من يفك طلاسم السحر الأسود وينهي خرافة فساد الحكومة في ملف كهرباء العاصمة عدن؟
(الأمناء نت / تقرير/هاشم بحر :)
مآسٍ وعذابات يتجرعها المواطنون جراء فساد حكومي طال قطاع الكهرباء
حقائق مفزعة عن فساد حكومة معين في ملف كهرباء العاصمة عدن
هناك الكثير من الأساطير التي أصبحت في إطار الخرافة والقصص الشعبية القديمة والمرتبطة بثقافات الشعوب والديانات وتحكى للأطفال، ولكن هناك أسطورة حقيقية وليست خرافة، فالكل يعيش واقعها ويلمسها حتى اللحظة، هي أسطورة (ملف الكهرباء) والسحر الذي يمارس عليها، ذلك السحر الأسود الذي يعتبر من أقوى أنواع السحر في العالم، والذي يمارسه طائفة من الشياطين المتلبسين بلباس شرعية حكومة الفساد بطقوسهم على عامة الشعب بجعلهم ممسوسين ومسحورين بذلك السحر، من خلال ملف الخدمات، ومنها الكهرباء، ذلك الملف الشائك الغامض الذي لم يقوَ أمامه أحد ولم يستطع مجابهة ذلك السحر الأسود ويفك طلاسمه وينهي تلك الأسطورة. فالشعب يعيش المآسي والعذاب بسبب سطوة ذلك السحر ببث العذاب والإرهاق وقتل راحة البال، ناهيك عن عدد المرات والساعات الذي يمارس فيه السحر الأسود على (ملف الكهرباء) في اليوم الواحد.
لم تكتفِ تلك الشياطين عند هذا الحد، بل زاد جشعهم وطغيانهم باستمرار ممارستهم لذلك السحر على المدى الطويل وعلى كل فصول العام وجعل المواطن ممسوسًا معذبًا يعيش الأمرَّين، وهم يجنون الأرباح والأموال الطائلة على حساب ذلك ولا يريدون أن تقوم قائمة للجنوب وعدن وأهلها.
ووقف المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته الحكيمة بوجه تلك الشياطين ومحاولة إبطال مفعول ذلك السحر الأسود وإنهاء أسطورة (ملف الكهرباء)، ولازال الصراع قائمًا على أشده.
حقائق مفزعة
ووفقًا للمؤشرات والمعطيات، فهناك من الحقائق المفزعة حول أسطورة (ملف الكهرباء) والتي أشارت إليها الكثير من المصادر، ومنها موقع “ساوث ٢٤” في تقريره على الرغم من الإعلان عن مشاريع تأهيل وإعادة صيانة محطات الكهرباء في المدينة، وبناء محطة جديدة حملت اسم الرئيس اليمني السابق هادي، لم تشهد كهرباء عدن أي تحسن فعلي، حتى في ظل وجود حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب تمخضت عن اتفاق الرياض [2019]، كان يتوقع منها أن تضع هذا الملف على قائمة أولوياتها. بالإضافة لنقص القدرة التوليدية والحاجة الماسة لإجراء صيانات لعدد من المحطات الحكومية، يمثل انعدام وقود الكهرباء (المازوت والديزل) مشكلة لصيقة بالإدارات المتعاقبة للمؤسسة، مع اتهامات متبادلة بالفساد بين الأطراف الحكومية.
منحة المشتقات النفطية
في 31 مارس 2021، أعلنت السعودية عن “منحة مشتقات نفطية جديدة” بقيمة 422 مليون دولار إلى اليمن، لتشغيل محطات الكهرباء بعدد من المحافظات، وبالأخص مدينة عدن. وجاءت المنحة بعد وصول انقطاعات الكهرباء في عدن إلى أكثر من 19 ساعة يومياً، بسبب عدم توفر الوقود.
ومع أنَّ هذه المنحة أسهمت بالفعل في إحداث بعض التحسن بخدمة الكهرباء في عدن وبعض المحافظات الأخرى خلال الأشهر الماضية، إلا إنَّ إشكالات كثيرة رافقتها مثل تأخر وصول دفعات وشحنات المنحة لأيام أو أسابيع كانت فيها أحياء عدن تغرق في الظلام مجدداً.
