البرهان يتبنى خطاب الإخوان… هل أصبح اللعب على المكشوف؟
الخرطوم(صوت الشعب)خاص:
أظهر المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أمس بمدينة بورتسودان، بمشاركة الصادق الرزيقي، وهو أحد كوادر الحركة الإسلامية وضابط أمني، وضعه النظام السابق بمنصب “رئيس اتحاد الصحفيين”، أظهر حقيقة لا مجال للشك فيها بأنّ الإخوان المسلمين أصبحوا أصحاب القرار، وأنّهم يتحكمون بالقوات المسلحة وبكل مفاصل الدولة.
ووفق صحيفة (الراكوبة) فإنّ المؤتمر الصحفي يُعدّ إشارة واضحة إلى رجوع عهد قمع الحريات عامة، والحريات الصحفية خاصة، والعودة إلى سياسة تكميم الأفواه في السودان، بالإضافة إلى إظهار علاقة البرهان بالحركة الإسلامية.
وأضافت الصحيفة أنّ تبنّي #البرهان لجميع شعارات الحركة الإسلامية الانقلابية، كان الغرض منه الإعلان بشكل رسمي عن طبيعة الحرب التي شنتها جماعة الإخوان المسلمين (المؤتمر الوطني وقيادة الجيش) في 15 نيسان (أبريل) 2023، بهدف العودة إلى السلطة مُجدداً، بعد أن أفشل التيار المدني الثوري انقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021.
وذكرت الصحيفة أنّ ظهور البرهان على منصة اتحاد الصحفيين السودانيين، التابع للنظام السابق “جماعة الإخوان المسلمين”، أرسل رسالة واضحة إلى الجميع، بما فيهم (نقابة الصحفيين السودانيين) التي تكونت في فترة الانتقال الديمقراطي، وكانت رسالته لها بأنّها غير معترف بها، ولربما سيتم ضربها بقوة في المرحلة المقبلة، رغم أنّها لم تعمل على مناهضة مجموعة (بورتسودان) بذلك الشكل الذي يجلب لها كل هذا العداء، ولكنّها كراهية الحركة الإسلامية لكل ما هو قائم على ظلال ثورة كانون الأول (ديسمبر).
وأكدت الصحيفة أنّ البرهان في مؤتمره الصحفي تبنّى أجندة النظام البائد وحزبه المحلول بالكامل دون لبس أو غموض، وبلا أدنى خجل، فقد أكّد بشكل قاطع أنّه لن يذهب إلى (جنيف)، ولن يفاوض قوات الدعم السريع، ولن يشارك في اجتماع تكون طرفاً فيه، وأنّه لا حل إلّا استمرار الحرب، حتى لو استدعى الأمر (100) عام، وبالتالي فناء جميع السودانيين، وبنى ذلك على أنّ الحرب الراهنة إنّما هي نتاج مؤامرة إقليمية ودولية تهدف إلى إضعاف البلاد عبر تأجيج الصراع الداخلي.
كما أعلن من منبر الجماعة عن نيته إعلان حكومة مرحلية لقيادة البلاد خلال فترة انتقالية، وهو مطلب جماعة الإخوان الذي ظلت تنادي به منذ الانقلاب، حتى تضمن سيطرتها على مفاصل الدولة وعودتها بصورة كاملة إلى الحكم مرة أخرى.
هذا، واعتبر مراقبون أنّ مؤتمر البرهان وتبنّيه أجندة الإخوان ليس سوى الإعلان بخروج التحالف القائم بين قيادة الجيش والحركة الإسلامية إلى العلن لأول مرة، وإعلان الإجهاز على أيّ مظهر من مظاهر ثورة كانون الأول (ديسمبر)، ووأد فكرة العودة إلى التحول المدني الديمقراطي، وإعلان الحرب بصورة رسمية وواضحة على كل دعاته.