(كوب 29) حضور القضية اليمنية يتجاوز التغيرات المناخية الى تعرية المليشيا الحوثية
(صوت الشعب) تقرير – رشاد عبدالله :
انطلقت أعمال مؤتمر المناخ التاسع والعشرون للعام 2024م في العاصمة الأذربيجانية باكو ، ويأتي مؤتمر المناخ كفعالية عالمية سنوية، تطرح واحدة من أهم القضايا التي تشكل خطورة على حاضر ومستقبل العالم، وتقدم الدول الغنية التزامات تمويل مشاريع وبرامج التكيف المناخي للدول الفقيرة، بالإضافة إلى ان المؤتمر مناسبة دولية لطرح القضايا الوطنية، ومحفل دولي يتيح اللقاء مع زعماء العالم وعقد مشاورات ثنائية مع الدول ذات المصالح المشتركة، وعلاوة على ذلك فإن حضور منظمات الأمم المتحدة وغيرها التي تحتشد في هذه الفعاليات وتضع برامج تمويل وتتلقى طلبات التدخلات الانسانية الخاصة بالمناخ بهذا يصبح مؤتمر المناخ أكبر تجمع عالمي، وأهم فعالية دولية تحرص الدول على الحضور بممثلين على أعلى مستوى.
على مدى السنوات الماضية حرصت اليمن على المشاركة بمستوى عالي في مؤتمرات المناخ، فكل قادة وحكومات العالم تعرف أهمية المؤتمر، ويدرك ذلك رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، باعتباره فرصة سانحة امام القيادة السياسية لطرح القضايا والمشاكل التي تعاني منها البلاد، بداية من انقلاب مليشيا الحوثي وتداعياته على الاوضاع الاقتصادية والسياسية والبيئية كما إن عدم الحضور له معنى واحد هو استفراد الحوثيين وإيران باليمن.
في مؤتمر المناخ المنعقد خلال 11–22 نوفمبر الجاري ترأس عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي وفد بلادنا والقى كلمة أمام قادة دول العالم، وهي مناسبة هامة حرص فيه الدكتور العليمي لتضمين التحديات التي تعيشها اليمن من عشر سنوات اليمنية، وإيصال سياسة الدولة القائمة على تشبيك المصالح وبناء الشراكات إضافة إلى حشد الدعم في ظل ازدياد وطأة الأزمة الإنسانية
الحوثية واشعال الحرب
بغير المعتاد، وبتشخيص الواقع اليمني، حيث التأثيرات المناخية جزء من مشكلات اليمن، فقد بدأت كلمة عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي في مؤتمر المناخ بتوضيح الازمات العميقة التي تعيشها اليمن منذ اشعلت المليشيا الحوثية الحرب قبل عشر سنوات، وسرد الكوارث التي جرتها الحرب على الشعب اليمني من تدمير البنى التحتية، ونزوح ملايين اليمنيين، وما تسببت به زراعة الالغام البرية والبحرية من اضرار على الزراعة وتهديد للأرواح، كما عطلت الملاحة الدولية وتسببت بأضرار جسيمة للأحياء البحرية.
وكشف العليمي بالأرقام الاضرار التي لحقت باليمن جراء التغيرات المناخية خلال العام الحالي فقط ولم تشهدها البلاد قبل منها الاعاصير، والفيضانات التي تسببت بسقوط عشرات الضحايا، ونزوح أكثر من مائة ألف نازح، وخسائر في البنى التحتية والمناطق الزراعية التي قدرت بنحو ثلاثمائة وخمسين مليون دولار.
ودعا عضو مجلس القيادة في كلمة اليمن امام مؤتمر المناخ أن المجتمع الدولي والمنظمات والفعاليات المعنية حول العالم للاستثمار في اليمن لافتاً إلى الإصلاحات الحكومية الذي قال إنها تهدف إلى تسهيل الإجراءات وتعزيز الشفافية، كما قال إن التحول نحو الطاقة النظيفة يُعد ضرورة ملحة لبناء مستقبل آمن ومستدام، وأن تحقيقه يظل تحدياً كبيراً للبلاد، التي تعاني من محدودية الموارد وأن الاستثمار في التنمية المستدامة استثمار في السلام والاستقرار والاستدامة.
في السياق نفسه كشف وزير المياه والبيئة عضو الوفد اليمني خلال اللقاءات الثنائية ان اليمن شهدت 6 أعاصير في 6 سنوات، واثرت السيول والفيضانات خلال عام واحد على 30 بالمائة من الأراضي الزراعية في بلد يعتمد الى حد كبير على الزراعة، وهو ما يجعلها من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية.
الحضور السياسي
لقد شكل الحضور الكبير لوفد اليمن في مؤتمر المناخ (كوب 29) محطة مهمة لتعزيز الحضور اليمني في المحافل الدولية، في تأكيد مستمر من الجمهورية اليمنية والتزام ثابت بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وهي فرصة لوضع العالم أمام الاضرار التي خلفتها المليشيا الانقلابية وتقديم صورة واضحة لمعاناة الشعب اليمني جراء الحرب وربطها بآثار تغير المناخ والتزامات الدول الشقيقة والصديقة بضرورة انهاء معاناة اليمنيين جراء الانقلاب الحوثية.
كما يعد مجلس القيادة والحكومة ملتزمين اخلاقياً كممثلين شرعيين للبلاد أمام دول العالم بعمل استراتيجيات وطنية لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ من خلال تعزيز القدرات المؤسسية وتبني سياسات مستدامة وهذا ما ركز عليه الدكتور عبدالله العليمي خلال مشاركته في مؤتمر المناخ الأخير.
لقاءات مكثفة لعرض القضية اليمنية
أتسمت مشاركة اليمن بمؤتمر المناخ (كوب 29) بلقاءات مكثفة اجراءاها عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي، هدفت لحشد الجهود الدولية في مساندة الحكومة الشرعية وتقديم صورة واضحة للقضية اليمنية التي تعيش حرب مع المليشيا الانقلابية، وهي فرصة كبيرة أن يتواجد قادة دول العالم في مكان واحد حيث تحرص كل دولة لعمل برنامج مكثف لعقد لقاءات ثنائية مع البلدان التي ترتبط معها بمصالح مشتركة.
خلال (كوب 29) عقد الدكتور عبدالله العليمي لقاءات مكثفة بكلا من أمين عام الأمم المتحدة، ووزيرة الدولة لشؤون التنمية البريطاني في المملكة المتحدة وناقش معهم القضية اليمنية وأهمية دعم الشرعية للتخفيف من معاناة المواطنين وحماية الملاحة الدولية.
وتضمنت لقاءات الوفد اليمني عقد عضو مجلس القيادة اجتماعاً مع ولي عهد الأردن ورئيس دولة الامارات والرئيس التركي ورئيس اذربيجان ورئيس اثيوبيا، ورئيس مجلس السيادة السوداني ركزت على حشد الجهود الداعمة للشرعية وتقديم صورة واضحة لمستجدات الحرب الحوثية على الشعب اليمني.
الوفد اليمني الذي ضم وزير المياه والبيئة ومشاركين عن وزارة الصحة عقد عدة لقاءات مع المنظمات الدولية والجهات المناحة وعرض الوفد اليمني تجارب برامج ومشاريع الحكومة ومقترحاتها العملية للتصدي لتداعيات التغير المناخي وتأثيراته على القطاع الصحي.
البرنامج الوطني لتمويل المناخ
أُطلق على مؤتمر كوب 29 اسم “مؤتمر كوب المالي”، نظرًا لتركيزه على توسيع نطاق تمويل المناخ. ويشير تمويل المناخ إلى التمويل اللازم لمساعدة البلدان منخفض الدخل على التحول إلى اقتصادات خالية من الكربون، ولمساعدة المجتمعات الأشد تضررًا على التكيف مع آثار تغير المناخ. فأحد الأهداف الرئيسية لمؤتمر كوب 29 هو زيادة هذا التمويل، ووضع هدف جديد لتمويل المناخ في المستقبل.
إطلاق البرنامج الوطني لتمويل المناخ للفترة 2025-2030م، والذي يهدف الى تعزيز قدرة البلاد على التكيف مع التحديات المناخية المتزايدة، والتركيز على ضرورة تقديم الدعم المالي والتقني للدول النامية بما فيها اليمن لتسريع عملية الانتقال إلى الطاقة المتجددة.