المقالات

يا عباد الجيوب أتقوا الله بالجنوب

من أين أبدأ ياقلم؟ فدلني بالله عليك، لم يعد لي صديق بعدما شاهدت وسمعت، فأنت الصديق الأمين والأصدق.. معا نتباكى ومعا نتحاكى مما بنا من ألم، ونتشاكى معا فلا هنا غيرنا ولا هناك أحد يطيق سماعنا ولا ينتبه لنا إلا فقط ذاك سرق وذاك متهم ومتقلب وهناك اجتماع ووقفة، وحوار يتزعمه دول الجوار وينتهي ببيان وسرعان ماينطوي خلف الجدران ونظل جميعنا يكتوي بحر الخدمات طوال الزمان، ولم نسأل أنفسنا ما يحاك بصنعاء، ومايصول فيها قادة العدوان فمتى نفيق؟ وماالذي بعاشوراء صنعاء اليمن أو صنعاء النجف فالاثنان سيان فماذا تقول؟ فأتقوا الله ايها الحريصون للجيوب لما يحاك للجنوب، فالوطن امام حرب عقائدية، ألم تعلموا بالحشود؟ ولمن؟فأي إنقاذ وأي تحرير؟ ومن أي نوع يعد؟ إنه عدوان مبيت له؛ واليوم معلن، وفي عاشوراء ومع حضور الحسين كما يدعوا، لتعطي الحرب ضد الجنوب الطابع الديني، فمتى تصحوا ياأبناء الجنوب؟ ألم تتعلموا الدرس من شعارات الوحدة قبل تطبيعها؟ واهداف الثورة حولها؟ فماذا جنى الجنوب عند تحقيقها، غير ضياع الدولة والامة معها؟ لماذا لم نتعلم من الأخطاء؟ فلم التكرار اذن من بعض المكونات؟ يرفع باستعادة الدولة، والوطن من التدخلات الخارجية يئن؛ ومن الاختراقات يحترق.

إن حرب اليوم ليست كحرب الامس، فأستيقظوا وعدوا لحشود العدو العدة حتى لا يكون الجنوب فريسة للمجوس وحينها يكون من الصعب الوصول الى التحرير والهوية.

إن العدو يناوش في اكثر من جبهة ومنهم هنا بين ظهرانينا ينتظر، وبيديه الزناد مستنفر، وبجواسيسه منتشر، رافعا بتقاريره لرؤسائه بعد كل ساعة، ونحن هنا في شقاق بتكوينات تضر ولا تنفع، يتلاعب بنا يمنة ويسرة بالقرش، فهل فكر هؤلاء بالنتائج وما سوف تتعرض له بني جنسه و في نفسه وعقيدته وعرضه؟ ماهذا الانغلاق والتقوقع الذي يستهين بأي مصلحة غير مصلحته؟ ماهذه الاستهانة بحقه وتفريطه بمصالحه، ولوطنه واهله لاجل مصالح الآخرين؟ ألا يوجد قانونا بحجر مثل هؤلاء لحمايته من عدو لله ثم لخلقه؟ أيريد الجنوب لبنانا آخر؟ فكيف بالله مثل هؤلاء يفكرون؛ ينصاعون لعدو حاقد، ولريال بالنهاية به هالك؟!!

الجنوب العربي أولا وأخيرا.. خيارا تاريخيا واستراتيجيا للخروج من وحدة الضغائن والحقد، ومن وحدة الكراهية وعبودية القبور والبشر، والبؤس والجهل، والجوع والفقر .
الجنوب أولا وأخيرا، للولاء للدين، للاعتدال والوطن، للامن والاستقرار والنهوض لمواكبة الدول. إننا في عالم متغير ونتغير معه. وحدة القاهر والمقهور، فلم تعد الوحدة صالحة لتجاهلها وعدم احترامها لخصائص الجنوب، لفقدان التجانس بين الدولتين، فالوحدة ليس معناه ان يكون الجنوب تحت وصاية اليمن والتي اخذت منحى قبلي عنصري: الجنوب فرعي واليمن أصلي والتي اخذت بفتاوي سفك الدماء والفيد والنهب والتسلط والحرب على الجنوب.. وحدة لبست عباءة الاذلال والقهر وانتهاك للكرامة الإنسانية الى الأعراض والأموال والتفجير والعنف والفظائع لتركيع الجنوب للتسلط على خيراته.
إن الذي لا تهمه مصالح الأمة وحقوق الجنوب العربي وطنه وبلده، فوطنيته مشكوك فيها، مادام يشكك في ولائه لأهله ووطنه.

أفيقوا لتتأملوا وتتعلموا وتتذكروا الأحداث التي مضت، فماذا جنيتم من بعدها؟ إن استعادة الدولة الجنوبية والهوية مسئولية وليست مكوكية للاستراحة والصور للذكريات وللخطب الفاضية امام جمع لدعوات تستمع وتصفق، فالوطن ليس للترفيه.

قوموا وتعلموا كيف تشق الصخور لتسمو بعزتكم واعتدادكم الشخصية لكيلا تمدوا ايديكم لاجل صدقة لحفنة دقيق وأرز باليا، فأنفضوا الخمود والجمود، ووحدوا الكلمة والصفوف، وارموا بالخلافات جانبا، وكونوا حول عيدروس سندا ومعينا ، فإنه والله لا ينازله العدو لصدقه، وثباته لا يتزعزع، ولا همه مال الدنيا كلها امام الوطن، ولا يكترث ما يقال عنه من ابواق العدو وادواته، فقوموا لتبنوا خيمتكم في وجدانكم، فإن الشالات لا تصنع وطن، فهي بالاكتاف تطرح، وغطاء للنوم (بتشديد الواو). شدوا العزم للدفاع ووحدوا الصف ونحو القيادة نلتف. فالوضع جد خطير ولا يستهان به. نكون أو لا نكون، ولابد للأمر أن يحسم.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى