هجمات بحرية وحرب اقتصادية.. الحوثي يشل حركة ميناء عدن
يافع نيوز – العين
لم يضر استهداف مليشيات الحوثي للسفن حرية التجارة العالمية فحسب، وإنما ألحق تبعات خطيرة على الاقتصاد في الجنوب التي وصلت لشل ميناء عدن.
فالميناء الذي ظل همزة وصل لربط الشرق بالغرب منذ القدم، باعتباره شريان الجنوب الرئيسي والمنفذ التجاري الأول، بات في وضع مؤلم تحت وطأة ضربات حوثية ممنهجة، ابتداء من حرف مسار التجارة بالقوة نحو ميناء الحديدة وصولاً لاستهداف الناقلات وانعكاسها الكارثي على السفن المتجهة لأكبر الموانئ الجنوبية.
وكانت حادثة سفينة المساعدات الأمريكية “سي شامبيون” التي وقعت في 19 فبراير/شباط خلال إبحارها إلى ميناء عدن، واحدة من نماذج الوجه الآخر لحرب الحوثي على الجنوب.
شلل الإيرادات
أظهر الفحص السريع شللا كبيرا في النشاط التجاري في ميناء عدن إثر الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، إضافة لإجبار الحوثيين التجار باستيراد بضائعهم عبر ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين.
وأدى تحويل الواردات من عدن إلى الحديدة إلى خسارة الحكومة لإيرادات قدرها 637,36 مليار ريال خلال الفترة من أبريل/نيسان 2022 وحتى يونيو/حزيران 2023، مع تحقيق الحوثيين مكسبا كبيرا”, وفقا لتقارير أممية.
وهو ما تثبته مقارنة الحركة، إذ كان هناك بين 3 و5 سفن بين راسية ومنتظرة بالغاطس ومتوقع وصولها في ميناء عدن مقابل 14 سفينة فأكثر بين راسية ومنتظرة بالغاطس ومتوقع وصولها في حالة ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين.
ووفقا للعاملين في ميناء عدن فإن إيرادات الميناء انخفضت بنسبة 50% مع شن مليشيات الحوثي هجماتها البحرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبحسب النقل فإن شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 شهد دخول 12 سفينة وارتفعت إلى 14 سفينة في يناير/كانون الثاني 2024, رغم نقل آلية تفتيش السفن التجارية من ميناء جدة إلى ميناء عدن للمرة الأولى منذ قرابة 9 أعوام، وكان يفترض التغير إيجابا.
كما شهد الميناء جهودا لزيادة عدد الخطوط الملاحية، إلا أن تأثير حرب الحوثي الاقتصادية والهجمات البحرية كانت أكبر الأسباب وراء شل إيرادات ميناء عدن.
الميناء الأخطر
من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي ماجد الداعري أن تصعيد الحوثيين لهجماتهم بالبحر الأحمر وباب المندب أدى إلى تصنيف ميناء عدن، ضمن الموانئ الأكثر خطورة بالعالم، في ظل عجز الحكومة عن إحداث أي تصحيح أو تغيير في هذه التوصيفات الملاحية العالمية المجحفة إثر غياب التنسيق الحكومي اقتصاديا وسياسيا.
وأشار الداعري، خلال حديثه إلى أن العاصمة عدن تنعم باستقرار أمني كبير وتعيش اليوم بعيدا عن الحرب الحوثية التي باتت مركزة في اليمن، غير أن الهجمات الحوثية جعلت ميناء عدن يدفع الثمن.
ولفت إلى أن “المشكلة أكبر وأعمق مما قد تبدو، ومقترنة بطبيعية التوترات بالمنطقة عموما، ومتداخلة مع الملف السياسي في البلاد”، داعيا إلى ضرورة البحث عن حلول جدية وخيارات حكومية حقيقية.
وأحد هذه الخيارات دعم تأمين السفن التجارية الخاصة باستيراد المواد الغذائية الضرورية، إلى جانب مؤازرة الضغط الدولي لوقف حرب غزة لقطع استغلالها من قبل الحوثيين كذريعة للهجمات البحرية ذات التأثير الكارثي على الشعب ، وفقا للداعري.