اليمن.. السيول تُخلف أضرارًا هائلة تطال 400 ألف شخص و17 ألف مسكن وتهدد سبل العيش
(الأمناء نت / وكالات:)
خلفت السيول التي شهدتها اليمن مؤخرا أضرارا كبيرة طالت المواطنين والممتلكات والبنية التحتية وأدت إلى موجات نزوح جديدة في عدة محافظات، ومفاقمة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين اليمنيين.
وأوضح تقرير للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، صادر اليوم، أن اليمن تواجه حالة طوارئ مناخية بسبب الفيضانات المستمرة، والتي أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحرجة بالفعل.
وأضاف أنه خلال الفترة من أبريل إلى أغسطس 2024، أحدثت الفيضانات دمارا في 19 محافظة يمنية، مما أثر على 63195 أسرة، وخاصة في مواقع النازحين داخليًا، مشيرا إلى أن الفيضانات دمرت المنازل والمزارع وسبل العيش، في حين أعاقت الألغام الأرضية وأضرار الطرق والدمار الواسع النطاق توصيل المساعدات.
وأفاد التقرير، بأن 424 ألفا و123 شخصًا تأثروا بشكل مباشر من الفيضانات، مع حدوث اختلالات كبيرة ناجمة عن هطول أمطار موسمية غزيرة ومستمرة بشكل غير عادي في الفترة من أواخر يونيو إلى أغسطس.
وأشار إلى أن 8 ملايين شخص معرضون لمخاطر عالية، وهذه الأمطار، التي تفاقمت بسبب مناخ اليمن المعقد والمتغير، أدت إلى فيضانات واسعة النطاق في عدة محافظات، وأثرت على النساء والأطفال، وخاصة في الأسر النازحة.
ولفت التقرير، إلى أن الفيضانات أدت إلى تدمير أكثر من 17 مسكن ومأوى في جميع أنحاء المناطق المتضررة، مما ترك آلاف الأسر بلا مأوى أو نازحة، وكشفت أن الفيضانات أدت إلى نزوح أكثر من 12 ألف أسرة في مأرب وحدها، مع حلول العام 2024 وهي المحافظة التي تمثل نقطة محورية للنازحين داخليًا طوال فترة النزاع المستمر.
وذكر أن السيول أثرت في مخيمات ومواقع النازحين في محافظة مأرب، حيث تم تدمير عدد من الملاجئ وتلوث المياه ما أدى إلى إيجاد حالة طوارئ صحية، وتفاقم التحديات التي يواجهها السكان النازحون في المحافظة.
وقال التقرير، إن الفيضانات ألحقت أضرارا بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية في عدة محافظات، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية وانقطاع التيار الكهربائي الذي أدى إلى تعطيل تقديم الرعاية الصحية.
وتطرق إلى الأضرار التي لحقت بالقطاع التعليمي والصحي في المحافظات المتضررة من السيول، ووفقا لتقارير الهلال الأحمر اليمني فقد دمرت سبع مدارس على الأقل بالكامل و15 مدرسة بشكل جزئي وتعرض البعض الآخر لأضرار جسيمة، مما ترك العديد من الأطفال دون إمكانية الوصول إلى التعلم الآمن وإجبارهم على التوقف عن تعليمهم وزيادة مخاطر التسرب من التعليم.
وأضاف التقرير، أن الفيضانات أعاقت بشكل كبير عمل المرافق الصحية في جميع أنحاء المناطق المتضررة، ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان فإن العديد من المراكز الصحية تضررت، بما في ذلك المستشفيات الكبرى مثل مستشفى الثورة ومستشفيات المحابشة التحويلية بالحديدة، بالإضافة إلى 74 مركزاً صحياً تأثرت بالظروف الجوية القاسية في عدة محافظات.
وأشار إلى أن هذه المرافق تعاني نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك المعدات الطبية والسوائل الوريدية، والتي تعتبر ضرورية لمواجهة زيادة عدد حالات الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشكلات الصحية المرتبطة بالفيضانات، التي أدت إلى تفاقم تفشي وباء الكوليرا في اليمن بشكل كبير، وارتفاع حالات الإصابة بالولاء.
وتطرق التقرير، إلى أن مياه الفيضانات أدت إلى نقل الألغام الأرضية إلى مناطق جديدة، مما أدى إلى تعقيد الوصول إليها وزيادة المخاطر على السكان وعمال الإغاثة على السواء.
وفيما يتعلق بالأمن الغذائي وسبل العيش ووفقا لجمعية الهلال الأحمر اليمني، فقد تعرضت الأراضي الزراعية والماشية للتدمير، وأثرت بشدة على الأمن الغذائي في المناطق المتضررة.
وبحسب التقارير الإنسانية فإن الفيضانات غمرت الأراضي الزراعية، ودمرت المحاصيل، وقتلت الماشية، تاركة العديد من الأسر دون طعامها ومصدر دخلها الأساسي، وقد أدت هذه الخسارة إلى زيادة الاعتماد على المساعدات الإنسانية، مع تفاقم نقص الغذاء بشكل أكثر حدة في المناطق الأكثر تضررا.