التطرف الديني والإقصاء السياسي.. مافيا العبث تواصل اختطاف تعز
4 مايو / متابعات
أعادت حادثة الاعتداء على الحاضرين بمهرجان تعز العيدي، السبت، تسليط الضوء على الوضع الذي تعيشيه المدينة الخاضعة منذ نحو 8 سنوات لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين، وما طرحت خلفيات وأسباب هذه الحادثة من تساؤلات على الصعيد السياسي والمجتمعي.
وأصيب عدد من الحاضرين في المهرجان جراء إطلاق مسلحين يرتدون الزي العسكري للرصاص بشكل عشوائي نحوهم قبيل اختتام المهرجان، الذي نظمه مكتب الثقافة بتعز وبرعاية من عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح، بملعب الشهداء بمدينة تعز.
وعلى الرغم من مسارعة حزب الإصلاح بتعز (الذراع المحلي للإخوان في اليمن) إلى إصدار بيان تنديد بالحادثة، إلا أن مدير مكتب الثقافة عبدالخالق سيف كشف في منشور له أن المعتدين هم أفراد كتيبة المهام الخاصة التابعة لمحور تعز والتي يقودها يحيى الريمي، والذي يعد واحداً من العناصر العسكرية المؤدلجة إخوانياً.
كما أن الرواية المتداولة من قبل نشطاء الإخوان للحادثة، بررت إطلاق النار من قبل المسلحين على الحضور والتسبب بحالة من الفزع والرعب في صفوفهم وإصابة البعض منهم بجروح، بذريعة قيام أعضاء بلجنة تنظيم المهرجان بتوزيع صور العميد طارق على الحضور.
وسبق المهرجان قيام عناصر مسلحة بإحراق لافتات ضخمة تم نصبها للمهرجان في شوارع المدينة، في حين قالت وسائل إعلام تابعة للإخوان بأنهم “جرحى تعز” وأن ما قاموا به هو بسبب وجود صور للعميد طارق، وأن ذلك يعد “إهانة لتضحيات المدينة”، في خطاب لافت يعود لما قبل التقارب السياسي بين جماعة الإخوان في تعز وقيادة المقاومة الوطنية بالساحل الغربي.
تقارب نُظر إليه كإنجاز سياسي هام لتعزيز وحدة الصف داخل المعسكر المناوئ لجماعة الحوثي، وأحد ثمار إعلان مجلس القيادة الرئاسي بديلاً لمرحلة إدارة الرئيس السابق هادي، ويغلق معه مرحلة الصراع التي طغت على المشهد في المناطق المحررة، وكانت تعز أبرز ضحاياها، بعد أن حولتها جماعة الإخوان لبؤرة صدام ضد قوى الجنوب والساحل الغربي.
وإلى جانب المشهد السياسي في حادثة الاعتداء على المهرجان، فلا يمكن فصل الحادثة عن حملة التحريض والهجوم الذي يتعرض له مهرجان “عيدنا تعز” في كل عام من قبل قيادات إخوانية متطرفة، تثير المخاوف في ظل صمت وتواطؤ رسمي من قبل السلطة المحلية والأمنية والعسكرية، استجابة لمطالب هذه القيادات المتطرفة، كما حصل قبل نحو عامين.
حيث رفضت قيادة محور تعز منتصف عام 2021م، طلب مكتب الثقافة بإقامة حفل الختام لمهرجان “عيدنا تعز” الذي يحيه الفنان عمار العزكي في ملعب الشهداء تحت ذريعة “الدواعي الأمنية”، وجاء هذا الطلب بعد حادثة سقوط صخور على الجمهور في قلعة القاهرة وأدت إلى وفاة أحد الشباب، وهي حادثة أثارت شكوكا لدى الناشطين حول الرواية الرسمية بأن سقوط الصخور ناتج عن “مرور بعض الأغنام”.
وتكرر الأمر في إبريل الماضي، بحملة التحريض التي قادتها قيادات إخوانية متطرفة ضد المقاهي والكافيهات واتهامها بـ”الفجور والاختلاط ونشر الرذيلة”، لتقوم السلطات الأمنية بإغلاق مؤقت لاثنين من هذه المقاهي إرضاءً للحملة الإخوانية المتطرفة، وخلال الأسابيع الماضية كانت جامعة تعز أحدث أهداف هذه القيادات المتطرفة على خلفية إقرار مجلس الجامعة لبرنامج ماجستير حول “النوع الاجتماعي”.
حوادث تعمق المخاوف في أوساط النخبة والمثقفين والنشطاء من أبناء تعز من سيطرة مناخ التطرف والإرهاب على محافظتهم كنتاج طبيعي لاستمرار بقائها تحت النفوذ الإخواني والإصرار على بقاء المشهد في تعز لما قبل تشكيل مجلس القيادة الرئاسي من قبل الجماعة أو تيار بداخلها، ويرى أن بقاءه وبقاء مصالحه الشخصية مرهون ببقاء هذا المشهد الفوضوي والعبثي.