هل يكرر طارق عفاش ما قام به احمد بن الحسن القاسم في القرن السابع عشر الميلادي؟
بعد وفاة الحاكم المؤيد محمد بن القاسم إنتقلت الإمامة في ضوران إلى اخيه اسماعيل القاسم و لم يقنع ذلك أولاد اخيه الحسن القاسم فبدأ الصراع بينهم حتى أُضطر احمد بن الحسن الى الهروب و اللجوء طلبا للحماية عند امير عدن و لحج و يافع حسين بن عبدالقادر اليافعي الذي اعطاه الأمان و العيش لمدة اربع سنوات(١٠٤٩/ ١٠٥٣) هجري، حتى تصالح مع عمه و عاد الى ضوران.
بقاءه في لحج و يافع وعدن سنوات طويلة مكنه من معرفة طبيعتها و خيراتها و طرقها ادخل الطمع إلى قلبه و تحركت طبيعته الغادرة ما جعل ه بعد عودته إلى ضوران بإقناع عمه بغزو لحج و عدن و فعلا هذا ما حصل في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي.
و كما قيل “التاريخ يعيد نفسه فى المرة الأولى على شكل مأساة، وفى المرة الثانية على شكل مهزلة”.
هل ما نتابعه و نشاهده اليوم هي المهزلة بعينها؟
بعد هروب و لجوء طارق عفاش إلى الجنوب و عدن بالذات بحثا عن ملجأ و حماية بعد مقتل عمه و خلافه مع حلفاءه الحوثة، رغم أن دماء شهداء غزو ٢٠١٥م التي شارك فيها هو و عمه و الحوثة لم تجف بعد و لا جراح المصابين كذلك لم تشف هي الأخرى، يثير لدى الجنوبيين ذكريات مرة و صعبة، بعد أن أصبح يمتلك جيشا تم وضعه للإيجار.
فهل هذا الكرم الجنوبي تجاهه منعه من محاولة التمدد والذهاب إلى راس العارة في باب المندب؟
ما جرى خلال الايام الماضية حتى و ان تم الإنسحاب حسب الناطق بإسم قواته، فأنه يبعث رسالة تحذير مهمة لمن له عقل من قادة الجنوب.
لا يوجد شك و لو للحظة واحدة ان هذا الملطخة يديه بالدماء لن يفكر يوما في التحالف مع ربعه في صنعاء من اجل إعادة غزو الجنوب، و أنه سيسلك طريق احمد بن الحسن القاسم الذي تنكر لكرم الضيافة اليافعية و عاد اليها غازيا.
*- د. حسين لقور #بن_عيدان ـ أكاديمي ومحلل سياسي