرة، بالإضافة إلى استهداف محطة وقود للقوات المسلحة الأوكرانية.
معضلة
إلى ذلك، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن التوغل العسكري الأوكراني في روسيا خلق معضلة حقيقية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن مسؤولي بلاده على اتصال دائم بالأوكرانيين بشأن هذه الخطوة. وأكد بايدن أنه جرى إطلاعه كل أربع إلى خمس ساعات على تحركات أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي.