المقالات

صبرٌ يا أهل غزة: بين الإيمان والنفاق في وجه التحديات

في ظل الأزمات المتتالية التي يمر بها قطاع غزة، حيث تحاصر المعاناة والفجائع الإنسانية أبناء الشعب، يبقى الصبر والإيمان سلاحان قويان تعبر بهما الجماهير عن قوتهم وعزمهم. لا تنفصل محنة أهل غزة عن التحديات التاريخية التي تواجههم، ولذلك، في هذه السطور، نناقش الفرق بين المؤمن والمنافق في هذه الأوقات الحرجة، مستلهمين من حكمة الإيمان الذي يضيء درب الفرج.

المؤمن في قلبه يقين ثابت بأن الله على نصره لقدير، وأنه الوحيد الذي يملك الأمر في الأرض والسماء. ليس هناك من يعول على القوى الخارجية أو الاتفاقات السياسية الهشة، بل إن الأمل يظل متقدماً في نفوس المؤمنين بأن النصر قريب، وأن الفرج آتٍ لا محالة. إن المؤمن يُدرك أن المصائب هي بلاء واختبار، وهو مستعد لتحمل الصعوبات رغم كل ما يعانيه.

تتجلى عظمة هذا الصبر في قوله تعالى: “فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا.”، فالصبر في سبيل الله يجعل من المؤمنين قادرين على مواجهة التحديات مهما كانت عسيرة. هؤلاء يجتمعون حول قيم الحق والعدل، ويستظهرون بتماسُكهم قوةً قد تغيّر مجريات الأمور.

من جهة أخرى، يُعتبر المنافقون هؤلاء الذين يتمسكون بالدنيا أكثر من تمسّكهم بالحق. إنهم ينظرون إلى الأحداث عبر عدسة الخوف والإحباط، ظنّاً منهم أن أمورهم تعتمد على إرادة القوى العظمى كإسرائيل وأمريكا. إنهم يتجنبون الصمود ويبحثون عن المبررات للضعف والخضوع، مما يزيد من تفكيك الصف ويزرع اليأس في النفوس.

بينما يرون في طهارة الملابس حرمةً أعظم من دماء المسلمين، فإن المقاومين الحقيقيين يدركون أن البقاء على الحق والكرامة هو الأولوية القصوى. هؤلاء المنافقون هم من يساومون على المبادئ، ويُضعفون الجبهة الداخلية بصفقاتهم مع قوى الكفر والمنافقين.

يمثل أهل غزة رمزاً للصمود والتحدي، وعلى الرغم من الظروف القاهرة، فإن قلوب المؤمنين تبقى مجنّدة في سبيل الحق. إنهم يعرفون أن هناك عزة لله ولرسوله وللمؤمنين، بينما المنافقون قد لا يدركون إلا بهواتهم الهاربة من ردود الأفعال. هم يقيمون الحجة ويطلقون الخطب للتبرير، ولكن الله في تراب الأرض وسماواتها أعلم بهم.

في ختام هذا المنشور، نوجه رسالة للأخوة والأخوات في غزة، بأن الإيمان هو الخير العظيم، والصبر هو القوة التي لا تنكسر. اللهم، اجعل صبرهم قوة، ونسألك أن تنصرهم وتلطف بهم في محنتهم. اللهم، اجمع شمل المسلمين، وألهمهم السلام والعزة، واغفر لنا ولهم، واجعلهم من الفائزين في الدنيا والآخرة. آمين.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى