أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
في جلسة عامة عُقدت في منزل الأستاذ علي هيثم الغريب، حضرها عدد من رفاقه في الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية وأعضاء من المجلس الانتقالي، تناول الغريب عددًا من القضايا السياسية والاقتصادية الهامة المتعلقة بجنوب اليمن. كان من أبرز ما تطرق إليه أهمية موقع الجنوب الاستراتيجي، وخصوصًا خليج عدن، بحر العرب، وأرخبيل سقطرى، التي تُعد جميعها ممرات دولية طبيعية.
مكانة الجنوب البحرية ومساحتها
قال الغريب:
“نحن أبناء الجنوب ندرك جيدًا أهمية وطننا، ولهذا قدمنا من أجله آلاف الشهداء والجرحى. الجنوب يحتل المرتبة الأولى عربيًا من حيث امتلاك المساحة البحرية، حيث تمتد سواحلنا من منطقة حوف في المهرة شرقًا إلى مضيق باب المندب غربًا، على طول 1800 كيلومتر تقريبًا. هذه المسافة تشكل نحو 8% من إجمالي سواحل الدول العربية.”
وأضاف:
“تبلغ مساحة الجنوب البرية نحو 330,000 كيلومتر مربع، بينما تصل مساحته البحرية إلى ما يقارب 900,000 كيلومتر مربع، أي أن مساحة الجنوب البحرية أكبر بثلاثة أضعاف من مساحته البرية. هذه المساحات البحرية الهائلة تحميها القوانين الدولية، وعلى رأسها القانون البحري الذي ترعاه الأمم المتحدة.”
القانون الدولي والمساحات البحرية
وأوضح الغريب أن القانون البحري الدولي يحدد المساحات التي تمتلكها الدول المطلة على البحار والمحيطات، وذلك كالتالي:
1. البحر الإقليمي: يمتد 12 ميلًا بحريًا من الشاطئ.
2. المنطقة المتاخمة: تمتد 12 ميلًا بحريًا إضافيًا بعد البحر الإقليمي.
3. المنطقة الاقتصادية الخالصة (الجرف القاري): تمتد 200 ميل بحري إضافية من الشاطئ.
وأشار إلى أن أرخبيل سقطرى، الواقع في نهاية بحر العرب وبداية المحيط الهندي، يمنح الجنوب ميزة امتلاك الجرف القاري بامتداد 224 ميلًا بحريًا (12+12+200). وهذه المساحة البحرية تُعد ملكًا خاصًا لدولة الجنوب، وتشمل حق استغلال الثروات الحية مثل الأسماك، والثروات غير الحية كالنفط والغاز والمعادن.
مكانة الجنوب مقارنة بالدول العربية الأخرى
أكد الغريب أن الجنوب يحتل المرتبة الأولى عربيًا من حيث المساحة البحرية، متفوقًا على جميع الدول العربية المطلة على البحار. وأوضح الفوارق التالية:
سلطنة عمان: تطل على البحر العربي، لكنها لا تمتلك جزرًا خارج مياهها الإقليمية.
الصومال: تطل على المحيط الهندي، لكنها أيضًا لا تمتلك جزرًا خارج مياهها الإقليمية.
أما الجنوب، فإنه يتميز بامتلاكه لأرخبيل سقطرى، مما يمنحه امتدادًا استراتيجيًا في المحيط الهندي وبحر العرب.
الثروات البحرية للجنوب
اختتم الغريب حديثه قائلاً:
“المساحة البحرية للجنوب ليست مجرد مساحة شاسعة، بل هي كنز اقتصادي. خليج عدن وسواحل بحر العرب يمتلكان مخزونًا هائلًا من الغاز والنفط، إضافة إلى الثروات المعدنية والسمكية. هذه الثروات تضاهي، إن لم تكن تتفوق على، ما يمتلكه الجنوب من ثروات برية دفينة.”
الخلاصة
أكد الأستاذ علي هيثم الغريب على أن الجنوب، بفضل موقعه الجغرافي الفريد ومساحاته البحرية الواسعة، يتمتع بإمكانات هائلة يجب استثمارها لتحقيق التنمية والاستقلال.