اخبار محليةالأمناء نت

وداعًا سيِّد أبين وسيفها البتار ..الحزن يخيم على الجنوب باستشهاد قاهر الإرهاب العميد عبداللطيف السيد

نجا من “12” محاولة اغتيال وما في جسده موضعٌ إلا وفيه إصابة …
وداعًا سيِّد أبين وسيفها البتار ..الحزن يخيم على الجنوب باستشهاد قاهر الإرهاب العميد عبداللطيف السيد

(الأمناء/غــازي العلــوي:)

وداعًا سيد أبين والجنوب وسيفه البتار.. وداعًا قاهر الإرهاب والإرهابيين.. وداعًا رفيق الأبطال والشهداء.. وداعًا لمن عاهد الله فأوفى ولم يخلف عهده أو يتراجع قيد أنملة.. وداعًا لمن طلب الشهادة فنالها.. وداعًا يليق بمكانة الشهداء الاحرار الذين رفضوا الذل والخنوع والاستسلام .. وداعًا لجسد لم تثنه الجراح والإصابات عن مواصلة المسير لتطهير أرضه من دنس ورجس عصابات الإرهاب والتطرف.. وداعًا عبداللطيف السيد، وفي جنة الخلد مأواك مع الشهداء والصديقين، ونِعم أولئك رفيقا.

هي الشهادة إذن، وأي شهادة تلك التي عانق فيها أسد الجنوب المجد والخلود مقبلًا غير مدبر مرتديًا بدلته العسكرية قابضًا على زناد سلاح بندقيته التي تركت آثارها على كتفه.. شهادة لطالما تمناها وأعلن عنها في العديد من تصريحاته بأنه مشروع شهادة لأجل الجنوب.

لم يمت سيد أبين والجنوب كما يظن قاتلوه من الخونة والإرهابيين، بل ما زال حيًا، فالشهداء لا يموتون، إذ لم يدرك القتلة بأن سنبلة السيد قد أنبتت ألف سنبلة وسنبلة وأوقدت جذوة النار التي لن تنطفي إلا بعد أن تلتهم عناصر الشر والإرهاب التي لم تزهق روح السيد بل آلاف الجنوبيين.

 

وترجَّل الفارس عن صهوة جواده

يوم الخميس العاشر من أغسطس استطاعت يد الإرهاب النيل من القائد البطل عبداللطيف السيد، بعد سنوات من الملاحقة والاستهداف بـ”12″ محاولة اغتيال بالعبوات الناسفة والمتفجرات والكمائن الغادرة، التي لم تنل من جسده النحيل، واستطاع بحنكته وشجاعته وعناية المولى عز وجل هزيمتها والنجاة منها، غير أن مشيئة الله تعالى أرادت – ولا راد لمشيئته – أن يلقى ربه شهيدًا كما تمنى في ذلك التفجير الغادر الذي استهدفه بمعية رئيس العمليات النقيب صلاح اليوسفي، والشيخ القبلي محمد كريد الجعدني، وعدد من مرافقيهم في عملية إرهابية جبانة في مديرية مودية بأبين.

وكان العميد عبداللطيف السيد – الذي عُيّن مؤخراً قائداً لقوات الحزام الأمني في أبين بموجب قرار صادر عن الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي-  يقود حملة أمنية تضم قوات الحزام والأمن العام ووحدات عسكرية من محور أبين، لتعقب عناصر القاعدة في المناطق النائية والسلاسل الجبلية التي تفر إليها العناصر الإرهابية أو تتخذ منها مركزاً لتنفيذ عملياتها الإرهابية ضد الأمن والجيش الجنوبي.

 

كيف تفاعل الجنوبيون مع اغتيال السيد؟

انتفاضة شعبية عارمة أطلقها الجنوبيون على مدار الساعات الماضية، منذ الإعلان عن استشهاد البطل العميد عبد اللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، الذي اغتالته عناصر الإرهاب الآثمة.

وبقدر حالة الألم التي هيمنت على الجنوبيين جراء العملية الإرهابية، إلا أنهم عبّروا عن حالة ثورية وعزيمة أسطورية، تضمنت التأكيد على أنّ تطهير أبين من الإرهاب الغاشم هو الثأر المناسب والملائم لحجم الوجع الذي نزل بالجنوبيين جراء العملية الإرهابية.

الجنوبيون وفقًا لما أورده “المشهد العربي” شاركوا بكثافة في حملة مكبرة حملة شعار “ثأر أبين.. اجتثاث الإرهاب”، وأكّدوا خلالها أن حزنهم وألمهم على استشهاد العميد عبداللطيف السيد سيتحول إلى واقع عسكري مهيب يتضمن حسم المعركة ضد قوى الإرهاب.