كما كانت المنحة مهددة في أوقات كثيرة بالتوقف بسبب خلافات بين الطرف السعودي المانح، والأطراف اليمنية وعلى رأسها الحكومة والسلطات المحلية بالمحافظات ومؤسسات الكهرباء.
عذر أقبح من ذنب
وفي سبتمبر الماضي، حمَّلت لجنة تسيير دفعات المنحة من المشتقات النفطية – التي تتكون من شخصيات حكومية من الطرفين – السلطة المحلية في عدن والمواطنين مسؤولية تأخر وصول إحدى الدفعات.
وبحسب وكالة سبأ، قالت اللجنة إن “عدم تسديد الفواتير من قِبل المواطنين وتوريد المبالغ إلى الحساب المالي المشترك، والربط العشوائي”، هي الأسباب وراء هذا التأخير.
ذريعة تغطية العجز
وبحسب مصادر تحدثت لـ “سوث24” عن أسباب أخرى رئيسية وراء تأخر كثير من دفعات منحة وقود الكهرباء. ووفقاً للمصادر، فإنَّ الجهات الحكومية المختصة ومؤسسة الكهرباء في عدن كانت تتأخر في رفع احتياجات محطات المدينة من الوقود رغم أنَّ أحد بنود اتفاقية المنحة ينص على الرفع بطلب التوريد قبل أكثر من شهر على نفاد وقود الدفعة السابقة.
ووفقاً للمصادر، يأتي ذلك ضمن خطة تهدف إلى إحداث عجز في تموين المحطات الحكومية بالوقود اللازم للعمل، لأجل شراء دفعات مستعجلة من الوقود التجاري بأسعار باهظة بذريعة تغطية العجز.
فضيحة صفقة الوقود المغشوش
فضيحة صفقة شحنة الوقود المتردي التي شهدتها عدن مؤخرا وازدياد ساعات الانطفاء وحاليا خروج المحطات التوليدية عن الخدمة مما زاد العبء أضعافًا مضاعفة على المواطن.
فساد رئيس الحكومة ينخر كهرباء عدن
وكشفت مؤسسة كهرباء عدن عن فساد رئيس الحكومة، معين عبدالملك، وإصراره على الاستمرار في التعاقد مع محطات طاقة عائمة، وتجاهل إصلاح المحطات التابعة للدولة.
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم مؤسسة كهرباء عدن، نوار أبكر: “إن قيمة إصلاح توربينات المحطة القطرية “الحسوة2″، تنتج 50 ميجا وات وتعمل بوقود الديزل، تتراوح ما بين 8 إلى 10 ملايين دولار”.
واختتم المتحدث أن إعادة إصلاح المحطة كانت ضمن الحلول التي قدمتها قيادة كهرباء عدن للحكومة في نوفمبر الماضي لمجابهة صيف 2022، إلا أنه تم عرقلة وتجاهل هذا الحل.
وبحسب مصادر مطلعة فإن رئيس الحكومة معين عبدالملك، شريك أساسي في ملف الطاقة المشتراة، حيث تدفع الحكومة لشركات توليد الكهرباء المؤجرة ٦ ملايين دولار كل ٦ أشهر، مشيرة إلى أن إصلاح محطة الحسوة يعني توقف العمولات التي يتقاضاها من هذه المبالغ، بالإضافة إلى المبالغ الطائلة التي يجنيها من الطاقة المشتراة.
الانتقالي الجنوبي.. سعي حثيث لفك طلاسم فساد كهرباء عدن
وفشلت حكومة معين عبدالملك من محاولاتها لإضعاف دور المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال إظهاره بالعاجز والفاشل أمام تردي الخدمات ومنها (ملف الكهرباء) الذي عاثت هذه الحكومة فيه فسادا لم تشهده العاصمة الجنوبية عدن في تاريخها وفي الوقت نفسه سعى ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي جاهدًا بقيادته الحكيمة الممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي بمحاربة طلاسم ذلك السحر الأسود وإنهاء تلك الخرافة المقيتة التي اكتوى المواطنون بجحيم مسلسلاتها التي ليس لها نهاية .
ويبقى السؤال هنا: من يفك طلاسم السحر الأسود وينهي معجزة حل معضلة الكهرباء؟