الوعي الجنوبي واعداء التحرير والاستقلال
4 مايو / منير النقيب
في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تعيشها اليمن، يبرز وعي وإدراك شعب الجنوب كركيزة أساسية في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد مشروع التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية. تعرض الجنوب منذ عقود لمحاولات عديدة من قبل قوى مختلفة تستهدف طمس هويته وتفكيك نسيجه الاجتماعي والسياسي. اليوم، ومع تصاعد التحديات، يقف الجنوب أمام محاولات جديدة تسعى لإفشال مشروعه الوطني، يقودها محور يضم مليشيات الحوثي وتيار حزب الإصلاح الممثل لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن.
*الدفاع عن الهوية
منذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في 2007، أظهر شعب الجنوب وعيًا متزايدًا تجاه المخاطر التي تحيط بمشروعه الوطني. تمثل هذا الوعي في إدراكه لطبيعة الأجندات الخارجية والداخلية التي تستهدف الجنوب، حيث يسعى الحوثيون والإخوان إلى تقويض حلم الجنوب بالتحرير واستعادة دولته المستقلة.
الحوثيون الذين يحملون مشروعًا طائفياً يمثل اجندات إيران يهدف إلى السيطرة على كامل اليمن، يرون في الجنوب عقبة أمام طموحاتهم، الأمر الذي جعلهم يمدون ايديهم مع اعداء المذهب والتوجه تنظيم الإخوان لتكوين تحالف موحد للقضاء على مشروع شعب الجنوب والتخطيط لاحتلال الجنوب للمرة الثالثة.
كون تيار الإخوان ينظر إلى إبقاء اليمن موحدًا تحت سيطرتهم مع مليشيات الحوثي، مما يجعل الجنوب ساحة صراع بين هاتين القوتين.
* الإعلام الجنوبي
الإعلام الجنوبي لعب دورًا محوريًا في تعزيز وعي المواطنين بطبيعة التحديات والمؤامرات التي تُحاك ضد مشروعهم الوطني. من خلال التوعية المستمرة والتغطية الميدانية للأحداث، نجح الإعلام الجنوبي في كشف محاولات التلاعب والتضليل التي تمارسها الأطراف المعادية.
لم يعد خافيًا على أحد الدور الذي تلعبه بعض المنصات الإعلامية المرتبطة بحزب الإصلاح أو الحوثيين في بث الشائعات ونشر الأخبار الزائفة بهدف إضعاف معنويات الجنوبيين وتشتيت وحدتهم.
*وحدة الصف الجنوبي
أدرك شعب الجنوب أن الوحدة الداخلية هي صمام الأمان الوحيد لمواجهة التحديات. لذلك، تركزت الجهود خلال السنوات الأخيرة على تعزيز التلاحم بين مختلف المكونات الجنوبية. أصبحت هناك قناعة مشتركة بأن الانقسامات الداخلية لن تخدم إلا أعداء الجنوب، لذلك اتجهت القوى الجنوبية نحو العمل المشترك تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي أو من خلال التنسيق مع بعض الأطراف الأخرى التي تشاركهم نفس الهدف.
*صمود شعبي
إلى جانب الوعي السياسي، تجلى إدراك الشعب الجنوبي لحجم المؤامرات في صموده على الأرض. منذ حرب 2015 وحتى اليوم، قدم الجنوب تضحيات جسيمة في سبيل الحفاظ على هويته ودولته. تصدى أبناء الجنوب لمليشيات الحوثي في مختلف الجبهات، وأفشلوا محاولات الإخوان السيطرة على المناطق الجنوبية. هذه المواجهة لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت تعبيرًا عن إرادة شعبية واسعة ترفض الخضوع لأي مشاريع خارجية أو داخلية لا تخدم مصالح شعب الجنوب.
* الجنوب و الاستعداد للمستقبل
في ضوء هذه التحديات، يركز شعب الجنوب على تعزيز مؤسساتهم وبناء قدراتهم، استعدادًا لأي مواجهة قادمة. هناك وعي متزايد بضرورة الاعتماد على الذات وتطوير البنية التحتية والمؤسسات الأمنية والعسكرية، حتى يتمكن الجنوب من الدفاع عن مكتسباته وحماية مشروعه الوطني.
وتعتبر إرادة وعزيمة شعب الجنوب كعامل حاسم في مواجهة المؤامرات التي تستهدف مشروع التحرير والاستقلال. رغم التحديات والمخاطر، يظل الجنوب متمسكًا بحقه في استعادة دولته وبناء مستقبل أفضل لأبنائه. هذه المواجهة ليست فقط عسكرية، بل هي أيضًا معركة وعي وإرادة، حيث يثبت الجنوبيون كل يوم أنهم على قدر المسؤولية في الدفاع عن هويتهم ومشروعهم الوطني.