وعبّر الجنوبيون من خلال هذه الحملة الموسعة، عن ثقتهم الكبيرة في قواتهم المسلحة على حسم المعركة ضد الإرهاب، وأن تحركاتها المقبلة ستكون قادرة على تطهير كل أراضي الوطن من براثن الإرهاب الغاشم.

وعبر الجنوبيون عن عظيم التقدير بأن استشهاد العميد عبداللطيف السيد جاء وهو مرابط في جبهات القتال، وهي أعظم صورة من صور التضحية والفداء التي تُسطرها القيادات العسكرية في الجبهات في مواجهة قوى الشر والإرهاب.

دعوات وإصرار الجنوبيين على حسم المعركة ضد قوى الشر والإرهاب نابع من أن تلك الحرب لا تقتصر على وجه عسكري وحسب، لكنها تحمل أيضًا ضمن طياتها بُعدًا سياسيًا، في إطار حرب شاملة تستهدف قوى الإرهاب من ورائها عرقلة الجنوب عن المضي قدمًا في إطار تحقيق حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.

لعل هذا الواقع هو ما يفسر حالة الحماسة التي سادت بين الجنوبيين وهم يتفاعلون مع مأساة اغتيال العميد عبد اللطيف السيد، حيث برز قاسم مشترك في مختلف التعليقات سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، وهو الإصرار على حسم المعركة ضد قوى الإرهاب مهما زاد حجم التضحيات.

 

رسالة الاغتيال

الرسالة التي أرادت قوى صنعاء الإرهابية إيصالها بدت واضحة بشكل كبير، حيث عمد تنظيم القاعدة، إلى عرقلة مسار العمل الوطني في الجنوب بشكل كامل.

قوى الإرهاب اليمنية لم تستهدف فقط تفجير قنبلة واحدة لاغتيال العميد عبد اللطيف السيد، لكنها أرادت تفجير قنبلة أخرى تتمثل في محاولة بث اليأس والإحباط في أرجاء الجنوب.

المليشيات اليمنية الإرهابية أرادت توجيه رسالة بأن الجنوب لن يكون قادرًا على حسم المعركة ضد الإرهاب، ومن ثم يظل قيد هذا التهديد الوجودي وبالتالي عرقلة تحركاته في إطار استعادة الدولة وفك الارتباط.

وفي مقابل هذا الاستهداف، فإن الرد الجنوبي يبدو محسوما بشكل كبير، فالجنوب أكد استعدادا كاملا لتقديم مختلف أصناف التضحيات في إطار مسار استعادة الدولة.

يُستدل على ذلك أن الجنوب دائما ما يخرج من مثل هذه الأوضاع المؤلمة في موقف أقوى، يثأر من خلاله لشهدائه.

وهذا التوجُّه الجنوبي يعبر عن رؤية واضحة وثاقبة، ترمي إلى تحقيق الاستقرار ودحر التحديات، وقد أكّدت القيادة الجنوبية في الكثير من المناسبات، أنّ تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي أمر مرتبط بتحقيق الاستقرار الأمني.

فعلى مدار مسيرته الوطنية، أظهر الشهيد البطل شجاعة نادرة في محاربة التنظيمات الإرهابية، ووقف صامدا شامخا في وجه العديد من المحاولات الآثمة التي سعت لاغتياله على مدار الفترات الماضية.

الشهيد البطل قدّم أيضا سلسلة كبيرة من التضحيات سعيًا لتحقيق الانتصار في الجنوب في مواجهة قوى الشر والإرهاب، وقد نذر نفسه في سبيل هذه المعركة ليكون أحد شهداء تلك الحرب.

 

الخسارة فادحة والمصاب جلل

شجاعة العميد عبداللطيف السيد ظلّت مرافقة له حتى آخر أيامه، والتي أشرف فيها على العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية في محافظة أبين ضد تنظيم القاعدة على وجه التحديد.

فقد نجح الشهيد البطل في تلقين قوى الإرهاب ضربات مؤلمة وموجعة ما جعلها محملة بالكثير من الرغبة في استهدافه لتتخلص من حجم الضربات التي تنهال عليها من جراء قدراته وبسالته.

هذا الواقع العسكري – الذي كان العميد عبد اللطيف السيد شاهدًا عليه – جعل الجنوبيين يشعرون بمرارة شديدة جراء فقدانه في العملية الإرهابية، كما ولّد رغبة جارفة في الثأر لهذا الشهيد البطل، فالخسارة فادحة، والمصاب جلل.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى